الأخبار (نواكشوط) - انطلقت اليوم الأحد بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا أعمال القمة الإفريقية 30، بمشاركة نحو 15 رئيس دولة، بينهم الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز.
وتبحث القمة على مدى يومين ملفات تتعلق بالأمن، والهجرة، والتنمية، إضافة إلى الصراعات والأزمات بالمنطقة، وكذا بعض القضايا المرتبطة بتفعيل مؤسسية الاتحاد، ومصادره المالية.
وينتظر أن تنتقل خلال القمة، الرئاسة الدورية للاتحاد الإفريقي من الرئيس الغيني ألفا كوندي، إلى الرئيس الروندي بول كاغامي.
ويشارك في قمة أديس أبابا الأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو غوتيريش، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط.
مكافحة الفساد
اختار القادة الأفارقة عقد قمتهم 30 تحت شعار "الانتصار في معركة مكافحة الفساد: نهج مستدام نحو تحويل إفريقيا".
ويشكل الفساد تحديا كبيرا ينخر اقتصاديات القارة الإفريقية، حيث تتحدث بعض الدراسات عن أن "نحو 50 مليار دولار سنويا، يتم تبديدها سنويا، بسبب الفساد وسوء التسيير".
ويقول رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فاكي في تصريح له إن الفساد "ينتشر بين النخب الحاكمة في إفريقيا، وله آثار مدمرة على التنمية الاقتصادية، وعلى استقرار الأنظمة السياسية بالقارة".
وكان فاكي قد اقترح على القادة الأفارقة جعل سنة 2018 عاما إفريقيا لمكافحة الفساد، لكنهم اختاروا مكافحة الإرهاب كشعار للقمة.
وكان الاتحاد الإفريقي قد اعتمد في العام 2003 اتفاقية تتعلق بمحاربة الفساد، غير أن الاتفاقية لم تجد طريقها نحو التطبيق رغم مضي نحو 15 عاما على اعتمادها.
إصلاح الاتحاد
عهد الاتحاد الإفريقي منذ عام 2016 إلى الرئيس الروندي بول كاغامي المرتقب أن يتولى رئاسة الاتحاد، بإعداد إستراتيجية بعيدة المدى تشمل الجوانب المؤسسية للاتحاد من أجل النهوض به.
وقد شكل الاتحاد لجنة تضم عددا من الخبراء الأفارقة، بينهم الرئيس السابق للبنك الإفريقي للتنمية دونالد كابيروكا، وكارلوس لوبيز السكرتير التنفيذي السابق للجنة الاقتصادية للأمم المتحدة بإفريقيا.
ومن بين الملفات المطروحة في هذا المجال الاستقلال المالي للاتحاد، الذي اعتمدت ميزانيته خلال العام 2017 بنسبة 73% على التمويلات الخارجية.
وقد اقترح كاغامي في ما يتعلق بالاستقلال المالي للاتحاد فرض ضريبة بنسبة 0.2% على الواردات التي ترد على القارة الإفريقية، من أجل توفير مبلغ 1.2 مليار دولار، أي حوالي 956 مليون يورو لتمويل الاتحاد.
وهو المقترح الذي قبله القادة الأفارقة خلال يوليو 2016، غير أن الولايات المتحدة الأمريكية تعارضه، وتعتبره مناقضا للقواعد المعتمدة لدى منظمة التجارة الدولية.
الأزمات والصراعات
تخصص القمة الإفريقية حيزا من وقتها لنقاش النزاعات والأزمات التي تشهدها عدد من دول الاتحاد الإفريقي، بينها قضية السودان، والصومال، والأزمة الليبية، سواء منها ما يتعلق باستمرار أعمال العنف في البلاد، أو الجانب المرتبط بالهجرة.
ويبحث القادة الأفارقة كذلك خلال قمتهم بأديس أبابا الأزمات في جمهورية وسط إفريقيا، والكونغو الديمقراطية، والتوغو، وغينيا بيساو.
كما يأخذ الوضع الأمني في المنطقة حيزا من النقاشات، وذلك في ظل استمرار انتشار الإرهاب في الساحل والصحراء، وبين يدي استعداد دول مجموعة الساحل، التي تأسست عام 2014 بالعاصمة نواكشوط، لنشر قوة إفريقية مشتركة على الحدود لمواجهة الإرهاب، وتهريب المخدرات.
وهي القوة التي لا تزال تواجه تحدي الموارد المالية والتجهيزات، ويرتقب أن تنشر على الحدود بين مالي والنيجر وبوركينافاسو.
صديق إسرائيل.. رئيس للاتحاد
ينتظر في ختام أعمال القمة الإفريقية 30 للاتحاد الإفريقي أن تنتقل بشكل رسمي الرئاسة الدورية من الرئيس الغيني ألفا كوندي، إلى نظيره الروندي بول كاغامي، الذي يحكم بلاده بقبضة من حديد منذ عام 1994، وقد انتخب في العام 2017 لمأمورية رئاسية ثالثة، وحصل في الانتخابات على نسبة 98%.
وقد عدل كاغامي دستور روندا في العام 2015، بما يسمح له البقاء في السلطة لثلاث مأموريات قادمة، حيث يصبح بمقدوره الترشح إلى غاية 2034.
ويعتبر كاغامي أحد أبرز أصدقاء إسرائيل في القارة الإفريقية، وقد أشاد خلال مارس 2017 أمام "لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية" وهي أكبر منظمة مؤيدة لإسرائيل بالولايات المتحدة الأمريكية، بعلاقات بلاده بإسرائيل.
وقد زار نتنياهو روندا خلال جولة قام بها 2016، وشملت عددا من الدول الإفريقية، كما زار كاغامي إسرائيل مرات عدة.
وقد أجرى الطرفان مباحثات قبل أيام على هامش مشاركتهما في المنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس، تطرقت لتوسيع التعاون بين بلديهما.
حضور وغياب
تجري أعمال القمة الإفريقية 30 بأديس أبابا، في ظل غياب بعض الرؤساء الأفارقة، دأبوا على حضور القمم السابقة، وبين هؤلاء الرئيس الزيمبابوي السابق روبيرت موغابي، الذي استقال من السلطة قبل أزيد من شهرين، تحت ضغط الجيش الذي عزله، ووضعه تحت الإقامة الجبرية لأزيد من أسبوع، وقد وصف الاتحاد الإفريقي ما حصل بأنه "شبيه بالانقلاب".
كما تجري القمة في غياب الرئيس الغامبي يحيى جامي، الذي يقيم منذ أزيد من عام بجمهورية غينيا الاستوائية، وذلك بعد خسارته في الانتخابات الرئاسية، التي اعترف بنتائجها، وتراجع، وقبل لاحقا التنحي عن السلطة بشروط.
كما يغيب عن القمة كذلك الرئيس الأنغولي السابق خوسي أدواردو دوس سانتوس، الذي حكم البلاد على مدى 38 عاما، قبل أن يعلن عدم مشاركته في انتخابات 2017.
وبالمقابل يشارك في أعمال القمة الإفريقية الرئيس الليبيري جورج ويا، القادم من ملاعب كرة القدم، والمنصب قبل أيام رئيسا جديدا لليبيريا خلفا لرئيستها السابقة إيلين جونسون سيرليف، التي حكمت البلاد لمأموريتين رئاسيتين.