على مدار الساعة

الذكرى الخامسة للانقلاب السيسي

29 يونيو, 2018 - 02:18
بقلم / محمد الأمين بن الشيخ بن مزيد

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين ورضي الله عن الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين.

 

أما بعد فتحل بعد أيام الذكرى الخامسة لانقلاب السيسي على الرئيس المنتخب محمد مرسي - فك الله أسره - وقد بدأ هذا الانقلاب بجرائم قتل فظيعة فكانت مجزرة رابعة وما تلاها من مجازر.

 

لقد قتل هذا الانقلابُ الآلاف وسجن الآلاف وشرد الآلاف واتبع طريقة فرعون {إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين}.

 

وبدأت الحرب حربا على الإخوان المسلمين ومن ناصرهم، ثم تطورت لتكون حربا سافرة على الإسلام، فاستعلن الزنادقة، ودعا السيسي ومَن ظاهره على جرائمه إلى دين جديد، يحرمون فيه الحلال ويحلون الحرام {ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون} وتجرَّأ الجهلةُ على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وثوابت الشرع، وانطلقت ألسنةُ الضالـِّــــين تطعن في علماء الأمة ومجاهديها وخيارها.

 

وتبيَّن أنَّ هذا الانقلاب يهوديٌّ صهيونيٌّ وأن {أشد الناس عداوة للذين آمنوا} يقفون وراءه ويدعمونه ويدافعون عنه.

 

ثم عمت الحرب لتشمل كل من تجرأ فقال كلمة لا تُرضي فرعونَ مصر فكانت حربا شاملة على الحرية أصابت فيمن أصابت (الحاشرين) الذين ناصروا الظالم في ظلمه ومن أعان ظالما سُلِّط عليه.

 

وحارب الضعفاءَ والمساكينَ وضيَّـــق عليهم وأغلى أسعارَهم ورفَع الدعم الذي كان ينفعهم وشق عليهم وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "اللهم من ولــــىَ من أمر أمتى شيئا فشق عليهم فاشقُقْ عليه" رواه مسلم.

 

وغشَّـــهم ولم ينصحْهم وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما من عبد يسترعــــيه الله رعيةً يموت يوم يموت وهو غاشٌّ لرعيته إلا حرَّم الله عليه الجنة" رواه مسلم.

 

لقد أفسد في البر والبحر وفرط في الأرض والعرض ودمر سيناء وقتل أهلها تقتيلا والعالم يتفرج!!

 

وتمدَّدت جرائمُ السيسي خارج حدود مصرَ المنكوبةِ فحارب المجاهدين في غزة وحاصرهم وتعاون مع أوليائه الصهاينة في ذلك.

وأزهق الأرواح في ليبيا دعما لحفتر.

                              

في هذه الذكرى

  1. نؤكد على أن هذا النوع من الأنظمة ليس له من الشرعية إلا ما لفرعون ونيرون واستالين ولا طاعة لهم قال الله عز وجل {فاتبعوا أمر فرعون وما أمر فرعون برشيد} وقال الله عز وجل {فاتقوا الله وأطيعون ولا تطيعوا أمر المسرفين الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون} وقال الله عز وجل {ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا} ونؤكد أن ضعفَ الضعفاء ليس مبررا لمناصرة المجرمين والسيرِ في ركابهم قال الله عز وجل {وبرزوا لله جميعا فقال الضعفاء للذين استكبروا إنا كنا لكم تبعا فهل أنتم مغنون عنا من عذاب الله من شيء} وفاجرٌ كذابٌ من يضفي على هؤلاء الناس لباسَ التقوى ويكسوهم جلابيب الاحترام.
  2. نؤكد أن الشعوب المسلمة ليس بإمكانها في مثل هذه الحالة الاستسلام للصهاينة وعملاء الصهاينة، وإنما الواجب المقاومة واستخدام المواهب والطاقات التي زود الله بها البشر لجهاد الشر، والاستفادةُ من تجارب الأمم في التغيير.
  3. الذكاء قبل الشجاعة كما يقول أبو الطيب

 الرأي قبل شجاعة الشجعان *** هُو أول وهي المحل الثاني

 فإذا هما اجتمعا لنفس حرة *** بلغت من العلياء كل مكان

 ولربما طعَنَ الفتى أقرانه *** بالرأي قبل تطاعُن الأقران

 لولا العقولُ لكان أدنى ضيغم *** أدنى إلى شرف من الإنسان

 

فـ(الحربُ الذكية ) أهم من (العنتريات التي ما قتلت ذبابه) ومن الجعجعة التي لا تنتج طِحْنا.

 

صامت لو تكلما لفظ النار والدما

قل لمن عاب صمتَه خٌلِق الحزمُ أبكما

 

  1. التعويل على المجتمع الدولي ومنظمات الأمم المتحدة هو تعويل على السراب وهو مثل تعويل المشركين على أصنامهم قال الله عز وجل {والذين يدْعُون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء إلا كباسط كفَّيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه وما دعاء الكافرين إلا في ضلال} لقد كانت ردود فعل هؤلاء على جرائم السيسي باردة فاترة متأخرة، وأحسنُهم طريقةً من يُعْلن أنه يشعر بالقلق – جعل الله قلق هؤلاء المتواطئين قلقا حقيقيا يمنع النوم ويرفع الضغط ويشتت الفكر-.
  2.  المبادئ الشرعية التي يجب اتِّباعها في مثل هذه الحالة هي {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا} {وأمرهم شورى بينهم} {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة} {فاتقوا الله ما استطعتم} {لا يكلف الله نفسا إلا وسعها} "من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان" رواه مسلم، ومراعاةُ الموازنة بين المصالح والمفاسد، والموازنة بين أنواع المفاسد، والموازنة بين أنواع المصالح.
  3.  نؤكد أن النصر قادم ونكرر {فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا} قال الله عز وجل {ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون}.
  4. الدعاء سلاح المؤمن فادعوا الله عز وجل أن يفرج عن إخوانكم في مصر وأن يرفع عنهم حكم آل فرعون.

 

اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس يا أرحم الراحمين أنت رب المستضعفين وأنت ربي إلى من تكلني إلى بعيد يتجهمني أم إلى عدو ملكته أمري إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي ولكن عافيتك هي أوسع لي أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تنزل بي غضبك أو يحل علي سخطك لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك.