على مدار الساعة

"من أجل موريتانيا": حالة البلاد مشابهة لتلك التي استنهضتنا 2008

26 يناير, 2019 - 12:04
رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر وعضو منسقية تنظيم من أجل موريتانيا محمد بابا سعيد خلال كلمته في افتتاح المؤتمر (الأخبار)

الأخبار (نواكشوط) – قال "تنظيم من أجل موريتانيا" إن حالة البلاد الحالية مشابهة لتلك التي استنهضت أعضاءه في العام 2008 عقب الانقلاب العسكري، وذلك بعد عشر سنوات مما وصفه التنظيم بـ"الانتكاسة التي ضربت الديمقراطية الموريتانية"، مؤكدا أنهم قرروا "تلبية النداء واستئناف الأنشطة".

 

وأكد ولد سعيد أن تنظيم "من أجل موريتانيا" على "يقين أن الاستحقاقات القادمة ستكون مصيرية بالنسبة للديمقراطية وللموريتانيين بشكل عام"، مضيفا أنها تشكل "فرصة فريدة على جميع القوى السياسية في البلاد أن تغتنمها، وسيكون مفتاح النجاح في تنظيم التناوب بشكل سلمي ومرن وسلس دون أي نزاعات أو مهاترات طبقا - بطبيعة الحال – لمقتضيات الدستور".

 

وأضاف ولد سعيد أن تنظيم "من أجل موريتانيا" سيساهم "في ترسيخ الديمقراطية خلال فترة ما قبل الانتخابات"، كما سيشار في "تحسيس المواطنين من أجل إقناع أكبر عدد منهم بأداء واجبهم الانتخابي داخل وخارج البلاد".

 

 

وقال رئيس اللجنة التنمية لمؤتمر "من أجل التناوب السلمي والسلس على السلطة في موريتانيا" وعضو منسقية التنظيم محمد بابا ولد سعيد إن التنظيم الذي كان وليد التفاعلات والتوترات التي شهدتها البلاد على إثر الانقلاب العسكري، مردفا أن التنظيم قرر تنظيم هذا المؤتمر في موريتانيا، كما سينظم في شهر مارس المقبل ندوة كبرى في عاصمة أروبية من أجل لفت انتباه العالم أكثر، وتسليط الضوء على الأوضاع في موريتانيا.

 

ورأى ولد سعيد أن المجتمع الموريتاني يعيش حالة من التصدع في ظل نزعات خطيرة تغذيها وتقف وراءها جهات خارجية مشبوهة، مردفا أن البلاد أصبحت سخرية أمام الأمم الأخرى "نتيجة استمرار بعض المظاهر البدائية المتجاوزة، إذ نحمي وننمي الاسترقاق، ونقمع ونسجن المناضلين المدافعين عن حقوق الإنسان".

 

وأضاف ولد سعيد في خطاب افتتاح المؤتمر بنواكشوط وبحضور عدد من قادة المعارضة: "إننا نترك على الهامش، وفي مآسيهم اليومية أطيافا واسعة من مجتمعنا، وأزيد من نصف القوى الحية الوطنية".

 

ورأى ولد سعيد أنه إذا "كانت الدولة الموريتانية غير مسؤولية بالضرورة عن الرق، فإننا جميعا مسؤولون عن استمراره، والدولة مسؤولة أكثر من غيرها، إذ إنها الوحيدة التي بوسعها إجراءات بهذا الخصوص".

رئيس مكتب "من أجل موريتانيا" في نواكشوط محمد الأمين ولد الفاظل خلال كلمته في افتتاح المؤتمر (الأخبار)

 

واعتبر ولد سعيد أن الجدل اللغوي بخصوص الرق ومخلفاته ليست له أي قيمة معتبرة، بل يعكس التخبط والتردد المدان، والذي لا يعدو كونه شكلا من التواطئ والمباركة، مضيفا أن المآسي التي تخللت ما وصفه بسنوات الجمر ما تزال تطارد البلاد وتعيق مسارها، إذا لا تزال الجروح مفتوحة، ولا يزال العديد من الضحايا مجهولي المصير مع غياب أي محاسبة أو تعويض. يقول ولد سعيد.

 

وشدد ولد سعيد على ضرورة وجود إجماع بشأن قواعد اللعبة بين الفرقاء السياسيين، مردفا أن هذه القواعد يجب أن تكون واضحة ومقبولة من طرف الجميع.

 

وبخصوص الانتخابات، قال ولد سعيد إن تنظيم من أجل موريتانيا يرى ضرورة "مراجعة وتحيين اللوائح الانتخابية مع الابتعاد عن جميع أساليب التضييق، والسعي إلى منع الموريتانيين من التسجيل بطرق ملتوية وتمييزية".

 

كما يطالب "بفتح أكبر عدد من مكاتب التصويت حيثما وجد أزيد من 100 ناخب"، إضافة لضمان مراقبة الانتخابات، من خلال فتح المجال الانتخابي أمام المراقبين الوطنيين والدوليين مع التسهيلات  والتشجيعات التي تزيد من مصداقية الانتخابات، والعمل على بث ثقافة التصويت النزيه والشفاف في السكان".

 

كما دعا التنظيم لاتخاذ إجراءات ترمي إلى التهدية، وخلق مناخ من الثقة المتبادلة، معتبرا أن ذلك يمر بتشكيل لجنة مستقلة للانتخابات مزودة بالوسائل الضرورية.

 

وبدأ المؤتمر بكلمة افتتاحية مع رئيس مكتب نواكشوط محمد الأمين ولد الفاظل استعرض خلالها الظروف التي نشأ فيها التنظيم بالنسبة لموريتانيا بعيد الانقلاب العسكري 2008، لافتا إلى أن موريتانيا تعيش الآن وضعا مشابها لذلك الوضع.

 

وأشار ولد الفاظل إلى المشاركين في المؤتمر سيتوزعون على ورشات تناقش مجالات مختلفة تتعلق بالانتخابات وشفافيتها، وبدور الشباب في المرحلة الراهنة، إضافة لدور المؤسسة العسكرية، وغيرها من المواضيع.