الأخبار (نواكشوط) – حصلت وكالة الأخبار المستقلة على معلومات تؤكد أن الرئيسة التنفيذية والمؤسسة المشاركة لمجموعة I.M.S Ovadia Group الإسرائيلية، "إريت أوفاديا"، قد زارت موريتانيا قبل أسابيع بناء على دعوة تلتقها من مؤسسة ميناء تانيت، والتقت مسؤولين موريتانيين.
وفق مصادر وكالة الأخبار فإن أوفاديا – وهي تحمل جواز السفر المغربي - قد وصلت إلى نواكشوط شهر نوفمبر الماضي بناء على دعوة تلقتها من مدير الميناء أحمد ولد خطري في شهر أكتوبر، حيث دعاها لزيارة نواكشوط "لاستكشاف فرص الاستثمار في موريتانيا"، وخصوصا فرص ميناء تانيت.
ووصف المدير في رسالة الدعوة ميناء تانيت بأنه "منطقة تشهد نموا سريعا، وتكتسب أهمية استراتيجية للاستثمار في مجالات الغاز، والرعاية الصحية، والعقارات، والبنية التحتية"، مردفا أنه "يمثل مركز تطوير تانيت بوابة فريدة للمستثمرين، حيث يجمع بين بنية تحتية حديثة وفرص استثنائية في قطاعات رئيسية".
وأكدت مصادر وكالة الأخبار أن ممثلة الشركة الإسرائيلية زارت الميناء، والتقت مديره، كما التقت مسؤولين موريتانيين آخرين.
وأكد ولد خطري أن زيارة إريت أوفاديا للميناء ستتيح لهم فرصة لتقديم عرض مفصّل عن المشاريع الحالية، معبرا عن ثقتهم في أن خبرة الشركة التي تديرها أوفاديا، ورؤيتهما "ستساهمان في تعزيز التعاون المثمر".
وعبّر ولد خطري عن إيمانه العميق بأن "هذه الزيارة ستكون منصة لاستكشاف فرص وشراكات هامة تُسهم في تحقيق النمو والنجاح المشترك"، معربا عن تطلعه للترحيب بها "في موريتانيا ومناقشة سبل التعاون المشترك لاستغلال إمكانات مركز تطوير تانيت".
ووجّه ميناء تانيت دعوة لإريت أوفاديا بناء على استشارة قدمتها له مواطنة مغربية أخرى تسمى سعاد بوديري، كان الميناء قد وقّع معها عقدا لتقديم استشارات في مجال تسويق الفرص الاستثمارية، واقتراح قوائم من المستثمرين لدعوتهم.
ووفق مصادر وكالة الأخبار المستقلة، فإن سعاد بوديري كانت قد زارت نواكشوط عدة مرات خلال الأشهر الماضية.
وحصلت الأخبار على نسخة من الدعوة التي وجهها ولد خطري لإريت أوفادتيا، وكذا نسخة من الاتفاق الذي وقعه مدير الميناء مع المغربية سعاد بوديري، والتي على أساسها تمت الدعوة، إضافة لنسخة من جوازي سفريهما المغربيين، وقد كتب في جواز سفر الأولى أن محل الميلاد "إسرائيل والمغرب".
وقد اتصلت وكالة الأخبار المستقلة بمدير ميناء تانيت أحمد ولد خطري لأخذ رأيه حول الموضوع، حيث أكد أن الميناء وقع عقدا لتسويق فرصه الاستثمارية واستجلاب المستثمرين مع المغربية سعاد بوديري، وذلك بناء على تجربتها في هذا المجال.
وأضاف ولد خطري أن بوديري التي وقّع معها الاتفاق الذي وجهت الدعوة على أساسها "مواطنة أمريكية – فرنسية – مغربية معروفة في مجال الأعمال، ومرافقة الاستثمارات في إفريقيا، وساهمت في تعزيز فرص الاستثمار في الميناء"، مضيفا أنه قام "بتوقيع مذكرة تفاهم معها للبحث عن مستثمرين أجانب، دون الالتزام بأي اتفاق مالي أو خرق القوانين القائمة".
وأردف ولد خطري أن الميناء أرسل بناء على اقتراحها دعوات لعدد من المستثمرين لزيارة موريتانيا، لكنه اشترط لتوجيه الدعوات تقديم جواز السفر، منبها إلى أن الدعوة التي وجهها لإريت أوفادايا كانت بناء على تقديم جواز سفرها المغربي، مشددا على أنهم لم يكونوا على علم بأنها تمثل شركة إسرائيلية.
وأكد ولد خطري أنه وجهوا دعوات لنحو 60 مستثمرا، وقد استجاب بعضهم للدعوة فعلا وزار موريتانيا وميناء تانيت للاطلاع على الفرص الموجودة فيه، وما زالوا في ترتيب زيارات بقية المستثمرين.
وقال ولد خطري إن الميناء الذي تم تدشينه 2018 يشكل بنية تحتية استراتيجية ذات إمكانات لا يمكن إنكارها، لافتا إلى أنه تم إطلاقه بشكل غير مكتمل، حيث يفتقر للعديد من البنى الأساسية الضرورية، مما أعاق تطويره بالشكل المطلوب.
وأضاف ولد خطري أن مرسوما صدر 2020 بإنشاء منطقة سكنية لموظفي ومستعملي الميناء، لافتا إلى أنه ما تزال هناك عقبات إدارية تعرقل تطبيقه، وهو ما يضطر معظم الموظفين إلى قطع مسافة 80 كيلومترا ذهابا وإيابا يوميا للوصول إلى مكان العمل.
كما تحدث ولد خطري عن إصدار مرسوم آخر في مارس 2020 يقضي بإنشاء منطقة اقتصادية خاصة أو "قطب تنموي في تانيت"، وذلك بهدف تشجيع الاستثمارات الخاصة في الميناء ومحيطه من خلال تقديم مزايا ضريبية وجمركية:
- حصول المستثمر على الأراضي الكافية لمشروعه في أقل من يوم
- إعفاء مطلق من الرسوم الجمركيه للمعدات و المواد الأولية للمشروع
- إعفاء تام من الضرائب على الارباح مدة ٨ سنوات
واستعرض ولد خطري ثلاثة أنواع من أنظمة الإعفاء المتاحة للمستثمرين في الميناء كنظام الاتفاقيات المؤسساتية، ونظام المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، ونظام الأقطاب التنموية، منبها إلى وجود ثلاثة أقطاب تنموية تعمل الآن، وهي قطب النعمة، وقطب تكانت، وقطب تانيت.
وأكد ولد خطري أنه سخّر مهاراته في مجال الترويج للاستثمار لجعل القطب التنموي في تانيت فرصة حقيقية للتنمية الاقتصادية للميناء، وذلك منذ تكليفه بإدارته من قبل الرئيس محمد ولد الغزواني، بناء على خبرته كمؤسس مشارك لوكالة ترقية الاستثمار.
وقال ولد خطري إنه تمكن خلال 18 شهرا فقط من اعتماد 5 مشاريع استثمارية، وإكمال 3 مشاريع إضافية، واستقبال أكثر من 60 وفدا من المستثمرين، إضافة لتحقيق شهرة على المستوين الوطني والدولي للقطب التنموي في تانيت.
وكانت إريت أوفاديا قد وقعت باسم الشركة الإسرائيلية التي تمثلها مذكرة تفاهم مع وزارة الصحة المغربية، وذلك في العام 2022، وتهدف المذكرة لتنفيذ برنامج استثماري بقيمة 5 مليارات درهم، تساهم فيه مجموعة I.M.S Ovadia، بتصميم وبناء وتجهيز مؤسسات استشفائية في المغرب.