الأخبار (وادان) - قال إمام المسجد العتيق بمدينة وادان التاريخية الشيخ محمد الشيخ ولد أهْنَ، إن المدينة شهدت خلال العقود الأخيرة عودة تدريجية للحياة العلمية والدينية بعد فترة طويلة من التراجع والهجرة.
وأكد ولد أهْنَ حديثه لوكالة الأخبار المستقلة في حلقة من سلسلة "حكايتي" تنشر كاملة لاحقا، أن وادان انتقلت من مرحلة "كان المسجد فيها أحيانا بلا مصلين" إلى واقع يشهد اليوم عشرات حفظة القرآن ونهضة في المحاظر والتعليم.
وأوضح ولد أهنَ، أنه استقر في وادان قبل أكثر من ثلاثين سنة استجابة لحاجة أهلها، وتولى إمامة المسجد العتيق بعد تعاقب عدد من الأئمة والعلماء، مشيرا إلى أن المدينة عرفت منذ نحو عشرين سنة صحوة علمية واجتماعية بدعم من أبنائها ورجال الأعمال والموظفين الذين عادوا للاهتمام بمدينتهم وبناء المحاظر وجلب المعلمين وشيوخ القرآن.
وتناولت الحلقة جوانب تاريخية وثقافية عميقة، استعرض فيها الإمام نشأة مدينة وادان وتأسيس مسجدها الأول في القرن السادس الهجري، ودور العلماء الأوائل والتحالفات القبلية ذات الطابع الديني في بناء المشروع الحضاري للمدينة.
وتحدث ولد أهْنَ إلى إسهام وادان في الحركة العلمية المالكية وانتشار المختصرات والشروح والمؤلفات والمخطوطات التي ما تزال شاهدة على ذلك الإرث.
كما تطرّق ولد أهنَ إلى الدور الاقتصادي والعسكري لودان باعتبارها محطة رئيسية للقوافل ومركزا لتجارة الملح والزراعة والرعي، وإلى قصص وشخصيات تاريخية ارتبطت بحماية المدينة وبئرها وسورها، مبرزا العلاقة بين العلم والعمران والأمن في تشكيل هوية وادان عبر القرون.

.gif)
.gif)












.png)