على مدار الساعة

للإصلاح كلمة: تتريا للرئيس ولمن يهمه الأمر تأخير هذه الانتخابات التي خرجت عن السيطرة

28 يوليو, 2018 - 17:49
بقلم الأستاذ / محمدو بن البار

كلمة الإصلاح لاحظت أن هذه الانتخابات التي يجري الاستعداد لها صدق فيها المثل القائل (شرط صحة النهايات تصحيح البدايات)، فهذه الانتخابات الخارجة عن السيطرة هي الوليد الشرعي لبداية فتح باب الانتساب في الحزب الحاكم.

 

أما فعل الحزب الحاكم الذي فجر نفسه من داخله وفجر به الشعب الموريتاني الهادئ فهو بدل أن يؤسس مؤسساته الحزبية أولا في كل مكان بسكان أهله بهدوء وانضباط وطبقا للقانون الداخلي وبعد ذلك يطلب من المنتخبين الجدد تقديم الأسماء المقترحة للانتخابات إلا أن الحزب عندما أراد التجديد أسند جميع هذا الانتساب إلى مجلس الوزراء وإلى اللجنة العليا للأمن بدون الرئيس فقط وإلى مدراء المؤسسات الكبرى وأوعز إلى الجميع بأن كثرة الوحدات التي سوف يشكلونها سوف تكون ميزانا لتقويم ولائهم أمام الدولة، فعندئذ لم يكن الولاء للحزب هو المعيار ولكن المسؤولين اتجهوا إلى الأقارب والأصدقاء والمعارف من أي شخص يحمل الجنسية الموريتانية وشكلوا جميع الشعب الموريتاني وحدات للحزب الحاكم ولذا فحتى الإحصاءات لم تصل حتى الآن إلى رقم وحدات الحزب.

 

وطبعا مع جميع الإغراءات إما بالوظائف أو الترشيح للاستحقاقات، وعندما وصلنا إلى ساعة التعهد لجميع الشعب الموريتاني تقريبا فإذا المناصب الانتخابية محدودة والتعهدات غير محدودة مع أنه وقع محاولة تميمها بكثير من التعيين في الوظائف إلا أن الموريتانيين قليل منهم المنتسب للأحزاب عن قناعة لأن أغلبية الأحزاب لا إيدلوجية لها أيا كانت إلا ما يشم منها فيه رائحة الاهتمام بالإسلام أو الدعوى للعنصرية.

 

فإيدلوجيات القومية العربية انتهت بشقيها بعد انتهاء الحاملين للوائها حيث خلفهم خلف أضاعوا العروبة وإسلامها وبذلك نسوا الله فنسيهم أنفسهم فلم يبق من العروبة إلا جيوب الأمريكان وسلطة إيران وبذلك أصبح لفظ العروبة يساوي مع الأسف لفظ نمير فمن تكلم الآن فيها فسيقال له:

 

فغض الطرف إنك من نمير *** فلا كعبا بلغت ولا كلابا

 

أما معتنقوها فتقسموا على الحزب الحاكم الذي إيدلوجيته قائمة هي التعيين في الوظائف، والعنصرية التي تستدر الخارج لجيوبها.

 

أما إيدلوجية الاشتراكية والنضال العمالي إلى آخر تلك الشعارات فقد ذهبت مع مؤسسيها الأصليين حيث أبدلها أصحابها بالتطور الاقتصادي المادي البحت بدون إيدلوجية أما اتباعها في غير مكانها فالآن بدءوا يبحثون في الأرض هنا عن اللحاق بهذا الركب المادي الاقتصادي إما عن طريق حزب مع بقاء التسمية دون الايدلوجية وإما اللحاق بعد ذلك بالحزب الحاكم الذي لا يكلف منتسبيه إلا بالولاء المجرد.

 

ومن ما يؤكد هذا الرأي بتأخير الانتخابات لتكون لها طعم أو رائحة غير مرة ولا كريهة فهو هذا التعميم الذي صدر من الحزب يهدد به ضحايا ما يسميهم هو مناضليه فالذين ترشحوا من الحزب لم يرشحهم الحزب مباشرة وإنما رشحوهم مناضلو الحزب الوزراء والموظفون السامون ومدراء الشركات عينوهم على إثر تعهداتهم أيام المنافسة بين الحزب نفسه على ما يحصلوه (مناضلوه) من الوحدات.

 

فإذا كانت هذه العقوبة المذكورة ستطبق فإن يوم الخميس لن يحضره الوزير الأول ولا وزير آخر ولم يبق مسؤول كبير في منصبه لأن المواقع الموريتانية جزاهم الله خيرا لم يحجبوا الحقيقة عن الشعب فاستغلال الوزير الأول لحلفه المعروف وكذلك الوزراء و المدراء إلى آخر كل من له حلف معروف لدى الجميع  فجزى الله الحكومة خيرا على هذه الديمقراطية الوحيدة التي اكتسبنا منها حرية التعبير (الكتاب والمواقعَ) إلا أن هذا التسامح وصل بعضه إلى التصريح الذي لا تقبله الديمقراطية النظيفة المقننة.

 

فهذا التعميم الصادر اليوم من الحزب لم يحترم مشاعر الشعب الموريتاني القارئ وكله قارئ تقريبا فباستثناء الإنجازات التي قام بها الرئيس في هذا الوطن ولم يقل أي أحد إنها من تعليمات الحزب بل هي صادرة من ضميره هو حيث وفر كثيرا من الثروة الموريتانية كانت منهوبة من طرف رجال الأعمال وشيد بها كثيرا من البنى التحتية المادية والمعنوية ولم يستثن منها إلا الفقراء والأمن الداخلي مع إن ادارة هذا الأخير لم تبخل على الأمن الداخلي من انتعاشه من الانعاش إلى الوقوف على قدميه ليساهم بجدية في الحد من الجرائم إلا أنه لبعد إصابته مباشرة بالإهمال ما زال ينتظره الكثير وإن كان وقف على رأس الطريق الصحيحة.

 

أما الفقراء فما زالوا ينتظرون رئاستهم لتدر عليهم قبل سفرها إما بانخفاض أسعار أو إنشاء منشآت خاصة بهم حتى ولو سوقا للحوت.

 

أما مضمون التعميم الأخر فكاتبه لم يحترم مشاعر القراء فالذي ناضل في الحزب وحقق وحداته ووزع ليحث على التسجيل وهو الذي سوف يترأس الحملات هم الوزراء و الوزيرات دون غيرهم ومقابلهم من المدراء إلى أخره.

 

فالشعب لا يعرف عن الحزب إلا اسم رئيس الحزب والذي يعرف أنه هو والناطق باسم الحكومة عندما يريدان أن يردا عن الحكومة فلا يستعملان إلا ألفاظ غير المقبول سماعها من السلطات فالأكثر أن تكون تهديدا أو تهكما بمعنى تصريح من لا يملك أمر نفسه ويحتاط للإيقاع بالخصم.

 

أما الشعب الآخر فلا يظهر ولاءه للحزب إلا عند بداية استحقاق فيه توظيف أو تعهد بالتعيين، فلا محاضرة ولا توجيه ولا تدخل عند وقوع كوارث اجتماعية إلى آخر جميع النشاطات التي تقوم بها الأحزاب عند الضرورة اللهم إلا نشاط الولد الحراك الشبابي الذي احتيج له الآن هو وحزب الكرامة لترقيع تعهد مناضلي الحزب الوزراء والوزيرات.

 

ففدراليو الحزب ورؤساء أقسامه لا يعرفهم إلا الحزب في أوراقه أما مكتب الحزب مثل نواب الرئيس والمكلفين بمهام إلى آخره فلم يشاهد منهم نضالا يتميزون به، وباختصار فأنا لست معارضا ولا مواليا لأني لم أجد للمسلم هذه الصفة في الإسلام ولكني لم أكتب إلا ما أتيقن أني لم أرفع عنه قلمي حتى يكتب في صحيفتي وليست طبعا صحيفتي في فيس بوك ولكن في صحيفتي التي سوف أقرؤها بعد البعث من القبور بعد بعثرتها وأرجو من الله أن يجيرني من كتابة أي كلمة قصدي بها الضرر أو غمز أو لمز لأي مسلم وكل من يشهد ان لا إله إلا الله فهو مسلم عندي إلا كلمات عامة أريد بها الإصلاح، ولكن هذا الرأي وهو طلب تأخير الانتخابات استقرأت مصلحته من الشارع لأن أتباع الحزب الحاكم بعثروا أفكار المنتسبين عن طريقهم فلم تعد الانتخابات تمثل لعبة ديمقراطية ولكنها تمثل المثل الحساني: "اتراشيم بالگواديم" وذلك أفضل منه تحمل الحزب أي الرئيس و الوزراء للمسؤولية قبل فوات الأوان وحتى يشرف هو نفسه إذا كان موجودا بمعنى بأطره الذين لا يملكون وظيفة ويكونون على مستوى المسؤولية الضامنة للسكينة والهدوء و الاستقرار في البلد ولا داعي الآن للاستمرار في هذه العملية فالمنتخبون في الاستحقاق الماضي كادوا أن يشغلوا ذلك 10 سنوات أما التأخير شهرين أو ثلاثة مع وضع يد السلطة المباشر على هذا الشعب البدوي الذي ما زال حديث عهد بجاهلية السيبة فتطبيق اسم الديمقراطية فقط دون مزاياها في الحرية ونشر العدالة لا يصدر من مسلم يقرأ قوله تعالى {و اتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب}.

 

محمدو بن البار