الأخبار (نواكشوط) – قدم الباحث الموريتاني محمد الأمين بوب بحثا في جامعة ساسكس البريطانية حول "المبادرات الرقمية المستقبلية داخل القطاع العام" في موريتانيا فيما اختار تطبيق "هويتي"التابعة للوكالة الوطنية لسجل السكان والوثائق المومنة أنموذجا.
وأنجز ولد بوب البحث لنيل درجة "الماجستير"، ضمن منحة "تشيفنينج" البريطانية، وهي منحة تنافسية ممولة بالكامل من الحكومة البريطانية، وتهدف لدعم القادة المستقبليين، وتغطي المنحة الرسوم الدراسية وتتضمن راتبا شهريا، إضافة لتذاكر السفر، والتأمين الصحي، وتكاليف التأشيرة.
وفاز ولد بوب – وهو المدير الجهوي لوكالة سجل السكان والوثائق المؤمنة في ولاية كيدي ماغا – بالمنحة بعد تنافس مع نحو 500 مترشح من موريتانيا وحدها تم قبول 4 أشخاص منهم.
وخلص البحث بناء على تحليل التحول الرقمي في الوكالة الوطنية لسجل السكان والوثائق المؤمنة، إلى مجموعة من التوصيات مستمدة من بيانات المسح، التي تم جمعها من مختلف الأطراف بما في ذلك كبار المديرين وفريق تكنولوجيا المعلومات، كما استرشدت بنموذج إدارة التغيير، والذي يركز على ثلاث مراحل أساسية، هي إذابة الجليد للتحضير للتغيير، وإحداث التغيير لتنفيذ العمليات الجديدة، وإعادة التجميد لضمان تبني التغييرات المنشودة على المدى الطويل.
ورأى الباحث ضرورة تعزيز القيادة والتواصل الشفاف، لأنهما يعدان ضروريين للحد من عدم اليقين، وتنسيق جهود جميع الأطراف المعنية، ومعالجة المخاوف، لأنه أمر بالغ الأهمية خاصة خلال المرحلة الأولى، حيث تكون مقاومة التغيير في أعلى مستوياتها.
كما أكد ضرورة تعزيز ثقافة التعاون، وكسر العزلة وتشجيع ثقافة العمل الجماعي بين مختلف المصالح والقطاعات، لأن ذلك سيؤدي إلى تعزيز الكفاءة والقدرة على التكيف، وهو ما من شأنه أن يضمن تكاملًا أكثر سلاسة للأنظمة الرقمية عبر الإدارات.
وأكد الباحث ضمن خلاصات بحثه أهمية تكوين وتدريب كبار المديرين، مردفا أن توفير التدريب اللازم على القيادة وإدارة التغيير سيزود كبار المديرين بالمهارات اللازمة لتوجيه الفرق بشكل فعال، وهذا من شأنه أن يحسن عملية اتخاذ القرار وحل المشكلات خلال عملية التحول الرقمي.
وشدد على ضرورة تعزيز الشمول الرقمي من خلال البساطة والتوعية، وذلك "نظرا لمعدل الأمية المرتفع بين السكان"، وهذا يتطلب "أن تتميز المنصات الحكومية الرقمية مثل تطبيق هويتي بتصميم سهل الاستخدام ودعم متعدد اللغات بما في ذلك اللغات الوطنية كالبولارية والصوننكية والولفية.
كما اقترح أن يتضمن مرئيات واضحة لتعزيز سهولة الاستخدام، وحملات توعية عامة، وإشراك المجتمع المدني لتثقيف المواطنين بأهمية الاستفادة من الخدمات الرقمية.
ونوه الباحث ولد بوب بأهمية إنشاء آليات منظمة لجمع وتحليل الملاحظات القادمة من المستخدمين والموظفين، لأن من شأنه أن يسمح باستمرار تقييم وتطوير المنصات الرقمية وفقا لاحتياجات المستخدمين الفعلية، كما دعا لدعم الموظفين من خلال التدريب، والاعتراف بجهودهم، وإشراكهم في عملية صنع القرار، لأن من شأن ذلك أن يخلق بيئة عمل إيجابية مما سيزيد من التزامهم ويقلل من مقاومة التغيير، وهو أمر بالغ الأهمية لاستدامة التحول الرقمي على المدى الطويل.