على مدار الساعة

أطار عاصمة السياحة بموريتانيا

17 يناير, 2017 - 14:43

 

على بعد 450 كلم شمال العاصمة نواكشوط تقع مدينة أطار عاصمة ولاية(محافظة) آدرار إحدى أهم و أكبر المدن في الشمال الموريتاني.

 

التأسيس

تأسست مدينة أطار في بدايات القرن الثامن الهجري وتقع بالقرب من مدينة أزوكي التاريخية التي انطلقت منها دولة المرابطين في القرن الخامس الهجري و بها قبر الإمام الحضرمي مفتي دولة المرابطين المتوفى سنة 589هـ و اكتسبت أهمية إستراتيجية مع دخول الاستعمار إلى منطقة آدرار قبل أن يتم اختيارها عاصمة للولاية (المحافظة) مع اعتماد التقسيم الإداري لموريتانيا.

 

الموقع و المناخ

تقع مدينة أطار إلى الشمال من موريتانيا وترتبط بالعاصمة نواكشوط عبر طريق بري معبد ويحدها من الجنوب مقاطعة أوجفت ومن الجنوب الغربي اكجوجت ومن الشمال مقاطعة افديرك ومن الشرق مقاطعتي شنقيط و وادان ومن الغرب حدود ولاية داخلت نواذيبو وتتوسط مدن الشمال الموريتاني.

 

مناخ المدينة صحراوي حار ترتفع درجة الحرارة صيفا لتصل 40 درجة وتنخفض شتاءا لحدود العشرين درجة مئوية وتشهد في فصل الخريف الممطر عادة في موريتانيا تساقط أمطار يتراوح معدلها السنوي بين 300 و 100 ملم.

 

إداريا

يوجد بمدينة أطار مقر ولاية آدرار السابعة في الترتيب الإداري المعتمد في موريتانيا وهي عاصمة الولاية والتي تضم إلى جانبها مقاطعات ثلاث مقاطعات هي أوجفت – وادان – شنقيط- و تضم المقاطعة إلى جانب بلدية أطار المركزية ثلاث بلديات ريفية هي شوم –الطواز – عين أهل الطايع و بها تمثيل لمختلف المصالح الحكومية ضمنها إدارات جهوية للتعليم، و الصحة، والأمن، والشؤون الاسلامية، والتنمية الريفية، و تمثل بنائبين في مجلس النواب الموريتاني وعضو واحد في مجلس الشيوخ (غرفتي البرلمان) وتدار من قبل مجلس حكم محلي يضم واحدا وعشرين مستشارا بلديا.

 

و بها أهم مدرسة عسكرية في البلاد تحمل اسم "المدرسة العسكرية لمختلف الأسلحة" و يتخرج منها سنويا عشرات الضباط في الجيش الموريتاني وتحتضن الدورات التكوينية لأصحاب الرتب من الضباط ويمارس التأطير فيها عسكريون موريتانيون وأجانب بالإضافة إلى ذلك توجد بها ثانويتان وسبع إعداديات و عدد من المدارس الابتدائية ومركزين مهنيين معهد أهلي للعلوم الإسلامية يحمل اسم معهد مالك بن أنس،و بها مستشفى واحد ومستوصف و عدد من النقاط الصحية.

و بها مطار صغير يستقبل بعض الرحلات الدولية من السياح الذين يفدون إلى موريتانيا من عدة دول أوربية بينها بلجيكا وفرنسا و اسبانيا.

ومن أهم أحيائها "أغنمريت ، "امباركة و أعمارة" ، "كنوال" ، "أفريقيا" ، "أتويفندا و "أدباي"، وحي "أكويك".

 

الاقتصاد والسكان

يقدر عدد سكان مدينة أطار بحوالي 20000 نسمة بينما بلغ عدد المسجلين في انتخابات 2009 بمقاطعة أطار 22449 ناخب.

وتعتبر السياحة من أهم أقطاب التنمية فى ولاية آدرار حيث تنعكس المواسم السياحية على الدورة الاقتصادية المحلية من خلال النزل ووكالات السفريات والمرشدين والجمالة و الأسواق والصرف و يصل إلى مدينة أطار سنويا مئات السياح الأوربيين لكن أعدادهم قد تراجعت في الفترة الأخيرة بعد قتل و اختطاف أوربيين في موريتانيا على يد تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.

ووصل عدد السياح الذين يصلون إلى مدينة أطار في 2007م 9752 سائح قدموا في 75 رحلة جوية بحسب إحصاءات المكتب الوطني للسياحة.

 

و إلى جانب السياحة ينشط معظم السكان في إنتاج وتسويق التمور حيث يقدر عدد واحات النخيل بالولاية بحوالي: 53 واحة موزعة في مقاطعات: أطار- شنقيط- وادان- و أوجفت وتغطى واحات الولاية اليوم مساحة تقدر ب: 1876 هكتارا أي ما يقارب نسبة 50% من مساحات النخيل في البلاد.

 

ويقدر محصول الواحات السنوي بحوالي (13000 طن) من أجود أنواع التمور الوطنية, التي تحتل مساحة معتبرة في السوق الوطنية و هي المزود الرئيس للعاصمة نواكشوط وبعض المدن الأخرى ويقبل السكان في فصل الصيف على المدينة في ما يسمى محليا بموسم "الكيطنة" (موسم نضوج التمر) فضلا عن ازدهار زراعة الخضروات حيث تعتبر المدينة أكبر منتج للخضروات في البلاد حيث بلغ فائض هذا الإنتاج من مادة الجزر وحدها في 2006 أكثر من ألف وخمسمائة (1500) طن ويتم تصدير هذه المواد إلى العاصمة والعديد من المدن الأخرى.

و تشتهر المدينة بموسم قطف التمور حيث تقام في الصيف احتفالات خاصة تتخللها أنشطة ثقافية ورياضية مختلفة.

 

محطات ورموز

-        شهدت منطقة أزوكي القريبة من مدينة أطار في مطلع القرن الخامس الهجري الحادي عشر الميلادي انطلاق دعوة المرابطين و اتخذوا من الندين الواقعة على بعد 07 كيلومترات من أطار أول عاصمة لدولتهم قبل نقلها إلى مراكش المغربية.

 

-        و يوجد بمدينة أزوكي قبر الإمام الحضرمي مفتي دولة المرابطين بعد وفاة مؤسسها عبد الله بن ياسين وهو مؤلف كتاب السياسة أو الإشارة في تدبير الإمارة أول مؤلف عن السياسة في الصحراء كما يقول محققون.

 

 

-        ينحدر من مدينة أطار الرئيس الموريتاني الأسبق العقيد معاوية ولد سيد أحمد الطايع أطول رؤساء البلاد مدة رئاسية منذ الاستقلال الدولة و الذي وصل إلى السلطة عبر انقلاب عسكري أبيض في 12/12/1984م واستمر في قيادة البلاد حتى 03 من أغسطس 2005 حيث أزيح بانقلاب عسكري أبيض.

 

-        يوجد بالقرب من مدينة أطار مقر إمارة آدرار إحدى أهم الإمارات الموريتانية في مرحلة ما قبل استعمار البلاد والمعروفة بعصر السيبة.