صوت الناخبون في ليبيريا الثلاثاء لاختيار رئيس للبلاد خلفا للرئيسة منتهية الولاية إيلين جونسون سيرليف، من بين 20 مترشحا، ونائبا للرئيس من بين 20 آخرين، كما يصوتون لاختيار أعضاء الغرفة السفلى في البرلمان، البالغ عددهم 73 عضوا.
ويصل عدد المدعوين للتصويت في ثالث انتخابات رئاسية تخوضها ليبيريا منذ أن وضعت الحرب الأهلية في البلاد أوزارها، قبل حوالي عقد ونصف من الزمن، أزيد من مليونين ومائة ألف ناخب.
ويتوزع الناخبون ف ليبيريا على 2080 دائرة انتخابية، تضم 5390 مركزا انتخابيا، وفق اللجنة الوطنية الانتخابية الليبيرية.
وقد دعت الرئيسة منتهية الولاية إيلين جونسون في خطاب لها إلى "الوحدة والتزام الهدوء، واحترام الآراء السياسية لمختلف المشاركين، والناخبين".
سباق الـ 20 مترشحا
يشارك في الانتخابات الرئاسية الليبيرية 20 مترشحا يمثلون أحزابا سياسية مختلفة، من بينها الحزب الحاكم "حزب الوحدة" الذي يمثله نائب الرئيسة منتهية الولاية جوزيف نيوما بواكي، البالغ من العمر 72 عاما، والذي كان يشغل منصب وزير الزراعة عام 1980.
ومن بين المتسابقين كذلك اللاعب الدولي السابق جورج ويا، الذي يعتبر الإفريقي الوحيد الحاصل على الكرة الذهبية، وذلك عام 1995، ويشارك ويا للمرة الثالثة في الانتخابات الرئاسية.
وإلى جانب جورج ويا، تشارك زوجه السابق ماكديلا كوبر، المرأة الوحيدة في السباق، تبلغ من العمر 40 عاما، كانت تعمل عارضة أزياء بعدد من البلدان بينها الولايات المتحدة الأمريكية، وفرنسا، قبل أن تعود إلى بلادها وتنشط في العمل الخيري.
ويشارك كذلك في السباق الرئاسي رجلا الأعمال ألكسندر غاميز الرئيس السابق لشركة كوكا كولا في إفريقيا، وبنوني يوري الذي يصنف كأغنى رجل في البلاد.
ويسعى المحامي اتشارلز برومسكين إلى الظفر بالرئاسة في انتخابات 2017، بعد أن فشل في ذلك عام 2011، حيث حصل على نسبة %14.
ويعتبر عدد المشاركين في السباق الرئاسي بليبيريا كبيرا نسبيا مقارنة بآخر انتخابات رئاسية في عدد من بلدان غرب إفريقيا، (7 مترشحين في غانا، 11 مترشحا في نيجيريا، 9 مترشحين بالسيراليون، و10 مترشحين بساحل العاج...).
إيلين: قائدة البلاد للسلام
تعتبر إيلين جونسون سيرليف أول امرأة تنتخب لرئاسة البلاد في إفريقيا، وقد انتخبت للمرة الأولى عام 2005، بعد عامين من انتهاء الحرب الأهلية، فقادت البلاد إلى السلام على مدى 12 سنة.
توصف إيلين ب"المرأة الحديدية" وتلقب في ليبيريا ب"ماما إيلين" احتراما لسنها التي تطل بهدوء على ال80 عاما.
حازت إيلين جونسون على جائزة نوبل للسلام عام 2011، بعد انتخابها لمأمورية ثانية، واضعة بذلك اللبنة الثانية للبلاد على سلم الديمقراطية، بعيدا عن الاقتتال والانقلابات.
وقد تولت جونسون خلال رئاستها للبلاد، رئاسة المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "الإيكواس"، حيث قادت بعض الوساطات في عدد من الأزمات السياسية في القارة الإفريقية، كان آخرها أزمة الانتخابات في غامبيا، إثر تراجع الرئيس السابق يحيى جامي عن الاعتراف بالنتائج التي أعلنت فوز مرشح المعارضة آدما بارو.
وقبل أن تصل الرئاسة، كانت سيرليف الحاصلة على الماجستير في الإدارة العامة من جامعة هارفارد، قد خسرت في انتخابات 1997 أمام اتشارلز تايلر.
عملت جونسون خبيرة لدى البنك الدولي، كما عملت مديرة للبنك الليبيري للتنمية والاستثمار، وشغلت منصب وزير للمالية عام 1980.
في العام 1989صدر على إيلين حكم بالسجن 10 سنوات، بتهمة التحريض على الفتنة، لكنها لم تمكث طويلا تحت الإقامة الجبرية، حيث أفرج عنها، نتيجة لضغوط دولية.
الفقر والإيبولا
استطاعت إيلين جونسون أن تقود ليبيريا للسلام، لكنها لم تستطع إخراجها من الفقر، حيث إن أزيد من %60 من سكان البلاد يعيشون تحت خط الفقر.
فقد ألقت الحرب الأهلية ـ الأولى والثانية ـ والتي بدأت عام 1989 وانتهت عام 2003 بظلال سلبية على الوضع الاقتصادي والتنمية في البلاد، حيث دمرت البنى التحتية، وأوقفت حركة العجلة الاقتصادية التي توصف أصلا بالضعيفة.
كما تسببت الحرب في هجرة رأس المال والأدمغة إلى الخارج، وهي تركة ورثها النظام السياسي، الذي تولى تسيير شؤون البلاد ما بعد الحرب، فظل يصارع على جبهتي إعادة السلام، والاستقرار، ومحاولة النهوض بالوضعية الاقتصادية والتنموية، وهو ما لم تنجح فيه إيلين جونسون.
وقد ازدادت حدة الوضع، حينما أعلن عن ظهور داء الإيبولا في البلاد خلال شهر يناير 2016، وهو الداء الذي قضى على أزيد من 4 آلاف شخص في البلاد، قبل أن يعلن لاحقا وبعد صراع معه، أنها أضحت خالية منه.
وسيكون الفقر وصعوبة الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية من أبرز التحديات التي ستواجه من سيتولى مقاليد السلطة في ليبيريا.