الأخبار (نواكشوط) - نظم المركز الموريتاني للبحوث والدراسات الإنسانية "مبدأ" مساء اليوم السبت جلسة نقاش لكتاب "الهوية والذاكرة في بلاد شنقيط بحوث في تاريخ الفكر" للمؤلف الدكتور عبد الودود ولد عبد الله (ددود).
وبدأت جلسة النقاش بعرض لمؤلف الكتاب الدكتور عبد الودود ولد عبد الله الملقب "ددّود" افتتحه بالحديث عن الباب الأول من الكتاب وما تم تقديمه فيه عن محددات الهوية بأبعادها الطبيعية والثقافية والاجتماعية، مشيرا إلى أن الهوية في هذا البلد تحددت من خلال خضوعها لمعطيات من أهمها المعطيات الطبيعية.
وأضاف ولد عبد الله أنّ ذلك جاء بفعل توالي فترات التصحر والرطوبة على قرون ظلّت تُرغم سّكان الجنوب على التوجه إلى الشمال في حقب الجفاف، ثمّ تُغري سكّان الجنوب إلى التوجه شمالا في حقب الرطوبة تحت إغراء الظروف الطبيعية.
ولفت ولد عبد الله إلى أنه حاول أن يضع جدولا لما وصفه بـ"الإكراهات" مشيرا إلى تناول الكتاب لطبيعة الهجرة، (الحسانية، والعربية، والمعقلية) التي ذكر أنها لما اقتربت إلى الحواف الجنوبية من الصحراء أرغمت مجموعات إلى التوجه جنوبا وعبور الصحراء.
وتطرق المؤلف في عرضه إلى ما صاحب الحركة المرابطية مما وصفه بالفراغ الديموغرافي، الذي تسبب في موجة من الهجرة تكاد تكون أفرغت صحراء الملثمين من نخبها.
واعتبر ولد عبد الله أن هذ الفراغ الذي تحدث عنه يُفسر نسبيا ما يُسمى بالفراغ الوثائقي، مردفا أنه تعرض في الباب الثاني من الكتاب لقضية أطروحة المعلم الأول، وهي الفكرة التي تقول إنّ المعلم الأول للصحراء هو عبد الله بن ياسين، ذاكرا أنه حاول أن يُقلل من عموميتها، لأنه لم يجد أمامه ورقة بيضاء وإنما وجد فقهاء، مع أنه كان مشغولا بالإصلاح السياسي والاجتماعي أكثر.
وأردف المؤلف أن عبد الله بن ياسين يُمكن أن يقال إنه معلم من باب نشر التعاليم، وليس معلما بمفهوم التعليم التقليدي، متحدثا كذلك عن العقيدة الأشعرية وعلاقتها بالدولة المرابطية، لافتا إلى نشأتها كانت على أيدي الأشاعرة إلا أنها عارضت كل الأفكار المخالفة للمالكية بالمفهوم التقليدي بما في ذلك الأشعرية.
وتعاقب على منصة نقاش الكتاب عدد من الدكاترة والباحثين مستعرضين ملاحظاتهم حول مضامين الكتاب، إضافة لأسئلة للمؤلف حول بعض الإشكاليات التي ناقشها.