على مدار الساعة

تجمع ترمسّه.. أزمة عطش، وحسرةٌ على فراق الأريَاف (فيديو)

30 أبريل, 2018 - 14:11
مواطنون بأحد شوارع ترمسه يحملون قنينات خاوية بحثا عن مياه شرب _ (الأخبار)

الأخبار (ترمسه/ الحوض الغربي) ـ يشكو سكان تجمع قرى ترمسّه بولاية الحوض الغربي نقصًا حادّا في مياه الشرب، فيما يبدى عدد منهم حسرته على فراق الأرياف قبل سنوات أملًا في وعود أطلقها الرئيس محمد ولد عبد العزيز بتوفير الخدمات الأساسية بالتجمّع الجديد.

 

وبينما تقول المعطيات الرسمية إن القدرة الإنتاجية لمحطة تحلية المياه في ترمسّه التي تم إنشاؤها عامًا 2014 تصل إلى 65 مترا مكعبا في اليوم، يقول المواطنون إن المياه لا تصل إلى الحنفيات ما يجعلهم يلجأون إلى قرًى مجاورة للحصول على مياه الشرب.

 

أمل في وعود الرئيس

يستذكر فاليلي ولد اشماته متحدثا للأخبار أيام اتخاذه قرار مغادرة الأرياف نحو تجمع ترمسّه المنشأ حينها بحثا عن الخدمات الأساسية، ويؤكد أنه عاتب نفسه كثيرا لأنه سيغادر موطنه الأصلي وموطن آبائه وأجداده ولأنه سيتخلى عن طريقة العيش التقليدية التي تربّى عليها.

 

اخديجة بنت ابيبكر إحدى أقدم السكان الذين وفدوا إلى ترمسّه تلبية لدعوة من الرئيس وجهها إلى سكان الأرياف، تقول للأخبار إن الوافدين الجدد كانوا على قناعة بأن الوعود التي تلقوها ستتحقق وهم يشاهدون منشآت المسجد والمدرسة والمستشفى ومبانٍ إدارية تشيّد بسهل ترمسّه.

 

من جهتها مريم بنت اعل يعرف تتذكر وعودًا قالت إن الرئيس محمد ولد عبد العزيز وعد السكان بتحقيقها خلال ستة أشهر بما سيجعل من ترمسّه جنّة، بحسب تعبيرها. وتقول إن هذه الوعود لم تتحقق بل ما زال السكان يلجأون إلى الأرياف لتحصيل مياه الشرب وإلى قرية تريدات الريفية للاستطباب.

 

أزمة عطش مستمرة

تضيف بنت ابيبكر أن سكان الأرياف الذين قدموا إلى التجمع القروي الجديد تفاجأوا بعد فترة وجيرة بأن تحصيل الحد الأدنى من مياه الشرب تسبقه معاناة طويلة بينما يعجزون عن غسل ثيابهم لندرة المياه، لافتة إلى أن الكثير من سكان تجمع ترمسّه عادوا إلى أريافهم.

 

بينما تؤكد بنت اعل يعرف وهي من بين السكان القادمين من الأرياف أن حنفيات المنازل كانت توصل إلى السكان ميّاهًا ولو مالحة في بعض الأحيان، إلا أنها أصبحت في أوقات كثيرة بدون مياه بحجة تنظيم توزيع مياه الشرب على أحياء التجمع.

 

ويوضح ولد اشماته أن سكان الأرياف قرروا قبول دعوة الرئيس لهم من أجل القدوم إلى ترمسّه حتى يسهل على الحكومة توفير خدمات الصحة والتعليم والمياه والكهرباء، مشيرا إلى أنهم كانوا يأملون تحقق الوعود التي أطلقها الرئيس غير أن أزمة مياه الشرب لا تزال قائمة تشكل معاناة مستمر بالنسبة للسكان.

 

لغز محطة التحلية

يبدي فاليلي ولد اشماته حيرته من نقص المياه في ترمسّه، فالمسؤولون عن محطة التحلية يقولون إن الماء غير موجود في وقت يتدفق بوفرة كلما كانت قرى ترمسّه على موعد مع زيارة رسمية من الرئيس أو أحد الوزراء أو كبار المسؤولين، ثم يتوقف تدفق المياه إلى الحنفيات فور مغادرة هؤلاء.

 

أما بنت ابيبكر فتعتبر أن محطة تحلية المياه بترمسّه لا تنتج ما يكفي من مياه الشرب رغم الإشادة الرسمية بطاقتها، وتشير إلى أن الإجابات التي يتلقونها من مسؤولي المحطة تعلل أزمة العطش بأعطال بسيطة في شبكة المياه، كما يحدثونهم عن التغلب على الأزمة بعملية تناوب تسمح بإغلاق الشبكة عن بعض الأحياء طيلة ساعات.

 

بدورها بنت اعل يعرف تشكر الرئيس ولد عبد العزيز، وتلفت عنايته إلى أن خدمات كثيرة لا زال سكان ترمسّه يفتقدونها وعلى رأسها مياه الشرب، وأن المطالب والاتصالات العديدة التي أجراها السكان لحل أزمة المياه لم تلق أي تجاوب رسمي.