على مدار الساعة

كيف أعمل مع محمد ولد بعمات حيث التقدير يفوق التعبير؟

14 يوليو, 2019 - 01:07
محمد بن حد الملقب اللال

لقد وجدتني، طيلة فترة مرضي هذه، وأنا أفكر - تحت العناية المركزة التي يشملني بها أخي وصديقي محمد بعمات - كيف أستطيع أن أعبر له عن مدى امتناني، وإكباري  لشخصه المتفرد في كرمه وفضله؟

 

وللأول مرة أفهم حقيقة عجز الكلمات عن التعبير، وتقصيرها عن أداء معانيها، حين تشحنها الأفعال بحمولة إيجابية أكبر وأعظم من حمولة الألفاظ والأقوال؛ فالأخوة، والصداقة، والمحبة، والمودة، والكرم، والنبل، والتضحية، والفداء، والمواساة... كلها منظومة تشكل صرح العلاقة العظيمة الاستثنائية التي ربطت بيننا، والتي كنت أنا فيها هو الطرف الرابح، المحظوظ، بأخ لم تلده لي أمي، لكنه كان لي أقرب، من كل قريب، وأحب إلي من كل حبيب، وأكرم من كل كريم...

 

أخي العزيز بعد اعترافي المبدئي بفراغ اللغة (وإن كنت لا أحسنها بما فيه الكفاية) من دلالاتها في التعبير عن شعوري، وتصوري لطبيعة علاقتك بي، وأفضالك علي، أجدني في هذه اللحظة مضطرا لمكاشفتك باعتراف، واعتذار واجبين، فالحقيقة أني كنت منذ فترة طويلة أعرف طبيعة مرضي، وحجم تداعياته، وضرورة التعجيل بعلاجه، لكن معرفتي بعطفك علي، وكرمك غير المحدود مع الناس عامة، ومعي خاصة، جعلني أشفق من صدمتك بحقيقته، وأخجل من زيادة تكليفك، نظرا لتحققي من استعدادك الدائم، للوقوف معي.. في السراء والضراء.. عبر رحلة مودة لم تشوش عليها، تقلبات أمزجة البشر، وتلونهم بتلاوين المصالح المتغيرة... في هذا الزمن الرديء...

 

وبعد امتعاض الطبيب من تأخيري للشروع في العلاج، وبعد اطلاعك على ما لا بد من معرفتك إياه، كنت عند الظن، وفوقه، لو كان فوق حسن ظني بك فوقٌ.. وهنا يكاد الدعاء هو الآخر يكون قاصرا عن شحنة ما أرجوه لك، لولا أن الله جل وعلا مطلع على كل ما تخفي الصدور، وقادر وحده على ترجمته مواهبَ ومنحا ونعما يغدقها عليك، أينما كنت، وكيفما كنت، ولولا أن النبي الرحمة، ورسول الخلق العظيم، خفف علينا مؤونة المجازاة المستحيلة، لمن بالغ في الإحسان علينا، حين أخبرنا أن من قال لمن أحسن إليه "جزاك الله خيرا"، فقد بالغ في الثناء، فجزاك الله كل خير، ووقاك كل ضير، في الدارين، ورزقك عمرا مديدا، وعيشا سعيدا، ونصرا وتوفيقا... فربنا وحده القادر على مجازاتك ومكافاتك... دمت لنا بكل خير.