على مدار الساعة

كلمات في حق فقيد المهنية والصدق

30 سبتمبر, 2019 - 17:44
المرحوم محمد فال ول لكويري

رحم الله فقيد الإعلام الصحفي الكبير والأمين العام السابق للجمعية الوطنية الفاضل محمد فال ول لكويري بعدَ أن راحَ إلى ريحِ الله وريحانِه.

كان رحمه الله مثالا للصِدق والإخلاص والنزاهة والإستقامة والأخلاق الفاضلة وكان متصدِقاً رحيماً بمن هم أضعف حالاً وكان من الأقلام النادرة خدَم صاحبة الجلالة بجلال وكبرياء الفارس القوي المقتَدر،

 

ترجَل الفارس عن دنيانا الفانية بصمتٍ، يَحمل في طياته الكثير من حب الخير والفضلِ للناس، 

 

رحَل والإبتسامة لا تغادر محياه، يوزعها بِعدلٍ علي كل من يعرفه ومن لا يعرِفه. 

 

ولِد رحمه الله يَوم 1952/23/12 بمدينة أطار بولاية آدرار شمال البلاد، حيث ينحدِر، نشأ رحمه الله فى حضن دافئ مليئ بالحنان ونَسائم الفضل وتلاوة الذكر الحكيم وبين والديهِ وأفراد أسرته السِتَه، أخوينِ وأربع أخوات وكان هو السابع وهو الأخ الأصغر من بينِ أفراد الأسرة،

كانت أسرة محافظة ومتصوفة بدرجة كبيرة، تَدرس وتُدرس القرآن الكريم وعلوم الفقه وكان ذلك مطلع القرن التاسع عشر، عاشت من أغنى الأسر بولاية آدرار الجبلية حيث تنحدر فى الأصل من الريف وبالتحديد وادِ "تونگاد" كانت تنتقل على الإبلِ بين الفينة والأخرى لطلبِ الرعيِ والمراعىِ من وادِ" دمان وأمدَنَ"وضواحى "يقرف" الواقعين غرب مدينة "أگجوجت" إلى تخوم الجبال وأدغالِ النَخِيل بوادِ "تونگاد" وضواحيها حيث إرتَبطَت وأستقرت وكان ذلك عام 1929.

 

تربىَ أفراد الأسرة أنذاك بينَ أحضانِ جَدتِهم من أبيهِم شقيقة المجاهد"مامادو لاَمِين" المرأة القوِية والورِعة الحافظة لكتاب الله العارِفة به "دِيدِيهْ لاَمِين" والتى تنحدِر فى الأصل من دولة مالى المجاورة حيث حفظوا القرآن والمتون الفقهية على يدِها.

 

أكمل رحمه الله تعليمية الإبتدائي بالمدرسة رقم (1) بمدينة أطار لينتقل بعدها إلى مدينة "روصو" لمتابعة تعليمه الثانوى والإعدادي إلى أن نجح من الخمس الأوائل فى مسابقة الباكالوريا على مستوى الولاية عموماً وتم تكريمه ومنحه أنذاك من قبلِ الحكومة لمتابعة دراساته بدولة تونس وكان ذلك عام 1973.

 

واصل مشواره الدراسى بكلية الآداب والعلوم الإسلامية ومعهد الصحافة وعلوم الأخبار بالعاصمة التونسية إلى أن حصل على دبلوم فى الآداب الفرنسية والمتريز فى الصحافة وعلوم الأخبار " الشعبة السياسية" بجامعة قرطاج بتونس العاصمة وكان ذلك بين عامي 1970 و1976

 

شكَلَت عودته أنذاك إلى حضنِ والديه رحِمهم الله بعد مسيرته الدراسية الحافلة بالنجاحات فرحة عارمة فى وسط الأسرة وسَمَت ساكنة آدرار غاطِبَةً، لينزاد صرحاً على بَوتَقة أبناءها المثقفين أثناء تِلك الحقبة.

 

لم يكَل ولم يمل من طلبِ التعليم إلى أن عَادَ أدراجه إلى دولة فرنسا ويتابع دراساته بمعهد الإدارة العمومية بباريس وتحصل على ديبلوم عالٍ فى الإدارة العامة وكان ذلك عام 1979.

 

شغر عدة مناصب فى الحكومة من بينها:

مساعد مفوض العون الغِذائي عام 1980_1981

مدير الدراسات والتوثيق بالأمانة العامة للجنة العسكرية للخلاص الوطني عام 1981_1983.

مدير الترجمة بالأمانة العامة للجنة العسكرية للخلاص الوطني عام 1983_1984 

رئيس قطاع العمل التطوعي بالأمانة العامة للجنة العسكرية للخلاص الوطني، ومنسق وطنى للبرنامج الخاص للأعمال المنتجة وكان ذلك عام 1985_1989.

مدير المصالح العامة بالجمعية الوطنية عام 1992_2005

عضو سامِ فى المكتب التنفيذى للسلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية عام 2006_2011

مدير المصادر البشرية باللجنة المستقلة للإنتخابات عام 2005_2007 

الأمين العام للجمعية الوطنية 2007_2014

مستشار الشؤون الإجتماعية لرئيس الجمعية الوطنية عام 2014_2019 

 

رحمه الله عَماً عزيزاً صادِقاً مستقيماً ونزيهاً ببياض يديه بشوشاً نافقاً فى سبيلِ اللٰه.

 

بقلم: داهى محمد لكويرى