الأخبار (نواكشوط) - عبر الرئيس اتشادي محمد إدريس ديبي إتنو عن "فخر حقيقي وعميق" بإغلاق "آخر قاعدة عسكرية فرنسية أقيمت في قلب عاصمتنا انجامينا منذ 125 سنة"، واصفا الحدث ب"التاريخي والاستثنائي وغير المسبوق".
واعتبر ديبي خلال ترأسه اليوم بالعاصمة اتشادية حفلا رسميا بمناسبة انتهاء الوجود العسكري الفرنسي في البلاد، أن الأمر "يجسد رمزا قويا ورؤية جديدة والتزاما حاسما"، كما أنه "يلبي واحدة من أكثر التطلعات رمزية وشرعية وعمقا للشعب اتشادي الشجاع".
وأوضح الرئيس المنتخب شهر مايو الماضي لولاية من 5 سنوات، أن إنهاء بلاده التعاون العسكري مع فرنسا "يعكس اتجاها جديدا ينبع من رغبتنا في تقرير مصيرنا وتعزيز استقلاليتنا"، و"يفتح المجال أمام اتشاد لتتعلم الدروس من هذا الشكل القديم من التعاون العسكري".
وأبرز محمد ديبي الذي خلف والده في السلطة بعد مقتله في أبريل 2021، أن التعاون الذي يتطلع إليه من أجل "إعادة بناء اتشاد، هو بناء تحالفات جديدة على الاحترام المتبادل، دون إغفال الاستقلال والسيادة".
وأشار إلى أن "السيادة لا تعني العزلة في عالم مترابط، ويجب أن يتم التعبير عنها بالتعاون، وأن تكون لدينا القدرة على الحوار على قدم المساواة مع الدول الأخرى والمشاركة بنشاط في القرارات المهمة مع الحفاظ على هويتنا ومصالحنا".
وأضاف المشير محمد ديبي أن اتشاد "ستظل منفتحة على الحوار مع جميع شركائها الدوليين بما في ذلك فرنسا مع احترام المبادئ التي تقوم عليها العلاقات بين الدول".
وأنهت فرنسا رسميا وجودها العسكري في اتشاد، بتسليمها أمس الخميس للجيش اتشادي قاعدة "أجي كوسي" العسكرية في انجامينا، حيث أقيم اليوم الحفل الذي ترأسه الرئيس دييي.
وقبل الانسحاب من هذه القاعدة العسكرية، كانت القوات الفرنسية قد انسحبت من قاعدة "فايا لارجو" بالشمال اتشادي في 26 دجمبر 2024، ثم انسحبت من قاعدة "أبيشي" في 11 من يناير الجاري.
ويأتي هذا الانسحاب، بعد إعلان اتشاد إلغاء اتفاق التعاون العسكري مع فرنسا، والذي اعتبر الرئيس محمد ديبي في وقت سابق أن "الزمن عفا عليه" بالنظر إلى "الحقائق السياسية والجيوستراتيجية الحالية".