على مدار الساعة

يدا بيد سنبقى..

4 أبريل, 2019 - 18:55
الإمام عبد الله صار ـ الأمين العام لجمعية يدا بيد

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه واستن بسنته إلى اليوم الدين

أيها الإخوة أيتها الأخوات،

دعاة الأخوة والمحبة والتعايش

رعاة وبناة الوحدة الوطنية

أستميحكم في استعارة انتباهكم لحظات، وفي نيل اهتمامكم الكريم، ونحن على أبواب سادس مواسم الأخوة، وجوهرة جديدة في عقد مهرجان عمل جمعيتكم المباركة جمعية الأخوة والمحبة والتعاون والتعاضد، جمعية "يدا بيد" للثقافة والعمل الاجتماعي.

 

إن هذه الجمعية التي شكلت – بحق واقتدار – أحد عناوين وحدة هذا الشعب المسلم، وتحابب وتلاحم مختلف مكوناته، هي نتيجة جهد خرج من عتمة الظلم، وغياهب التباغض، لا ليلعن الظلام، وأن يسب الظلمة، وما أكثر من يكتفون بذلك، وإنما ليضيء شمعة، ويلاقي أياد كثيرة ممتدة للتلاحم، ويزاحم عقولا متنورة لتكون الثمرة ما شاهدتموه، وشاهده الشعب الموريتاني خلال مواسم وأنشطة الجمعية المختلفة.

 

لقد جاءت الجمعية من رحم الأحداث الأليمة التي عرفتها موريتانيا نهاية عقد الثمانينات، والتي خلفت جروحا غائرة، وآلاما مبرحة، أردنا ومعنا خيرون كثر أن تكون منطلقنا لعمل متعدد الأبعاد، هدفه مد وشائج المحبة، وأواصر الإخاء، وجسور التعاون بين مختلف مكونات الشعب الموريتاني المسلم.

 

أخذت الجمعية خلال عقدها الأول طابعا عاما نشط فيه إخوة وأخوات أخيار، قبل أن يرخص القائمون عليها جمعية "يدا بيد" في العام 2007، ومعها وبطواقمها المتميزة عرف العمل قفزات نوعية.

 

أجزم أنكم، تتذكرون أول محطة، وأول موسم، وكان تحت ظلال الآية الكريمة المبينة لحكمة التنوع شعوبا وقبائل {لتعارفوا}، وكنتم في الموعد ولبيتم الدعوة مشكورين، ثم خطونا في موسم الثاني خطوة أخرى "من اجل مجتمع العدل"، وكنت على العهد، وفي الموعد.

 

وجاء الموسم الثالث، ليرفع شعار "من أجل جيل الأخوة"، فيما عاد الموسم الرابع لظلال القرآن في رحلة تدبر لآيات الله في تنوع خلقه، وحكمته في اختلاف الألوان والألسن، حيث حمل الموسم شعار: {واختلاف ألسنتم وألوانكم"، وكانت ثمرة المواسم الأربعة هو ما جسدتموه في الموسم الخامس من خلال حمل الحديث الشريف "حتى تحابوا" شعارا له، فتحاببتم وبحمد الله تآلفتم.

 

فتعالوا بنا الآن #لنعش_إخوتنا، معا، أبدا، ما بقينا، عهدا نقطعه على أنفسنا، ولنتوجه جميعا لسلطاتنا المحترمة أملا في أن تراجع الخطوة التي أقدمت عليها، والتي بلا شك كانت خطئا، لأن واجب السلطات تجاه الجمعية هو الدعم، والتشجيع، والمساندة والتكريم.

 

لقد كانت جمعيتكم "يدا بيد" – وستظل بحول الله تعالى – المجلى في محاربة الكراهية، وفي نشر المحبة، ومد جسور التآخي والتلاقي والتعاون بين أبناء هذا الشعب، وقد وجدت لتبقى وتتعزز، لأنها شجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء، وخير شاهد على ذلك هم عشرات الآلاف من الشعب الموريتاني الذين التفوا حولها، وحضروا أنشطتها، وقدموا لها الدعم والمساندة بأنفس طيبة، وأياد كريمة.

 

نؤكد لكم جميعا أن مسيرة الأخوة والمحبة والتعاون لن تتوقف، وندعوكم جميعا كل من موقعه للمساهمة في هذه المسيرة قدر جهده، والمساهمة بما يستطيع في بناء جسور الإخاء الإيماني، ومد أياد التعاون، وتعزيز التلاقي بين مكونات هذا الشعب الطيب المسلم المسالم.

 

ندعو الجميع للوقوف مع الجمعية من أجل التراجع عن قرار إغلاقها، وضمان مواصلة رسالتها، بل ودعمها وتشجيعها.

 

وقبل أن نختم هذا البيان نقول إن الأخوة واجب ديني، وضرورة واقعية، وقناعة وإرادة هذا الشعب، وقدر ومستقبل هذا البلد، {والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون}، و{ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله}.