الأخبار (نواكشوط) – أدانت منظمة الشمس للحقوق والعدالة عملية ترحيل المهاجرين غير النظاميين من إفريقيا جنوب الصحراء، والتي نفذتها قوات الأمن في موريتانيا، مؤكدة أنها تميزت "بأساليب وحشية وانتهاك صارخ للحقوق الأساسية، مما يشكل خرقا خطيرا للمبادئ الدولية المتعلقة بالاحتجاز والترحيل".
وطالبت المنظمة في بيان تلقت وكالة الأخبار المستقلة نسخة منه بـ"الوقف الفوري لهذه العمليات الترحيلية التي تنتهك حقوق الإنسان، وضمان احترام الحقوق الأساسية لجميع الأفراد، سواء كانوا مهاجرين أو مواطنين موريتانيين".
كما طالبت المنظمة الحقوقية بفتح تحقيق مستقل حول الادعاءات المتعلقة بالعنف والمعاملة اللا إنسانية خلال هذه العمليات".
وأكدت المنظمة في بيانها وجود شهادات وتقارير توثق الظروف اللاإنسانية والاعتقالات التعسفية والمعاملة المهينة، ووصفت الأمر بأنه "غير مقبول"، مردفة أن هذه الممارسات لا تتعارض فقط مع التزامات موريتانيا الدولية في مجال حقوق الإنسان، بل تنتهك أيضا الكرامة الإنسانية والقيم التضامنية التي ينبغي أن توجه أي عمل عام.
وعبرت المنظمة الحقوقية عن أسفها لاستهداف مواطنين موريتانيين من أصول إفريقية في حملة إعلامية تقودها جهات قومية، مما جعلهم أيضا ضحايا لهذه الاعتقالات العنيفة.
وشددت على أن "هذا التحريض على التمييز والتفرقة، الذي يغذيه خطاب الكراهية والعنصرية، يهدد التماسك الاجتماعي والوحدة الوطنية"، مضيفة أنه "في هذه الأوقات الصعبة، ينبغي أن يكون النداء موجها نحو وحدة جميع المواطنين، بغض النظر عن أصلهم أو عرقهم أو وضعهم الاجتماعي، فموريتانيا، التي كانت دائمًا أرضًا للتنوع والتسامح، لا يمكنها أن تسمح لنفسها بالانجرار إلى ممارسات تفرق وتظلم".
ودعت المنظمة لحوار وطني شامل لتعزيز الوحدة والتماسك الاجتماعي، ورفض جميع خطابات الكراهية والانقسام، كما دعت المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان إلى التحرك للتنديد بهذه الانتهاكات ودعم الجهود الرامية إلى حماية حقوق جميع الأفراد في موريتانيا.
وأكدت المنظمة الحقوقية التزامها بالدفاع عن حقوق الإنسان والعمل من أجل مجتمع عادل وشامل يحترم كرامة الجميع.