صحيح أن مزبلة التاريخ مليئة بالفاسدين وبالمجرمين والشواذ وبالظالمين، ولكن قاع المزبلة حيث "النتانة" في أبشع روائحها ستكون على موعد مع "مجرمين" ستلفظهم الأضواء غير مأسوف عليهم بعد أيام قليلة.
قناعتي بأن قاع مزبلة التاريخ مخصص حصرا للسياسيين الذين يقفون في الجانب الخطأ من التاريخ؛ محجوز لأصحاب المواقف الحقيرة أوقات الشدة، للذين لا يخجلون من حقارة تصرفاتهم ومواقفهم، ومنهم مرتهني المواقف عند عصابات المال والإعلام والنفوذ الصهيونية في أمريكا.
بعد أيام سيكنس إلى مزابل التاريخ كلا من:
- يندا توماس ممثلة أمريكا في الأمم المتحدة: ربما لم أكن لأعرف تلك السيدة وربما شاهدتها دون أن ألقي لها بالا ولا أتأمل ملامحها وشيبها غير الوقور وبشرتها التي تنتمي إلى الأم أفريقيا بكل حسرة لولا الطوفان وجلسة مجلس الأمن العبثية التي لم تؤمن خائفا.
لم أكن لأعرفها لولا يدها المرفوعة فوق الجميع بـــ(فيتو) كطائرة صهيونية تلقي قنابل على المدنيين أو زنانة ترفض أن تغادر سماء غزة وتتلذذ بتوزيع صوتها المزعج حد القرف بين سكان القطاع، كانت يدها مرفوعة ضد أي جهد يحاول وقف إراقة دم أهلنا في غزة العزة، مشهد حقير لا أنساه ما حييت لصاحبة الشيب غير الوقور؛ خليفة العقرب السوداء أيام بوش كوند ليزا رايس، وعار سيبقى يلاحق مجلس الأمن والامبريالية الأمريكية.
- بايدن جو: العجوز الصهيوني؛ عبد الصهيونية المطيع، الذي يفخر بصهيونيته والذي ظل حقير الدور طوال الطوفان رغم تزعمه لأكبر دولة في العالم، الإمبريالية التي صدعت رؤوسنا بحقوق الإنسان والقيم.
بعد السابع من أكتوبر المجيد هرول العجوز المتصهين بايدن إلى الكيان، شاهدته ينزل من الطائرة ويخطو مسرعا لا تساعده قواه الجسدية وقد خارت، رغم ذلك يسارع مغالبا ضعفه فتتخطفه الرياح كالطير "المنتوف الريش" ليسجل موقفا من العار في سجلات الخيبة.
شاهدته أيضا وهو يردد كالببغاء رواية أربابه للسابع من أكتوبر المجيد وعندما صرخت في وجهه سيدة تفطر قلبها لما تشاهد يحدث لأطفال غزة قال لها بكل وقاحة: انتظرونا نحن قريبون من القضاء على حماس فما كان إلا أن خاب مسعاه وخسر الخسران المبين، ثم قال الشعب الأمريكي ألا بعدا له ولمن يخلفه فلفظ كمالا هارس في خيبة مشهودة للعجوز الذاهب إلى مزبلة التاريخ.
- جون كربي: ظل كيربي عنوانا غير مستقيم لمستوى تصهين إدارة العجوز الخرف يظهر بشكل شبه يومي أمام وسائل الإعلام على أنه منسق الاتصالات الاستراتيجية بالبيت الذي سودت حكومات أمريكا المتتالية عيشة الآخرين لبيقي طلاءه ناصع البياض بسرقتها وتسلطها.
لا تكاد تنظر إليه إلا أشحت بناظريك عنه لقبحه يمتهن الكذب والتلفيق كسابقيه وربما من جراءهما أعوج خده الأيمن.
- أناليا بيربوك وزيرة خارجية ألمانيا - ظلت من أحقر الأوروبيين دورا في حرب غزة على غرار دولتها التي ولدت "مذنبة" وتنتظرها هي الأخرى خسارة رفقة المستشار الحالي تكسر عجرفتها وطغيانها المبالغ فيه..
- أنتوني بلينكن: كم أكره هذا الصهيوني وكم تمنيت لو قاطعته كل وسائل الإعلام ووضع في فمه وهو يكذب ويلفق ويحمل حماس مسؤولية تعثر المفاوضات أحببت لو أضع في فمه قطعة من فحم مشتعلة "جمرة من فرنت اتاي" "أفريش"
قال وهو في لحظة إحساس بحقارته أمام اللوبي الصهيوني وقد أرسلوه ليواسي كيانهم المهزوم بعد أحدث 7 أكتوبر المجيد: جئت أولا كيهودي، وظل يجوب المنطقة منسقا للمكر والخداع والمماطلة لاستمرار الحرب، وفي كل مرة كان يغادر الأراضي المحتلة يشتد القصف على أهلنا في القطاع، كان وما يزال كذابا يمتهن التلفيق والخسة والنذالة ويدرك أن تحامله على المقاومة غير صحيح بل متناقض ومع ذلك يصر عليه على طريقة وزير هتلر اكذب ثم كذب ثم اكذب حتى يصدقوك، وما صدقه أحد وها هو تلفظه الجماهير ويتعرض للتحقير والإهانة في كل مؤتمر يحضره، وهو على غرار سابقيه ممن يتحملون جزء من المسؤولية عن ما جرى لأهلنا في غزة من إبادة جماعية وقتل وتشريد وتخريب للبنية التحتية وتجويع وتنكيل بالمستشفيات وأطقمها وقتل الصحفيين.
ألا بعد لإدارة بايدن الضعيفة الفاشلة كما بعدت إدارات من قبلها، ولا يعني ذلك الترحيب بإدارة "الزنكره" ترامب ولكن للتاريخ صفحات متباينة الألوان وفي أحلك صفحاته وأنذل مزابله يهوي بايدن وإدارته باتفاق الداخل الأمريكي والخارج.
سيلحق بإدارة بايدن عاجلا أم آجلا "ساسة" آخرون عراهم تصدر الشأن العام بمحض الصدفة أو الارتهان للغير والتردد في أوقات الحسم.
مودتي للجميع