على مدار الساعة

سكان أحياء بتوجنين: العطش يستوطن أحياءنا ويستنزف جيوبنا

18 يناير, 2025 - 19:35

 

الأخبار (نواكشوط) - تعيش العديد من أحياء مقاطعة توجنين - بولاية نواكشوط الشمالية - أزمة عطش خانقة، تستوطنُ عدّة أحياء فيها، في ظلّ مضاربة في أسعار مياه الشرب المنقولة عبر العربات التي تجرها الحمير، أدى لارتفاعها أحيانا بنسبة 200‎%، وربما أكثر.

 

ووصلَ سعر حاوية المياه سعة 200 لتر، إلى 1500 أوقية قديمة، وأحيانا 2500، بدل 300 إلى 500 أوقية قديمة.

 

وأرجع السكان تصاعد الأزمة خلال الفترة الأخيرة رغم انخفاض درجات الحرارة وتراجع الحاجة إلى الماء إلى قرارات وصفوها بالارتجالية تقضي بإغلاق العديد من الحنفيات في المنطقة، والتي كانت العربات تتزود منها.

 

معاناة طويلة...

وقال المواطن الأسياد ولد سيرة في تصريح لوكالة الأخبار المستقلة، إنّ حيّ السبخة يُعاني من أزمة عطش حادّة، مضيفا أن أغلبية سكانها لا يجدون المياه إطلاقا.

 

وأكّد ولد سيرة أن أسعار حاويات المياه المذكورة ارتفعت منذ أسبوع على الأقل، بينما كانت تصل عادة إلى 300 أو 400، وفق قوله.

 

فيما أكدت المواطنة مريم آدم، وهي من سكان حي دبي بتوجنين، أن شراء المياه عبر العربات يُعجزُ الضعفاء، حيث كانوا بالكاد يشترون بالسعر القديم، أما السعر الجديد فلا طاقة لهم به.

 

وطالبت بنت آدم الحكومة بضرورة مُساعدة سكّان الحي، والاهتمام بهم، والعمل على توفير مياه الشرب بشكل دائم، إما عبر الحنفيات أو عبر صهاريج.

 

وأكدت المواطنة الغالية الحضرامي موسى أنّ "آلاف البشر" بمنطقة دبي 2 أصبحوا ينفقون مبالغ قوتهم اليومي على شراء المياه، مردفةً أنّ صهاريج المياه تتوفر مرّة واحدة في الأسبوع.

 

وناشدت بنت موسى الرئيس محمد ولد الغزواني وحكومته بحلحلة مشكلة المياه بمنطقتهم، مشدّدة على أنهم يُعانون كذلك من عدم توفر الكهرباء، وضعف في الأمن والتعليم، غير أن الماء لا شيء يعدله في الأولوية.

 

ولفتت المواطنة خدّي جمال إلى أنّهم يعجزون عن شراء المياه بالأسعار المرتفعة لمعاناتهم الاقتصادية من المعيشة اليومية.

 

المواطنة فاطمة معط الله، قالت إنهم يسكنون منطقة حيّ "مجمع الدنيا" منذ 2013 دون أن تتوفر لهم مياه الشرب، متحدثة عن معاناتهم الدائمة لشراء حاويات المياه بشكل متكرر، مع عدم امتلاك ثمن شرائها أحيانا.

 

وأردفت بنت معط الله أنّ مشكلة سكان الحي تتمثلُ في عدم قدرتهم المادية على الجمع بين شراء المياه والقوت اليومي، وكذا ضرورة توفير المياه لأنها هي الحياة، ولا حياة دونها.

 

مشروع للتقوية..

ووضع ولد الغزواني في الـ20 من نوفمبر الماضي، حجر أساس مشروع لتقوية وتأمين تزويد مدينة نواكشوط بالماء الصالح للشرب انطلاقا من حقل آبار إديني.

 

ويهدف المشروع - وفقا لوزارة المياه والصرف الصحي - إلى "تعزيز الإنتاج في مدينة نواكشوط بكميات إضافية تصل إلى 60 ألف متر مكعب في اليوم، إضافة إلى تأمين تزويد المدينة بالماء".

 

ويستغرق تنفيذه وفقا للوزارة مدّة 22 شهرا، ويتكون من إعادة تأهيل 37 بئرًا في حقل إديني وحفر 24 بئرا إضافيا، مع تجهيز وربط الآبار بنظام التشغيل مع استحداث نظام للتسيير عن بُعد، وتوريد وتركيب أنبوب لنقل الماء من الحديد المطاوع بقطر 1200 ملم وعلى طول 59 كلم، يربط بين حقل إديني ومحطة التوزيع في نواكشوط.   

 

كما يسعى لإعادة تأهيل خزانين، كل واحد منهما بسعة 1000 متر مكعب في إديني، وبناء خزانين إضافيين: الأول بسعة 2500 متر مكعب في إديني، والثاني بسعة 5000 متر مكعب في نواكشوط.