في تعميم صادر عن وزارة الصحة يحمل الرقم: 29 بتاريخ 6 من يناير هذا العام، اعترفت وزارة الصحة الموريتانية أن المؤسسات الصحية تلجأ لبعض المسلكيات الخاطئة والمحرمة للتخلص من نفاياتها الطبية، والتي تشكل خطرا كبيرا على الانسان، الحيوان، النبات وكذا التربة، قد يستمر لعقود من الزمن بفعل العوامل المناخية. هذا نص الفقرة الأولي من التعميم، الذي يشكل من وجهة نظرنا كجمعيات مدافعة عن البيئة نضجا واعترافا بأخطاء تضر بالصحة العامة وتلوث الهواء وتضر المحيط البيئي بصفة عامة.
سنحاول في هذا المقال تشكيل بروتوكول بيئي صحي لمعالجة النفايات الطبية، على غرار لبروتوكولات البيئية الطبية لكل بلد مستحضرين الخصوصيات البيئية الوطنية، لتقديم تصور واضح ينفعنا في المحافظة على بيئتنا وصحتنا.
لا بد من وضع دليل تصنيفي للنفايات الصحية الخطرة والحادة، يهدف إلى وضع أسلوب تحكم ومراقبة لعملية إنتاج، وفرز، وتخزين، ونقل، ومعالجة النفايات الصحية الخطرة، والتخلص منها بطرق آمنة، وتصنيف النفايات الصحية وفقًا للأنظمة والمعايير الصحية والبيئية، مستهدفا جميع المنشآت الصحية الحكومية والخاصة، للتقليل من كمية النفايات الطبية الخطرة المنتجة في المنشآت الصحية.
هنا نقترح تصنيف النفايات الطبية كما يلي:
1. النفايات الصحية الخطرة: هي النفايات التي تنتج من مصادر ملوثة أو محتمل تلوثها بالعوامل المعدية أو الكيماوية أو المشعة، وهي خطر على الفرد والمجتمع والبيئة أثناء إنتاجها أو تداولها أو تخزينها أو نقلها أو التخلص منها،
2. النفايات السامة للخلايا والجينات: وهي المواد المتبقية بعد علاج المرضي - لا تشمل سوائل الجسم -.
3. نفايات أجزاء وبقايا الأعضاء البشرية: وهي النفايات التي تحوي الأنسجة أو الأعضاء البشرية وجثث الحيوانات والدم ومشتقاته.
4. النفايات المعدية: هي التي تنقل الأمراض المعدية نتيجة تلوثها بالبكتيريا، الفيروسات، الطفيليات، والفطريات.
5. النفايات الحادة: تحتوي على الآلات الحادة كالمحاقن والإبر وقطع الزجاج المكسور والتي تسبب قطعا للمستخدم.
6. النفايات غير الخطرة: وهي المواد التي توجد في النفايات العادية من الأقسام الإدارية أو أعمال النظافة العامة.
بعد تصنيف النفايات نستعرض بروتوكولا للتعامل مع هذه النفايات الطبية لتطبيقه بصارم ودقة ويتلخص فيما يلي:
1. العلامات التحذيرية أو الملصقات التي يجب طباعتها على حاويات النفايات.
2. استخدام معدات الوقاية الشخصية لحماية الأشخاص من خطر الإصابة أو العدوي.
3. طريقة النقل وهي استمارة تشمل كافة البيانات موقعة من طرف المنتج - المنشأة الصحية - والمتخلص تصاحب حمولة النفايات الخطرة المنقولة من المستشفى الى وحدة المعالجة.
4. الناقل: المؤسسة التي تتولي نقل النفايات إلى وحدة المعالجة والتخلص.
5. عملية حرق النفايات: هي التي يتم بها التخلص من النفايات الصلبة والسائلة والغازية القابلة للاحتراق في درجات حرارة عالية لينتج عنها غازات أو مواد لا تؤثر على البيئة وتنتج مواد غير خطرة.
6. فصل النفايات: ضرورة فصل النفايات الطبية وتصنيفها في موقع إنتاجها أو أثناء مراحل التجميع والتخزين.
7. تخزين النفايات: هو التخزين المؤقت للنفايات الطبية في موقع تخزين محدد بمعايير بيئية صارمة.
8. وحدة معالجة النفايات: هو المركز الذي تتم فيه المعالجة ويجب أن يلتزم بالمعايير العالمية في المعالجة.
وكتوصيات مهمة في المجال، نغتنم الفرصة لحث الجهات الإدارية في المنظومة الصحية على ما يلي:
- يجب أن تقوم الجهات المنتجة للنفايات الطبية بالعمل على خفض إنتاجها كميا ونوعيا.
- التخلص من زجاجات الدواء الفارغة في حاويات مخصصة لها.
- يتم جمع النفايات المعدية في حاويات صفراء يكتب عليها عبارة "نفايات خطرة" باللغتين العربية والفرنسية.
- يتم تخزين النفايات الحادة في عبوات سميكة مانعة للتسرب.
- يتم وضع بقايا الأعضاء البشرية في حاويات حمراء تحمل عبارة "النفايات الحيوية الخطرة".
- يتم جمع النفايات شديدة العدوي في حاويات بلاستيكية وتكتب عليها عبارة "نفايات طبية خطرة".
- لا بأس أن تحتوي الحاويات على القسم الطبي المنتج للنفايات لأن ذلك يعين على معرفة طبيعة خطورتها غالبا.
لدينا في الجمعية الموريتانية للسلامة والصحة المهنية والمحافظة على البيئة بروتوكولا بيئيا متكاملا لمعالجة النفايات يمكن تطبيقه بسهولة. ونحن على استعداد لتقديمه للجهات الصحية في البلد، ومستعدين للانخراط في تكوين الكادر البشري الصحي عليه.