على مدار الساعة

فيضان سيليبابي .. وأسئلة المستقبل؟

29 أغسطس, 2019 - 19:54
عيسى الطالب عمار - صحفي

لم تغمر مياه "فيضان سيليبابي" أحياء المقاطعة والقرى التابعة لها، وتحولهم بين عشية وضحاها إلى مشردين بلا مأوى، بل أعاد هذا الفيضان إلى الواقع أسئلة تبدو الإجابة عليها أكثر إلحاحا من ذي قبل، وتساعد في الاستعداد لمثل هذه الظروف.

 

ليس هذا الفيضان  الأول من نوعه في البلاد، لكن ربما يكون أكثرهم تأثيرا إذا ما أخذنا حجم الوفايات مقارنة بفيضان الطينطان 2007 وامبود وسيول عين أهل الطائع 2017 .. وغيرهم، وإن كان من الناحية المادية لم يتم بعد تقييم حجم الأضرار ولم تتوفر لنا معطيات بشأنها.

 

من بين الأسئلة التي تقفز للذهن بعد هذا الفيضان هي متى تكون الدولة قادرة على التدخل في مثل هذه الكوارث بالسرعة المطلوبة؟.

 

 هل ستحفز هذه الكارثة السلطات على إنشاء مركز للطوارئ وإدارة الأزمات ويمنح الوسائل والإمكانات والصلاحيات بالتدخل دون انتظار "السلحفاة" المسماة بالحكومة، وإجراءاتها البيروقراطية ؟.

 

ثم إن سؤالا جوهريا آخر لابد أن يطرح إذا كانت الحكومة تنظر فعلا للمستقبل بوعي حقيقي، فالأزمات عادة تكون فرصة لتقييم الواقع والتخطيط للمستقبل مستفيدين من الاخطاء السابقة، والحكومة مطابلة بطرح هذا السؤال والإجابة عليه، هو هل هناك إمكانية مراجعة تخطيط المدن وإعمارها بطريقة تلائم التضاريس والبيئة الموجودة فيها؟.

 

كل السيول والامطار التي تزيد عن المنسوب الاعتيادي تظهر أن البنى التحتية في كل المدن بما فيها العاصمة لم تكن منشأة وفق مخطط  مدروس، وربما توحي بعمليات خيانة وفساد اكتنفت ظروف إنشائها، فهل ستكون هناك آلية رقابة حقيقية ومحاسبة المسؤولين عن إنشاء الطرق وبناء الجسور، وصيانتها؟.

 

في انتظار أن تجيب الحكومة في الأشهر والسنوات القادمة على هذه الأسئلة، لا بد أن ندرك أنه في مثل هذه الظروف يجب أن يكون هناك استعداد حقيقي وقدرة على التحرك، وطمأنتة الناس، وهذا للأسف ما فشلت فيه هذه الحكومة وإعلامها.

 

ثم إننا لانتوقع أن حزبا مثل تواصل أقوى من دولة كاملة بوسائلها وإمكاناتها حيث استطاع أن يصل قبلها للميدان ويقدم ما أمكن من مساعدات عينية ومواساة للمتضررين، في حين انتظرت الحكومة أكثر من 24 ساعة لتطلق قافلة  ويصل مبعثوها!.

 

ولكي نكون واقعيين أكثر هناك أدوار في مثل هذه الظروف تقطع على عاتق منظمات المجتمع المدني والجمعيات الخيرية، ورجال الاعمال، فمن واجب هذه المنظمات أن تفتح مجالا للتبرع وتنظيم قوافل إغاثة لتغطية بعض النواقص وتكميل الدور الحكومي مستفيدة من قدرتها على الوصول للعمق.

 

على كل حال مالم نكن مستعدين لأسوء الظروف، وقادرين على التخطيط  والاحتياط  سنظل دائما نشرب من نفس الكأس، ونعيش نفس المعاناة، وقد آن الأوان أن نعيد النظر في واقعنا ونقلع عن إدمان الفشل.