على مدار الساعة

الأخبار ترصد واقع الخدمات العمومية في تيشيت

4 ديسمبر, 2017 - 10:42

الأخبار (تيشيت) ـ تعيش مدينة تيشيت التاريخية في عمق الصحراء الموريتانية على وقع خدمات عمومية ضعيفة إلى غائبة أحيانا، بحسب ما يؤكد السكان، ما ينعكس سلبًا على التنمية وينذر باستمرار تدفق شلالات الهجرة عنها.

 

وتتصدر وعورة الطريق الرملي المؤدي إلى تيشيت صعوبات العيش بالمدينة التي تبعد مسافة حوالي 240 كلم عن تجكجة يستغرق عبورها بواسطة سيارات الدفع الرباعي عابرات الصحراء 10 ساعات متواصلة.

 

ومنذ أكثر من ثلاث سنوات لا يتم تسجيل المواليد الجدد في تيشيت بسجل السكان وذلك بفعل تعطّل مركز الحالة المدنية في المدينة، كما يجد ذوو التلاميذ المشاركين في الامتحانات الوطنية أنفسهم ملزمين برحلات نحو تجكجة لاستصدار وثائق ثبوتية.

 

وتتوفر المدينة التاريخية على مؤسستي تعليم ابتدائي وإعدادي مكتملتين من حيث البنية التحتية، إلا أنها تواجه نقصا في الطواقم التربوية وفي المخابر الخاصة بالمواد العلمية وباللغات الأجنبية، فيما يصل الاكتظاظ على مستوى أقسام المرحلة الأولى من التعليم الأساسي إلى 80 تلميذا.

 

كما تتوفر على مستشفى من الفئة "ب" يضم ضمن طاقمه طبيبا عامّا وخمسة ممرضين، وهو مزود بسيارة إسعاف يدفع ذوو المريض تكاليف وقود رحلتها إلى تجكجة البالغة حدود 40 ألف أوقية، غير أن بعض أجنحة المستشفى ظلت غير مفعّلة نتيجة نقص في الطاقم.

 

وفي حين تتوفر خدمات الكهرباء بالمدينة طيلة الأربع والعشرين ساعة، يواجه سكان تيشيت أزمة ملوحة المياه المعدنية وسط مخاوف من تأثير المياه المالحة على صحة الأطفال وكبار السن.

 

الأستاذ والناشط المدني الشريف المختار ول أحمدو ولد امباكه يقول للأخبار إن عزلة مدينة تيشيت ووعورة طريقها ينعكس على جوانب الحياة المختلفة فيها، مؤكدا أن أغلب موظفي قطاعات التعليم والصحة يتغيبون في جل فصول العام

 

ويضيف ولد امباكه في حديثه للأخبار أن التنمية الحيوانية وري الواحات والزراعة تحت النخيل في تيشيت لا تزال تعتمد على المجهود العضلي، موضحا أن مجموعات كبيرة في المدينة تعتمد على هذه الأنشطة الاقتصادية.

 

ويشير ولد امباكه إلى تأثيرات سلبية لغياب أي تمثيل بتيشيت لقطاعات حكومية هامة على رأسها وزارة السياحة رغم ما تزخر به المدينة من معالم ذات طبيعية سياحية، فيما لا يتجاوز حضور وزارة الثقافة بتيشيت موسم مهرجان المدن، بحسب تعبيره.

 

من جهته الشيخ ولد علال الملقب أباي شيخ قرية فرع بئر التيار (120 كلم جنوب غربي تيشيت)، قال للأخبار إن واقع الخدمات العمومية بمدينة تيشيت جيد، خصوصا في حال مقارنته بما يعتبره واقعا مزريا يعيشه السكان في بئر التيار.

 

وأضاف ولد علال أن تعبيد الطريق يبقى أهم مطلب لسكان تيشيت والقرى السكنية القريبة منها، مشيرا إلى أنه ما لما يتم تحقيق هذا المطلب فإن المنطقة تبقى في عزلة تحول دون استمرار أي خدمات أخرى.

 

يذكر أن من بين أهداف إطلاق مهرجان المدن القديمة قبل سنوات تثبيت سكان هذه المدن في مواطنهم وإحيائها عبر توفير الخدمات العمومية.