على مدار الساعة

الآَمَالُ الخَمْسَةُ المُعَلّقَةُ علَى العَامِ الجَدِيدِ 2019.

30 ديسمبر, 2018 - 18:31
المختار ولد داهى - سفيرٌ سابقٌ

تستعد بلادنا لولوج العام الجديد 2019 بمناخ سياسي واجتماعي "شبه مضطرب" بفعل ظهور أشراط انتخابات رئاسية "غير مسبوقة" في سياقها ومَسَاقِهَا بالتاريخ السياسي الموريتاني وضغطِ تداعيات ظَرْفٍ اقتصادي مُسْتَبْشِرٍ تارة بثروة غازية "مَنْظُورَةٍ" وقَتُورٍ تارة أخرى بفعل تدهور أسعار الحديد و"الحالة غير الصحية" التي تعانى منها الشركة الوطنية للمناجم والصناعة.

 

 وفى هذا المناخ المَنْعُوتِ بِخَلْطَةٍ من التفاؤل والتشاؤم والترقب والتشوُفِ فكلى طموحٌ إلى أن يوفق بلدنا إلى تحقيق الآمال الخمسة التالية خلال العام 2019 الذي تفصلنا عنه ساعات معدوداتٌ:

 

أولا: تثبيتُ وتحصينُ الاستقرار السياسي والنموذج الديمقراطي الموريتاني: سَيِدُ آمال الموريتانيين - كل الموريتانيين - عام 2019 هو أن يتجاوز الموريتانيون "امتحان الاستحقاقات الرئاسية" في جو من الوفاق والهدوء ونظافة الانتخابات بما يضمن الاستقرار السياسي للبلد ويحصن "النموذج الديمقراطي" الموريتاني من الارتكاس ويعزز الحُلُمَ بموريتانيا رائدة في مجالي الديمقراطية والاستقرار السياسي على المستوى العربي؛

 

ثالثا: الإجماع على أولوية إصلاح اجتماعي غير تقليدي: لا أعتقد أن أحدا نَوّرَ قلبه يجادل في أن المتنافسين في الاستحقاق الرئاسي المنظور يجب أن يركزوا تنافسية مشاريعهم الرئاسية وبرامجهم الانتخابية على معالم إصلاح اجتماعي جريء، عاجل غير تقليدي يجِفُفُ روافد "الصدع الشرائحي" الذي يصنف رأبُهُ باعتباره أولى الأوليات و"سنامَ المستعجلات" والأمل معقود على تحقيق إنشاء "حلف فضول سياسي" بعد الانتخابات الرئاسية حول محاربة خفايا الاسترقاق وبقايا رواسبه؛

 

ثالثا: تطهيرُ السياسة من "المهاجرين غير الشرعيين": يجمع الموريتانيين على أن "سيل تمييع المشهد السياسي" قد بلغ الزبى وهم طامحون إلى محاربة تمييع الموسم السياسي الرئاسي المقبل من خلال سن قوانين جريئة تُطَهِرُ المشهد السياسي من "جحافل المهاجرين غير الشرعيين" إلى الفضاء السياسي من التجار والوسطاء و"غير المصنفين" و"المناقير البيضاء" و"الكِعَابِ الحمراء"...

 

والأمل كبير في أن يتم ترفيع الجدل السياسي الوطني خلال الموسم الانتخابي الأكبر عام 2019 بما يحيل أغلب المهاجرين / المهرجين الموصوفين بالفقرة أعلاه إلى سلات المهملات السياسية والاجتماعية.

 

رابعا: انتعاشٌ اقتصادي "نظيف": تشير التوقعات الاقتصادية إلى تحقيق نمو اقتصادي قد يزيد على 5%سنة 2019 والأمل معقود على أن يكون نمو 2019 وما بعدها نموا نظيفا، والمقصود بالنمو النظيف النموُ الخِلْوُ من كل الشبهات والمنغصات الموجه أساسا إلى التمييز الإيجابي لصالح الشرائح والمناطق الأقل حظا وإلى ترفيع كم وكيف التعليم وإلى التشغيل الأمثل للشباب عموما والشباب الذي أفنى ربيع عمره في تحصيل الشهادات العليا خصوصا؛

 

خامسا: توطيد مكتسب "التحصين الأمني" من مخاطر الإرهاب: لا مراء في أن مكتسب تحصين بلدنا من مخاطر الإرهاب هو "سنام" مكتسبات العشرية الأخيرة.

 

والأمل معقود على أن يتم تأمين هذا المكتسب خلال عام 2019 من خلال مواصلة "سياسة القبضتين": "القبضة الحديدية" ضد الإرهاب الوافد من خارج الحدود و"القبضة الحريرية" اتجاه الشباب المتواجد داخل الحدود المعروف منه وغير المعروف "الحامل" و"الناقل" للفكر المتطرف وذلك عبر محاور ثلاث أولُها تكرار تجارب الحوار مع العلماء، وثانيها مزيدُ الاهتمام الرسمي بالشأن الإسلامي، وثالثُها تناغم السياسة الخارجية مع شواغل الأمة الإسلامية بفلسطين وبكافة مناطق اضطهاد المسلمين عبر العالم.