في ظل الضعف العام لمستوى الصحافة في بلادنا، فإن تجربة هذه الصحيفة يمكن أن تكون حلقة مهمة في إطار تناول تاريخ الصحافة في هذا البلد مستقبلا، ورغم الإثارة السياسية الكبيرة التي تشكل الطابع العام للخط التحريري للصحيفة فإن المضامين تبقى بعيدة من العناوين المضخمة جدا، ويبقى عدم القدرة إلى الوصول إلى المعلومة الدقيقة والتحامل السياسي ميسم المضامين التي تبقي الصحيفة تحت رحمة تحقيق السبق الصحفي والاستجابة لرغبات طيف سياسي في البلد يعجز عن الإشاحة ببصره أو أن يرى غير نصف الكأس الفارغة.
أعتقد أن إعطاء وقت أطول لإعداد التقارير خاصة ذات العلاقة بما يعتقد أنه فساد يمكن أن يعمق من المضامين، كما أن تناسي المحرر لخلفيته السياسية والولاء فقط للحقيقة دون إعطاء كبير اهتمام لردود فعل الحلفاء قبل الخصوم يمكن أن تشكل عوامل تساهم في احترافية هذه التقارير، كما أن استحضار فكرة إمكانية استغلال هذا المنبر من طرف كل الأطراف لتحقيق نقاط على حساب الخصم يجب أن تكون حاضرة بقوة لمنع الوقوع في أخطاء مهنية قاتلة.
شخصيا أعتبر أن تأكيد استقلالية الإعلام لا تعني بالضرورة تبنى وجهة النظر المعارضة فكما يوجد إعلام موال يمكن أن يكون هنالك إعلام معارض حتى لو ادعى استقلالية وسيلة إثباتها الوحيدة هي الوقوف على مسافة متساوية بين فرقاء المشهد السياسي والذي لا يعني بالضرورة رضى الطرفين ولا نقمتهما، بقدر ما يعني الإيمان العميق بدور هذه المهنة التي يجب أن يكون فوق الموالاة والمعارضة.