كلمة الإصلاح في هذا المقال تعرف جيدا أن هناك فرقا كبيرا بين الاترامبيين في كل من أمريكا ومصر، وهذا الفرق الشاسع بينهما أولا وقبل كل شيء هو اعتناق وانتساب اترامب مصر العربية للإسلام مقابل الكره الشديد للإسلام من طرف اترامب أمريكا ومبالغته في ذلك الكره وتنفيذه له، ولكن بما أن أي موضوع يطرأ على الساحة يلفت نظر من يكتب في المواضيع الطارئة فإن القاسم المشترك والقاسم المفرق بين هذين الأترمبيين يلح على شهية القلم في الكتابة في هذا الاتفاق أو الافتراق بين رئيسين لأكبر دولتين كل في محيطه مع سلب المولي عز وجل منهما العقول الصالحة للحياة فضلا عن الرئاسة، فأي كاتب يرى ويسمع نهج سلوكهما في الحياة ولا سيما تصريحاتهما السخيفة أمام العالم لا بد أن تذهب شهية قلمه للكتابة لإبداء وجهة نظره في ذلك الشبه المتفق والمختلف تارة أخري ليضيف للقارئ فكرة جديدة يريد أن يقرأ عنها ولو كان القارئ لا يتفق مع الكاتب عليها، فالكاتب لا يكتب إلا عن الفهم الذي يعطيه الله في موضوع الكتابة، وقد يكتب عن حقيقة وهو يكره تماما أن تكون واقعة وعلى رأسها الآن بالنسبة لي هو وجود ما يسمي عبد الفتاح السيسي بطبيعته البهلوانية و"اترامبيته" غاصبا لحكم مصر أكبر دولة عربية مسلمة، فالكاتب دائما يحاول أن تكون كتابته بقلمه تتماثل مع "اكليشيه" للصورة التي تبين حقيقة الموضوع أي يحاول أن يرسم بالكتابة صورة طبق الأصل، ومن أظهر وأوضح هذه الصور هذه المقارنة المراد الكتابة عنها وهي رئاسة اترامب أمريكا لدولته ورئاسة ا ترامب مصر لدولته والقاسم المشترك بينهما وكذلك الفارق الشاسع المفرق بينهما وذلك علي النحو التالي:
القاسم المشترك بينهما لأنه أٌقل من المفرق بينهما، وعلى رأس القاسم المشترك:
أولا: هو وجودهما في الرئاسة مع باكورة إفرازات هذا القرن الجديد (21) الذي جمعهما الله فيه وسيموتون فيه طبعا لا محالة ذاهبين ومحاسبين بما عملوا فيه من عمل.
ثانيا: كل واحد منهما جاء للرئاسة عن طريق ملتوية: فاترامب أمريكا جاء عن طريق تحايل الروس لإنجاحه لمعرفتهم الذكية عن قلة ذكائه يريدون استقلال نقطة ضعف ذكائه ليتجاوزوا قوة أمريكا على الأرض بسبب غباوة رئيسها الحاكم لها، أما اترامب مصر فإنه جاء للرئاسة لمجرد وقوفه أمام الميكروفون وقوله: تم توقيف العمل بالدستور مؤقتا وتم تعيين رئيس المحكمة الدستورية رئيسا للدولة لفترة انتقالية، أما الرئيس فأمرت كتيبة حراسته أن تذهب به بدلا من مكتب رئاسته إلي بيت السجن الذي ما زال فيه ولا ذنب له سوى أنه فُتح باب الانتخابات وترشح ونجح بالأغلبية البسيطة نتيجة نزاهة الانتخابات كما اتفقت علي ذلك جميع المنظمات.
ثالثا: من القاسم المشترك بينهما ظهور غباوتهما التي تصل إلى آخر السذاجة عندما يريد أحدهما أن يتكلم في أي موضوع فإن سخافة فكره وإعجابه بهذه السخافة توقعه دائما في كلام لا يصلح صاحبه أن يكون بوابا في دولة بدلا من رئاسته لها، فمن أجل تلك السخافة في اترامب أمريكا أصبح حزبه يريد أن يحجر عليه في الكلام لأنه لا يصلح للتحدث في أي موضوع حتى تذهب به سخافته إلي إيقاعه في ورطة مثل شتمه للدول الإفريقية واعترافه بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني إلى آخر كل خرجاته السيئة.
أما اترامب مصر فلغطرسته وكبرياء نفسه عند نفسه فلا يمكن التحجير عليه في الكلام لأن رؤساء مصر من عند فرعون المبثوث قصة معاملته لرعيته في القرءان ويلخصها قوله تعالي: {فاستخف قومه فأطاعوه..} سارية المفعول حتى وصلت إلى السيسي اترامب مصر الحالي في أسوء استعمال أنيابها الكالحة في الشعب كل الشعب، ولذا عندما يتكلم يتضح سخافة عقله ولكنه لا يعرف استعمال أي لغة إلا الوعيد والتهديد للشعب مع إعلان قدرته المطلقة على ذلك، مع أن هذا الوصف الكاشف لحكم رئيس مصر الحالي لم تعرف أجيال العرب المسلمين من الحكام إلا من هذا هو أسلوبه في الحكم، فقد ظهر صدق النبي صلي الله عليه وسلم في تنبآته بصفة الحكم العربي الإسلامي في الشعوب العربية الإسلامية بعده وأن سوف تنتهي العدالة فيه بعد ثلاثة قرون بعده فقط، فمن جاء بعد تلك القرون من حكام العرب المسلمين فالمشاهَد فيه أمام العالم أنه أسوأ خلق الله تعالي في المعاملة مع شعوبهم، فمن نظر إلى سلالات العالم وألوانهم ولغاتهم فسيجد في أسفل القيادات ما يطلق على نفسه أنه قائد من جنس العرب تتميز قيادته لشعبه بقسوة القلب والجفاء والجبن مع غير العرب ونبذٍ للآخرة وراء ظهره، وان كان الله أنعم عليه بجميع نعمائه ظاهرة وباطنة من غني وصحة جسم وسماع كلمته من طرف الشعوب إما نفاقا أو ضعفا واستسلاما فلا بد لهذا الرئيس المسلم أن يطغي على شعبه ويظهر في الأرض فسادا، ومن هنا فإن الاستدلال علي هذه الصفة الكاشفة لحكام العرب والخاصة بهم تقريبا سيجدها القارئ في ثنائية المقارنة بين هذين الرئيسين، وهذه المقارنة يفسرها بوضوح حديث النبي صلي الله عليه وسلم: (خيركم خيركم لأهله...) وما يقابل ذلك من شركم شركم لأهله، فاترامب أمريكا مع سخافة عقله وكونه من أشر الناس في نفسه إلا أن دولته لم يجد أفراد شعبه منها أي شر فلم يقتل مواطنا واحدا من شعبه بل ما عنده من المسؤولية حاول فيها أن يمنع المهاجرين من دخول أمريكا كما حاول أن يشترط المصلحة لأمريكا في جميع ما كانت تساعد به أمريكا المنظمات الدولية.
أما اترامب مصر العربية فإنه من يوم وصوله للحكم والقتل في مصر يقع يوميا بكل أنواع القتل والتشريد وجميع أنواع التعذيب للمواطن، فكل شخص في العالم رأي بعينيه كيف قتل اترامب مصر المواطنين المصريين عند نسفه لمعتصمي رابعة والنهضة ما لم يقتله أي جبار عنيد في التاريخ من شعبه، وأعظم من ذلك اكتساحه لسكان الأرض المقدسة في سيناء حيث أكثر فيهم القتل والتشريد وترحيلهم عن مكان ميلادهم في وطنهم، بمعني أن اترامب مصر ينطبق عليه أنه أشر الناس علي أهله في رئاسته.
وملخص هذه المقارنة والمفارقة بين هذين الرئيسين الساذجين المختلين عقلا هو ما يلي:
اترمب أمريكا ظهر أنه لا عقل له إلا في جمع المال بمعني يتقن مهنته التجارية الاستثمارية وشره كله موجه إلي شعوب العالم فقتل كثيرا من العراقيين والسوريين والأفغانيين واليمنيين الخ، ولم يقتل أمريكيا واحدا فوق أرضه، وقد أظهر كثيرا من الاعتزاز بأمريكيته من دفع الهجرة غير الشرعية عنها واستجلاب الأموال إليها بابتزاز دول الخليج العربية التي ليس عندها من العقلية السياسية إلا حماية نفسها بإعطاء خيراتها لأمريكا وانتهز اترامب ا مريكا هذا الضعف والخور في تلك الدول فاستجلب منها كثيرا من الأموال لوطنه فهو ينطبق عليه أنه خير لأهله.
أما اترامب مصر فإن الوصف الجامع له مع اترامب أمريكا هو السخافة وقلة العقل ساعة الكلام ولا سيما في المواضيع الطارئة فهو من جهة يفتح باب الترشح العام للرئاسة وفي نفس الوقت يصرح أمام العالم أن كرسيه الرئاسي لا يقربه أي احد فمن تقدم إليه فسوف يبطش به وبمن معه.
أما الفارق بين الاترامبيين هو كثرة ما ينتظر هذا الرجل ساعة موته من كثرة الأرواح من مواطنيه فقط، فهو عكس اترامب امريكا فجميع من قتلت امريكا فهو من الدول الأخرى، أما جميع من قتل اترامب مصر العربية فهو من مواطنيه ولم يقتل أجنبيا واحدا إلا "ريجيني" مواطن ايطالي قتله جنوده قتلا وحشيا الاسلام بريء من نوع ذلك القتل، ومعني ذلك أن اترامب هو شر على أهله عكس اترامب أمريكا فهو خير لأهله.
وأخيرا فإني أنبه أن كلمة الإصلاح لم يكن أبدا من أسلوبها الكلام الجارح لأي أحد، لأن من معلوماتها التي تطبق أن العلماء قالوا إن من مات ولم يقل للشيطان بلسانه لعنه الله لم يؤاخذ على ذلك إذا مات، ولكن في نفس الوقت يقول العلماء أنه يجوز ذكر كل فسق تجاهر به المسلم والجميع يتفق الآن أن اترامب مصر قتل الكثير والكثير من مواطنيه، ومع ذلك يحسب أنه يحسن صنعا، فهو ينطبق عليه تماما قوله تعالي في حكام مصر: {إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين} وقوله تعالي: {إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيى نساءهم إنه كان من المفسدين}، ومع ذلك كله فنرجو من الله أن يهديه حيا إلي الصراط المستقيم ويبدل سيئاته حسنات لأن عفو الله أكثر من خطاي أنا وهو وجميع الخطائيين يقول تعالي: {ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وءامنتم وكان الله شاكرا عليما}.