الأخبار (نواكشوط) - قال سكان أحياء سكنية في مقاطعة توجنين بولاية نواكشوط الشمالية، إن خبيرا بيئيا منتدبا من وزارة البيئة، حذرهم من خطورة دخان المصانع العاملة في منطقة بتوجنين على حياتهم.
وأضاف سكان الأحياء المجاورة للمصانع في تصريحات للأخبار، أن الخبير البيئي، نصب أجهزة تلتقط نسبة الدخان في الهواء خلال فترة تصل إلى شهر على الأقل، قبل أن يعبر لهم عن اندهاشه من كمية الدخان التي التقطتها الأجهزة خلال أربعة أيام فقط.
وعبر سكان الأحياء المجاورة للمصانع، عن استيائهم من الوضع الصحي الذي يعيشونه بسبب دخان المصانع، وارتفاع حالات الإصابة بالسرطان والموت المفاجئ بينهم، إضافة إلى الاختناق وفقدان حاسة الشم بسبب دخان المصانع.
انتشار الأمراض
يتسبب تلوث الهواء بالدخان الناتج عن مخلفات التصنيع بأمراض في الجهاز التنفسي، وأمراض القلب والشرايين، بسبب زيادة مستويات الغازات السامة في الهواء، فيما تتدهور نوعية التربة والمياه في المنطقة بسبب تلوث الهواء.
يرجع سيدي محمد ولد الناجي، انتشار الأمراض المتعلقة بالصدر والرئة في سكان الأحياء، إلى دخان المصانع المجاورة غير بعيد من الأحياء على الطريق المعروف شعبيا بـ"طريق عزيز".
ويضيف ولد الناجي، أن دخان المصانع يحتوي على العديد من الملوثات السامة، تؤدي إلى تدهور جودة الهواء بشكل كبير، مما يزيد من مخاطر الإصابة بالأمراض التنفسية والقلبية لدى السكان، خاصة الأطفال وكبار السن.
ويؤكد ولد الناجي، أن عددا من المسنين أبلغهم الأطباء أن مشاكلهم الصحية تتعلق بالدخان، فيما رفضوا منحهم وثيقة تتضمن أن السبب هو دخان المصانع.
أما امباركة فال بنت منداه، فأكدت أنها تضررت صحيا بسبب دخان المصانع، مشيرة إلى أن الأطباء ذكروا لها ذلك عقب إجراء فحوص للصدر.
وتضيف بنت منداه، أن تلوث الهواء الناتج عن هذه المصانع أدى إلى وفاة والدتها بعد معاناة مع المرض.
فيما تشدد بنت منداه، أنه لا يوجد ضرر على سكان هذه الأحياء أشد عليهم من ضرر دخان المصانع.
مخاوف ومطالب
يعبر سكان أحياء بتوجنين عن مخاوفهم المتزايدة من استمرار تلوث الهواء بسبب دخان المصانع، مؤكدين أن الوضع أصبح يشكل تهديدًا حقيقيًا على حياتهم وصحة أفراد أسرهم.
العديد من السكان أكدوا أنهم يعانون من أعراض صحية مزمنة، مثل صعوبة التنفس، والصداع المستمر، والتهابات في الجهاز التنفسي العلوي، وهو ما يفاقم من معاناتهم اليومية.
يقول محمد عبد الرحمن محمدي، إن الحل الوحيد هو ترحيل المصانع عن المناطق السكنية، داعيا إلى ضرورة الإسراع في ذلك
ويضيف ولد محمدي، أنه لا يمكن ترحيل آلاف السكان من منطقة سكنية بسبب ثلاثة أو أربعة مصانع.
ويشدد ولد محمدي على أنه لا بديل للساكنة عن منازلهم وأعرشتهم التي يقطنونها منذ الثمانينيات.
ويطالب السكان السلطات المعنية بضرورة اتخاذ تدابير عاجلة للحد من تلوث الهواء في المنطقة. وأكدوا ضرورة أن تقوم الحكومة بإنشاء مناطق عزل صناعي بعيدًا عن المناطق السكنية، وتوفير حلول بيئية مستدامة تقلل من الآثار السلبية على الصحة العامة.