بما أنكم المسؤول الأول عن كافة القطاعات داخل الولاية وبما أنكم تدركون جيدا وضعية كل قطاع ولديكم التصور الأقرب للحقيقة وتدركون حجم المسؤولية وتعرفون أن الولاية حلقة من مسلسل الولاة ولديكم الرغبة في إسعاد من توليتم أمرهم وتتحفون أجيالا من بعدكم بماضيكم الجميل ينضاف إلى تاريخ نخبة العدل من أمثال عمر بن عبد العزيز وعمر بن الخطاب.
وبما أني عملت في تلك الولاية تحت وصايتكم في قطاع التعليم وشكلت لدي تلك الفترة التي خدمت فيها هناك تصورا يندى له الجبين، فوضى في تسيير الكادر البشري ، واللا مسؤولية في التعاطي مع مشاكل المواطن وكأن من يقيمون على شؤونه لا تمت لهم صلة بالمواطن وطنية ولا دينية ولا إنسانية.
فإني أرى أنه بات لزاما عليكم ومن خلفية مسؤولياتكم التحرك والأخذ بزمام المبادة في تصحيح وضعية مدرسة الزغلان بشكل فوري، كفاكم تجاهلا لواقع أمة أنَّ لوضعها أهل المشرق والمغرب.
السيد الوالي،
في السنتين الماضيتين تشهد الولاية تدهورا مذهلا في انهيار المنظومة التربوية في الولاية وخاصة مدرسة الزغلان التي لم تكتفوا بجلدها بنقص الطاقم التربوي بل جلدتموها حد القتل إذ أنكم تتفرجون عليها وهي تسقط أمام مرأى ومسمع منكم ثم من كل من له ضمير حي ألقى السمع وهو شهيد.
السيدالوالي
نعم قد يبلغ صدى أنين ساكنة قرية الزغلان المقيمين من الموريتانيين في أمريكا وألمانيا والإمارات والغابون وكل بقاع العالم وكأنكم لا تشعرون هل فعلا نصدق المثل الشعبي القائل "كلها إنين امن اللي يوجع"؟!
نعم وجع سقوط مدرسة الزغلان لايشكل بالنسبة لكم واقعا يفرض حتمية التحرك ولو قليلا، زيارة، اعتذار، أوامر للإدارة الجهوية بمعاينة المدرسة، الإصغاء لمن يتوافدون أمام مكتب المدير الجهوي وكأني به متشنجا ومتوعدا بالأسوء إن عبر أحدهم عن حجم المأساة!!
السيد الوالي،
ليست مدرسة الزغلان سوى الأسوأ في المنطقة، فإن مدرسة العزلات بها أقسام لم يحظوا بمن يدرسهم والمدير يعرف ذلك وربما أنتم بذلك أعرف،
السيدالوالي،
في الأدارة الجهوية للتعليم ما يكفي لتغطية كل النواقص في الولاية، لكن المشكلة في تسريح جلهم لدافع مصلحي أحيانا، ولدوافع نفوذية أحيانا أخرى، والمدير الجهوي ومن حوله يعرفون وأنتم بذلك لا تجهلون.
السيد الوالي،
أذكركم أن لديكم بابان تعبرون من خلالهما التاريخ باب المحامد وباب الذم، فادخلوا من أي البابين شئتم في الدنيا، ولكم من خلال أعمالكم والتعامل مع رعيتكم في الآخرة إما نعيم أو جحيم فاختاروا ما شئتم فإن الله لا يظلم مثقال حبة من خردل.
وفي الختام تذكروا وتدبروا قول الله تعالى {كل نفس بما كسبت رهينة إلا أصحاب اليمين}.