على مدار الساعة

شهادة وتعليق

21 فبراير, 2017 - 21:01
الشيخ محفوظ ولد إبراهيم فال

هذا تعليق علقت به على تغريدة ﻷحد الإخوة كتبها بمناسبة قرب مؤتمر حزب التجمع الوطني للإصلاح  والتنمية(( تواصل )) الذي سيغادر فيه رئاسته الأستاذ محمد جميل.

 

وفاء للرجل وعرفانا لجميله وإبرازا للخير وتنويها به يمثل كل ذالك إشاعة الفضل والقيم اﻷخلاقية قبل أن يكون مدحا لفلان أو إطراء لعلان  ومن المعروف أن مدح الأشخاص والثناء عليهم من أهم أساليب الدعوة للمبادئ التي يقتنعون بها و اﻷخلاق التي يجسدونها وذالك أمر معهود في شرعنا وفي ثقافة كل اﻷمم الراشدة.

 

 محمد جميل منصور نعمة من الله علي اﻷمة عموما وعلي الشعب الموريتاني خاصة وعلي اﻹسلاميين بشكل أخص وهبه الله ملكات قيادية نادرة عزيزة في كل زمان وفي هذا الزمن خاصة..

 

أهمها التصور الصحيح للحقائق والقدرة الفائقة علي إدراك أبعادها دون تضخيم وﻻتحجيم مع بديهية في التعبير عنها وحسن اﻷداء في توصيلها للعامة قبل الخاصة دون تهويل وﻻتهوين وفطنة ﻻ يخدع صاحبها وﻻيمكر وﻻيفجر، يمتاز بسعة اﻹطلاع والفقه العميق والقراءة الدائمة التي ﻻيشغله عنها شيء والتوازن الغالب وطهارة السيرة والتجرد والشفافية رغم كثرة المشوهين المتقولين المغرضين ممن ﻻيعدلون في الخصومة وﻻيشرفون في المنافسة..

 

وﻻيقدر الرجل حق قدره إﻻ من يعلمون الرجال والتفاوت بين القيادات وعزة الكمال في الرواحل ومن أنعم الله عليهم بسلامة الصدر واﻹعتراف بالجميل ويزنون بميزان العدل الذي يرجح الحسنات الوافرة علي اﻷخطاء النادرة العابرة (( وإنما يعرف الفضل من الناس ذووه ))

  تقبل الله منا ومنه وزادنا وإياه من فضله وأعان من يأتي بعده وثبتا جميعا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي اﻵخرة

وقد تصدق عليه المقولة (( لقد أتعبت من جاء بعدك))

تجاوز بمشروعه ويالعمل السياسي عقبات جمة ومحطات حرجة وعاني الكثير من محبيه ومناوئيه مما يعانيه القادة من أمثاله الذين يدفعون ضريبة سبقهم لزمانهم وسعة التفاوت بينهم ومعاصريهم،

ومن المهم جدا تنحيه عن رأس الحزب ليعمل في مواقع أخري تحتاجه ويصلح لها.. تقريرا للمؤسسية وتجريدا للقانون وسدا للذريعة وتقديما للمصلحة اﻹستراتجية علي اﻹستفادة اﻵنية ولوﻻ ذالك لكان أولي الناس بالتجديد وأحقهم بالتمديد لما يترك من فراغ يصعب سده ولما يمتلك من كفاءة يعز اﻹستغناء عنها في الرئاسة،

نحسبه كذالك وﻻنزكيه علي الله.. شهدنا فيه بما علمنا ﻻبما سمعنا وبما خبرنا ﻻبما ظننا

وأمثالنا في ذالك كثر أتذكر أني زرت مرة الدكتور محمد عبد الله بن محمد اﻷمين الشنقيطي (( آب ولد اخطور ))  أستاذ التفسير بالمسجد النبوي الشريف حفظه الله تعالي في بيته بالمدينة المنورة وجميل يومها في السجن وأثنى عليه كثيرا وبكى ومما أتذكر من حديثه (( جميل كاسمه )) فأكبرت الشاهد والمشهود له .