على مدار الساعة

مجلس الأمن: قراءة في قرار

3 مايو, 2019 - 16:54
يحيى ولد أحمدو ـ كاتب صحفي

التأم مجلس الأمن منذ يومين لمناقشة تقرير جديد للأمين العام للأمم المتحدة يتعلق بقضية الصحراء الغربية التي أصبحت موضوعا حاضرا بقوة بصورة دائمة بأجندة هذا الجمع الأكثر قوة في العالم وذلك منذ سنة حيث أصبحت ولاية البعثة الأممية للاستفتاء في الصحراء الغربية لمدة ستة أشهر فقط تقدم خلالهما إحاطات بتطورات القضية.

 

تقول الفقرة من القرار: "وإذ يعترف المجلس بالدور الهام الذي تؤديه البعثة على أرض الميدان وبضرورة قيامها بتنفيذ ولايتها كاملة بما في ذلك دورها في دعم المبعوث الشخصي بهدف التوصل إلى حل سياسي مقبول من الطرفين" في هذا إشارة لتفعيل دور البعثة كأداة سياسية بدل ما يحاول المغرب تقليص دورها في الجانب العسكري فقط.

 

قدم الأمين العام كالعادة تقريره الذي يحاول الإحاطة بجوانب القضية وتسيير البعثة الأممية للاستفتاء في الصحراء الغربية وملاحظاتها على سير وقف إطلاق النار وهل لاحظت خروقات أو أي ملاحظات يمكنها أن تكون مؤشرا على احتمال زعزعة عملية وقف إطلاق النار تقول الفقرة من القرار: "...في هذا الصدد من التقييم الذي خرج به الأمين العام في ١ نيسان/ إبريل ٢٠١٩ وهو أن الحالة في الصحراء الغربية مازالت هادئة نسبيا في ظل وقف إطلاق النار واحترام الطرفين لولاية البعثة".

 

التقرير في مجمله لصالح الصحراويين فهو يتمسك بقوة بعملية تقرير المصير كأساس لأي حل لهذه القضية التي تعتبرها الأمم المتحدة قضية تصفية استعمار تقول الفقرة من القرار: "...إذ يؤكد من جديد التزامه بمساعدة الطرفين على التوصل إلى حل سياسي عادل ودائم ومقبول للطرفين على أساس من التوافق يكفل لشعب الصحراء الغربية تقرير مصيره في سياق ترتيبات تتماشى مع مبادئ ميثاق الأمم المتحدة ومقاصده". ومن المعروف أن ميثاق الأمم المتحدة مبني على أفكار التحرر وهي لبه ومقصده الذي أسس عليه.

 

كما يطالب المنتظم الدولي بمزيد من الجدية في إنهاء معاناة الشعب الصحراوي وتقديم المساعدات اللازمة له في ظروف اللجوء الصعبة التي فرضت عليه منذ ما يزيد على أربعة عقود من الزمن يقول القرار في الفقرة: "إذ يلاحظ المجلس بقلق بالغ استمرار الصعوبات التي يواجهها اللاجئون الصحراويون واعتمادهم على المساعدة الخارجية. إذ يسلم أن الوضع القائم ليس مقبولا وإذ يلاحظ كذلك أن إحراز تقدم في المفاوضات أمر أساسي لتحسين نوعية حياة شعب الصحراء الغربية في جميع جوانبها".

 

الفقرة ١٤ تقول: "يحث المجلس الدول الأعضاء على تقديم تبرعات جديدة وإضافية لتمويل البرامج الغذائية التي تكفل تلبية الاحتياجات الإنسانية للاجئين على نحو واف".

 

كما أن الدعم الواضح في القرار من المجلس للأمين العام ومبعوثه الشخصي الرئيس الألماني السابق ولمخططهما للتسوية عن طريق المفاوضات هو موقف مهم للشعب الصحراوي لأنه من المعروف أن المغرب يسعى دائما لبقاء الحال كما هو. تقول الفقرة ٣ من القرار: "يعرب المجلس عن دعمه الكامل للجهود المستمرة التي يبذلها الأمين العام ومبعوثه الشخصي للحفاظ على عملية المفاوضات الجديدة بغية الوصول إلى حل مسألة الصحراء الغربية".

 

لا شك أن القرار الجديد له ما له وعليه ما عليه بالنسبة للشعب الصحراوي ولكن يحسب له أنه اسقط تماما الخطة المغربية بعدم ذكرها نهائيا كما أورد عبارة شعب الصحراء الغربية مرات عديدة وهو ما يوضح بجلاء ما ورد في حكم المحكمة الأوربية من أن الصحراء الغربية والمغرب إقليمان متمايزان لكل منهما مميزاته الخاصة به وشعبه.

 

عادة يكون تقرير الأمين العام الذي يكتب أكثره مبعوثه الشخصي أرضية للقرار الذي يصدر عن المجلس في ختام نقاشه للموضوع وهما معا التقرير والقرار يحاولان دائما أن يعطيا كل طرف خيط يربطه بالتمسك بالمفاوضات ويستدرجه أكثر، صحيح أن هذا كان دائما على حساب الحق والعدل حيث أن الشعب الصحراوي هو الذي تستغل أرضه وتنهب خيراته ويعيش مشتتا بعيدا عن وطنه ومن بقي منه بالوطن يعيش جحيم الاستعمار والتعنيف والتنكيل لكل مناضل أو مناضلة رفضت الوضع وعبرت عن دعمها لحق شعبها في الحرية والاستقلال .

 

ورغم كل هذا الوضع الصعب الذي يعيشه الشعب الصحراوي بين سندان الاستعمار البغيض ومطرقة تواطؤ بعض القوى الغربية معه يواصل الشعب الصحراوي نضاله بشموخ محققا المكاسب يوما بعد يوم متمسكا بأم مكاسبه وهي الدولة الصحراوية التي تشق طريقها بين الأمم وتتربع على مكانتها المرموقة في الاتحاد الإفريقي الذي يعتبرها آخر مستعمرة في افريقيا ويناضل عنها في كل المحافل الدولية مبينا الظلم الذي يتعرض له الشعب الصحراوي وتواطؤ القوى الاستعمارية ضده وقد ابدع ممثل جنوب إفريقيا في مجلس الامن حين لفت الانظار بصورة جلية الى وضوح اليد الاستعمارية على الملف الصحراوي بالامم المتحدة حيث تعد مسودة القرار الاممي عادة الولايات المتحدة في لجنة تعرف باصدقاء الامين العام للصحراء الغربية وهي : فرنسا والولايات المتحده الامريكية واسبانيا والمملكة المتحدة وروسيا في غياب الشعب الصحراوي او اية دولة افريقية في مسألة تتعلق اجمالا بافريقيا ، لاشك أن هذا يوضح بان نضال الشعب الصحراوي من اجل التحرر والاستقلال هو ضد الغرب الاستعماري وخاصة فرنسا واسبانيا ومخططاتهما في المنطقة، ولكن بالإرادة والصمود والتضحية سيهزمون امام عظمة وشموخ وبسالة الشعب الصحراوي.