حينما أطلق محافظ البنك المركزي حملة التحسيس حول تغيير قاعدة الأوقية فهمنا أننا بصدد حملة تنازلية يقدم فحواها في أول يوم ويستمر شرحها تنازليا من طرف المستويات الفنية والشرح يتطلب خبرة ووضوح رؤية، ويتطلب قدرة على إجابة أسئلة المواطنين المتغيرة والتعاطي مع هواجسهم حتى تلك التي لا يفصح عنها.
لكن أطقم شباب البنك المركزي تداعت إلى التلفزة لتكرر نفس الكلام ولتدور في حلقة مفرغة تبدأ من حث تنتهي وتنتهي من تبدأ وكان القاسم المشترك بين كل من ظهروا هو عرضهم عن غير قصد للأزياء التركية الجاهزة.
حتى كراس الأسئلة والأجوبة الذي أصدره البنك تضمن الأسئلة المعلومة التي يريد البنك الإجابة عنها حتى ولو لم تطرح وتجاهل أسئلة المواطنين الآنية التي تطرح كل حين وكان الأفضل أن يصار لآلية للتفاعل المباشر مع المواطنين.
كل هذا ينم عن جنوح للتركيز على الشكليات وتجاهل الجوهر فتغيير قاعدة الأوقية تحول إلى عملية شكلية جوهرها المالي والاقتصادي ما يزال خارج التداول الإعلامي وقد لا يستمر كذلك حين تعبر السوق عن حقيقة الاقتصاد الواقعي الذي يمس سلة غذاء كافة المواطنين.