على مدار الساعة

نهائي السنغال والجزائر وانتصارات المدرب المحلي

18 يوليو, 2019 - 11:51

الأخبار (نواكشوط) يخوض المنتخب الجزائري الجمعة مباراة  الحلم مع نظيره السنغالي في نهائي كأس الأمم الإفريقية وذلك بعد أن استطاعا وبكل جدارة تخطي كل العقبات التي واجهتهما في طريق النهائي تحت قيادة مدربيهما المحليين الجزائري جمال بن ماضي والسنغالي اليوسيسىيه بعد جهد كبير بذلاه أعادا إلى الأذهان قيمة المدرب المحلي في قارة أغلب منتخباتها تقع مرتعا المدرب الأجنبي.

 

بعد أن صنع مجده في قطر وفاز بألقاب محلية وقارية هاهو المدرب الجزائري وفي فترة   وجيزة يضيف نجاحا في سجله التاريخي مع الخضر ويحقق ما عجز عنه أجانب كثر تعاقبوا على تدريب محاربي الصحراء.

 

ووضع الاتحاد السنغالي ثقته في المدرب الذي خدم المنتخب كلاعب فلعب أول كأس عالم للمنتخب 2002. وأحرز معه وصافة الأمم الإفريقية نفس السنة ليعود ويقود بلده كمدرب للتأهل لكأس العالم الأخيرة في روسيا للمرة الأولى منذ 2002. وهو الآن قريب من تحقيق الحلم الذي ظل يراود كل السنغاليين لسنوات وسنوات.

 

المواجهات...

استهل المدرب الجزائري مشواره في المنافسات  الإفريقية بفوز مستحق بهدفين لصفر على كينا التي تقبع تحت سيطرة المدرب الفرنسي سيباستيان وبعد تخطيه دوري المجموعات بالصدارة والعلامة الكامة  بفوزه على السنغال وتنزانيا أبى بن ماضي إلا أن يزيد من معاناة الأجنبي  وافتتح مواجهاته في دوري خروج المغلوب بالإطاحة بالمدرب البلجيكي(بول بوت) الذي يتولى قيادة الجهاز الفني لمنتخب غينييا ليخطو خطوته الأخير إلى النهائي على حساب مدرب نجيريا(غيرنو رور)  ألماني الجنسية بضربات التجيح.

 

أما المدرب السنغالي فقد خاض معركة تحريرية ضد المستعمر الفرنسي بالخصوص وهذه المرة ضد الاستعمار الكروي في افريقيا، فأطاح بأربعة منتخبات يقودها فرنسيون بدء بكينيا في دوري المجموعات ومرورا ب أوغندا وبنين في دوري ستة عشر والثمانية تواليا وانتهاء بالمنتخب التونسي الذي فازعليه في نصف النهائي بهدف دون رد.

 

لمساتهما الفنية..

 

تفوق المدرب الجزائري فنيا على جميع المنافسين حتى الآن ولا أدل على ذلك مما يترجمه اللاعبون من نتائج كلها إيجابية صاحبها أداء خرافي ورح وطنية عالية في المباريات التي لعبها في البطولة الإفريقية.

 

اعتمد بن ماضي في الغالب على الشكل التكتيكي(4-1-4-1) ولكن ما يميز المدرب عن سابقيه هو فرض السيطرة داخل الملعب والضغط  العالي على حامل الكرة أينما كان ومن أي لاعب كان فمحرز صاحب النزعة الهجومية لا يتوانى في تقديم المساندة الدفاعية  لزميله المتألق يوسف عطال في الجانب الأيمن.

 

ومما يحسب للمدرب ثقته باللاعب المحلي  فاستنجد بلبلايلي لاعب الترجي التونسي الذي قدمه المدرب واختاره للجانب الأيسر على ياسين ابراهيمي اللاعب المحترف في صفوف بورتوالبرتقالي والذي يقدم مجهودات دفاعية وهجومية استثنائية مع المنتخب.

 

كل الإحصائيات تصب في مصلحة بن ماضي ففريقه لم يخسر مباراة واحدة في البطولة وهو الأكثر تهديفا (12 هدف) وهو الأفضل بدنيا حيث سجل أربعة من أهدافه في الشوط الثاني منها هدف الفوز على نيجيريا الذي سجله محرز في الدقيقة الخامسة والتسعين.

 

في الجانب الآخر تبدو لمسات المدرب السنغالي أقل مردويدية مقارنة بمدرب الجزائر وبالرغم من أن للمنتخب أرقاما سلبية ( خسر في المجموعات أمام الجزائر فاز في جيمع مبارياته في الأدوار الإقصائية بهدف وحيد مما يعني أنه يعاني هجوميا ) إلا أنه  قدم أداء لافتا ولعب أدوارا دفاعية استثنائية  فلم يستقبل إلا هدفا وحدا طيلة البطولة.

 

الصراع ...

 

 شارك في البطولة الإفريقية المقامة في مصر عشر منتخبات بقيادة محلية مقابل أربعة عشر منتخبا بقيادة أجنبية ويعد المدرب المصري حسن شحات الأكثر تتويجا بالبطولة فتوج ثلاث مرات متتالية الفترة 2006-2008-2010. وآخر تتويج محلي من نصيب المدرب النجيري 2013.

 

الصراع على اللقب الأغلى إفريقيا انحصر هذه المرة داخليا بالنسبة للمدربين فهذا النهائي مختلف تماما عن النهائيات السابقة  والمتواجد في نهائي البطولة مدربان محليان، فما فشل فيه المنتخب المغربي والتونسي والموريتاني.... تحت قيادة الفرنسيين والمنتخب المصري مع المكسيكي (خافير أغيري)والغيني صحبة البلجيكيي(بول بوت) والمنتخب النجيري تحت قيادة الألماني(غيرنو رور) وجنوب إفريقيا التي استنجد بالأسكتلندي (استوارت باكست) والمنتخب الأنكولي الذي على رأس جهازه الفني المدرب الصربي (فاسيلفيتش)  حققه المدربان الجزائري والسنغالي مع منتخبي بلديهما فوصلا للنهائي فهل سيرجح هذا السيناريو كفة المدرب المحلي على حساب  الأجنبي في القارة الإفريقية ويتم الاهتمام بإعداد المدرب المحلي و الاعتماد عليه بدل المدرب الأجنبي الأكثر تكلفة والمفتقد للوطنية أم أن الأمر سيستمر على حاله في القارة الإفريقية؟