على مدار الساعة

الشائعة بين الواقع والأمل

25 ديسمبر, 2017 - 13:06
بقلم: سعدن ولد جدو

ينكب الحديث هذه الأيام تارة حول تشكيل حكومة جديدة وأحيانا عن تعديل وزاري وشيك.

 

ومن قبل ما كنا لنخرج من شائعة تتحدث عن الموضوع إلا لندخل في شائعة أخرى، ولا يكاد يهدأ حديثا يتناول هذه التعديلات إلا ليبدأ نقاش أكثر سخونة.

 

لكن لما هذا الترقب والانتظار المضني والهوس المهمين على كيان الإنسان الموريتاني والولع بشأن التعديلات الوزارية والتشكيلات الحكومية؟

 

ليس ما ينتظره هو مجرد إعلان رئاسي يتم بموجبه تعين شخص وخسارة شخص آخر لمنصبه ويعود الأمر على ما كان عليه ثم سرعان ما يبدأ الضجر والتذمر من المعين الجدد ويدخل الجميع حلقتي المفرغة، والحديث عن تعديل وزاري تلوح معالمه في الأفق حسب نسج صناع الشائعات وما يملون عليهم شيطانها.

 

هذا هو الواقع، لكن أمل الشعب الموريتاني يبقى معلقا على صعود حكومة مناسبة إلى أماكن مناسبة وهذا هو دافع هذا الهوس أولا يعمل الشعب الموريتاني أنه ليس لدينا بعد مكان مستقر حتى نتحدث عن مكان مناسب أو غير مناسب فالمؤسسات الوزارية ما زالت في مهب ريح التغييرات والتعديلات فتارة تحمل كومة من الوزارة وتحولها إلى وزارة واحدة وأخرى تضرب وزارة واحدة فتحولها إلى جذاذ من الوزارة وما لم يكن في مقدور عواصف ريح التغيير يثور عليه عنفوان الدستور فيقتلع مؤسسة عريقة من جذورها ويتركها أثرا بعد عين وأخرى تبقى في إعداد المفقود.

 

ومنصب رئيس الجمهورية ذلك المكان المناسب الذي يختر له الشعب الرجل المناسب ألا يقال أنه يتحدث عنه بصمت أن سوف تنزع صلاحيته إلى مكان غير مناسب ألا ترى أنه سينزل الرجل المناسب إلى المكان غير المناسب بحثا عن صلاحيات ويصعد الرجل المناسب إلى المكان المناسب بدون صلاحيات.

وإن صح هذا ألا يكفى ليكون بمثابة آخر مسمار يدق في نعش أمل الشعب والحديث عن التعديلات الوزارية أم أن الأمل هو الحياة والحديث عن التعديلات الوزارية مجرد آلة مزاح يخدش بها كبرياء الواقع لتظل العلاقة بينهما ودية وحميمة فيربح الأمل العيش بسلام وينعم الواقع بالأمن والاستقرار وتبقى الشائعة رسول سلام يسعى بعبارة الودي بين الأمل الواقع