على مدار الساعة

اتشاد والسنغال لماكرون: الأفارقة لعبوا دورا حاسما في "تحرير" فرنسا

7 يناير, 2025 - 02:08
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون

الأخبار (نواكشوط) - اعتبرت اتشاد تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشأن دور نشر القوات الفرنسية في حصول بعض دول الساحل الإفريقي على سيادتها "موقف ازدراء تجاه إفريقيا والأفارقة".

 

وأوضحت اتشاد في بيان موقع من طرف وزير الخارجية الناطق الرسمي باسم الحكومة عبد الرحمن كلام الله، أن "التاريخ يشهد على أن إفريقيا بما في ذلك اتشاد، لعبت دورا حاسما في تحرير فرنسا أثناء الحربين العالميتين، وهي الحقيقة التي لم تعترف بها فرنسا قط".

 

وأضاف البيان أنه "تم التقليل من أهمية التضحيات الهائلة التي قدمها الجنود الأفارقة دفاعا عن الحرية، ولم يتم التعبير عن أي شكر ذي معنى"، مشيرا إلى أنه "يتعين على القادة الفرنسيين أن يتعلموا احترام الشعب الإفريقي والاعتراف بقيمة تضحياته".

 

وأكد البيان أن "فرنسا لم تقم قط بتجهيز الجيش اتشادي بشكل كبير، ولم تساهم في تطويره البنيوي، فخلال 60 عاما من الوجود الفرنسي، الذي شهد الحروب الأهلية والتمردات وعدم الاستقرار السياسي لفترة طويلة، كانت المساهمة الفرنسية في كثير من الأحيان مقتصرة على مصالحها الاستراتيجية الخاصة، دون أي أثر حقيقي دائم للتنمية لصالح الشعب اتشادي".

 

ومن جانبه قال الوزير الأول السنغالي عثمان سونكو، إنه "لو لم يتم نشر الجنود الأفارقة" خلال الحرب العالمية الثانية "للدفاع عن فرنسا، لربما كانت اليوم ألمانية".

 

وأفاد سونكو بحسب ما نشرت رئاسة الوزراء السنغالية بأن "سيادة السنغال غير قابلة للتفاوض"، وأن "القرار المتعلق بالقواعد العسكرية هو إرادتنا السيادية المستقلة".

 

ونفى سونكو أن تكون بلاده قد دخلت "في أي مناقشات أو مفاوضات سابقة مع فرنسا بشأن انسحاب القواعد العسكرية الفرنسية"، مؤكدا أن القول إنه "لا دولة إفريقية كانت ستتمتع بالسيادة من دون فرنسا ليس أمرا خاطئا فحسب، بل إنه ينطوي على عدم احترام عميق للتاريخ". 

 

وأبرز المسؤول السنغالي أنه "إذا كانت فرنسا قد نالت حريتها، فإن ذلك يرجع أيضا إلى آلاف الجنود الأفارقة، الذين غالبا ما تم تجنيدهم بالقوة، وسفكت دماؤهم للدفاع عن أمة تقلل اليوم من مساهمتهم".

 

واعتبر سونكو  أن فرنسا "لم تكن دائما عامل استقرار في إفريقيا. وكانت لزعزعة الاستقرار في ليبيا، من بين أمور أخرى، تداعيات كارثية على منطقة الساحل وغرب إفريقيا"، مؤكدا تجديد السنغال "التزامها برسم طريقها الخاص، دون أي تدخل، لضمان أمنها وتنميتها".

 

وكان ماكرون قد قال إن بعض بلدان الساحل الإفريقي "ما كان لأي منها أن تصبح دولة ذات سيادة لولا نشر الجيش الفرنسي في هذه المنطقة".

 

وأضاف ماكرون في كلمة له الاثنين أمام المؤتمر السنوي للسفراء الفرنسيين حول السياسة الخارجية لفرنسا في العام 2025، أن بلاده "كانت على حق عند التدخل عام 2013 لمحاربة المتطرفين، حتى لو نأت هذه الدول بنفسها الآن عن الدعم العسكري الفرنسي".