على مدار الساعة

للإصلاح كلمة: تلاحق المؤتمر الصحفي للرئيس السابق

26 ديسمبر, 2019 - 02:32
بقلم الأستاذ / محمد بن البار

كلمة الإصلاح كان من حق هذا الشعب المسكين عليها أن تساهم في كتابة أي شيء عن عودة الرئيس السابق ومحاولته الرجوع إلى مملكته قبل أن ينسى رجالها ونساءها فنون الولاء ونوع الولاء الآخر الذي لا ينبغي تسميته، وكذلك كان على كلمة الإصلاح أن تكتب شيئا آخر عن مؤتمره الصحفي الذي كانت ساعاته الطوال أشد على أفئدة المواطنين الذين لم يستعملوا تقية أنواع الولاء من السنين العشر العجاف التي أكلتها عشرات القرارات المرتجلة داخل تلك السنين العشر وزيادة.

 

فكلمة الإصلاح كانت في الآونة الأخيرة مشتعلة بالكتابة عن الوزراء طالبة منهم باسم الشعب أن يعيدوا موريتانيا كدولة.

 

وبما أن ثورة وزير الصحة على جميع أنواع الفساد في الصحة هي التي أشارت على الشعب بهذا الطلب وهو إرجاع موريتانيا في الدنيا كدولة فإن نشيد الشعب على وزير الصحة (نذير لا تولي) هو الذي جعل كلمة الاصلاح تكتب حلقاتها للوزراء لتذكرهم بأن الشعب يعرف كيف يقول الأناشيد ويعرف كيف يلحنها فهو ينتظر فقط من كل وزير أن يقوم ثورة إصلاح وكل وزارة تحتاج إلى ثورة إصلاح ويقف خلف ثورته حتى يعرف الشعب اسمه فيقول له (فلان_لا_اتولي) ولا تهن وأنت الأعلى إن فعلت.

 

وحلقات كلمة الإصلاح أوقفت الكتابة في الوزارات عند وزارة التجارة والشؤون الاجتماعية إلى آخره بعد أن كتبت حلقات عن وزارات السيادة ووزارة السيادة الأخرى وهي وزارة الشؤون الإسلامية وعندما وصلت إلى وزارة التموين كتبت في وزارة الصيد المكلفة بتموين الخارج ولو كان بعيدا وترك موريتانيا على شاطئ البحر تشتري سمكها بثلاثة ألاف أوقية للكيل ويكون هذا السمك من أردأ السمك.

 

وعلى كل حال فكلمة الإصلاح أوقفت حلقاتها حتى تدرك آثار التعليق على المؤتمر الصحفي للزعيم، لأنها هي أي كلمة الاصلاح من أكثر جهة أفرغت مدادها في تلك الأيام الخالية في العشر السنين الماضية الفانية ولا سيما في الحدث الأكبر الذي أحدثه الرئيس ووقف بكل قواه دون التطهر منه.

 

فبالرغم من كثرة الأقلام التي صبت عليها ماءها المدادي الطاهر وحاولت غسله من كل جهة إلا أنه كان قد لبس جلد الميتة الذي لا يطهر إلا بالدبغ والدبغ لا بد له من آلات تزيل ما على الجلد وعلى رأسها الرماد.

 

وأكثر رجال موريتانيا ونسائها دائما لا يبقى داخل رمادهم أي بقايا صالحة للاشتعال من شدة الولاء النفعي.

 

وهذا الحدث الأكبر هو قتل الدستور لا بتعديله بل بخنقه بالمادة 38 حتى الموت ولو لم تكن هذه المادة داخلة في أي باب يتكلم عن تعديل الدستور.

 

وبهذا القتل غير الشرعي ذهب ريح رجال في الشيوخ كان لهم دور هام في إحقاق الحق في قوانين هذه الدولة.

 

وكان القصد أصلا بتشريعهم هي ثنائية السلطة التشريعية مثل ثنائية أو ثلاثية السلطة القضائية ووكيل الدولة لا يملك على المتهم إلا الاتهام دون التحقيق وقاضي التحقيق لا يملك على المتهم إلا التحقيق دون الحكم وهكذا تعدد السلطات الذي قررت عقول العالم أن هذا الاجراء أكثرها عدالة.

 

إلا أننا مع الأسف بعد الحكم المدني الأول أصبح أكثر رجالنا ونسائنا جنود تحت إمرة ضابط و الطاعة العمياء زائدة الأناشيد والتصفيق وانتظار التعويض هي الطريق الأقوم عند شعبنا.

 

فقام ضابط العشرية فمزقنا كل ممزق فقضى على الأحياء وهم الشيوخ وقضى على الحياة المعنوية المعبرة عن عقيدتنا ومصيرنا وسماع كلماتها محي لأفئدتنا، وقضى كذلك على علمنا الذي كان يحمل ثلاثة أشياء ممجدة كلها في الاسلام أولا اللون الأخضر وهو لباس أهل الجنة في قوله تعالى {يلبسون ثياب خضرا} وقوله تعالى {عاليهم ثياب سندس خضر} ثانيا النجم فقد أقسم بها المولى عز وجل على استقامة وصدق ما جاء به الرسول صل الله عليه و سلم في قوله تعالى {والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى} إلى أخر الآية.

 

ثالثا: الهلال الذي جعلته الشريعة الاسلامية هو تاريخها الوحيد لعبادتها وتشريعها {فمن شهد منكم الشهر فليصمه}, فتاريخ العدد بالأهلة.

 

فجاء ضابط العشر سنين ليضيف خطوطا حمراء يحيطون بكل هذه المميزات الاسلامية المناسبة لاسمنا الإسلامي الجمهورية الاسلامية الموريتانية ليحيلنا بالخطوط الحمراء إلى مميزات الدول الشيوعية مثل الخمير الحمر إلى آخره.

 

ومن هنا أقول للسادة الشيوخ من جهة إنه لا حجة أضعف من الاعتماد على المادة 38 في تعديل الدستور فأي قضاء قدمت له شكاية من هذا الاجراء وكان القضاة متجردين إلا من التفكير في إحقاق الحق فسيدركون بديهية أن المادة 38 لا صلة لها باستشارة الشعب في تعديل الدستور بل هي كتبت للأحداث الأخرى المفاجئة التي لا بد أن يستشار الشعب في التعامل معها فالمشرع في الدستور حصر تعديل الدستور في الباب الثاني عشر خاصة فلو كانت تبيح التعديل لأخرها إلى بابها فباب التعديل يفصل قضايا تعديل الدستور والمادة 38 لا تشير من قريب ولا من بعيد للغرفتين التشريعيتين في تعديل الدستور فعلى السادة الشيوخ أن لا يتنازلوا قيد نملة حتى يبطلوا ذلك الاستفتاء وجميع ما ترتب عليه.

 

وعلى السيد الرئيس الجديد أن يفهم بأن الأربعين سنة الماضية التي أمضاها قرينا مخلصا للرئيس السابق لا يستطيع الآن أن يعيد شريطها للحياة ليحذف منه ما لا يرضاه ويثبت ما يرضى عنه بل ليس عنده إلا أن يستغفر ويتوب من فاسدها ويحمد الله على صالحها، ونفس الشيء بالنسبة للأربعين القادمة فمن وصلها منكما فقد وصل إلى أرذل العمر الذي تعوذ منه الرسول صل الله عليه وسلم ومن رحل قبلها فسيجد أمامه قوله تعالى {وإن تدع مثقلة أي نفس إلى حملها لا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى} ولا شيء أثقل حملا من البقاء على من تستطيع أنتم أن تزيلوا عن المسلمين ومن المضحك المبكي أمام الله وأمام الشعب أن الرئيس السابق يتحسر أمام الجميع أنه خرقت في معاملته القوانين وهو يعرف أنه لا توجد في موريتانيا مؤسسة تعمل فوق الارض الموريتانية إلا بإذن صادر من الجهة المعنية، إما وزارة الداخلية بالنسبة للأحزاب والمؤسسات والهيئات الخيرية.

 

وكما أمر هو بإغلاق بعض المؤسسات والهيئات الخيرية بأوامر منه فقط وكون مبنية ليست لصالح الشعب وإنما لمزاجه هو الخاص.

 

فهل روعي في قطع العلاقات مع قطر أي مصلحة سواء داخل موريتانيا أو في قطر؟، وهل قطع أي علاقة مع دولة تكثر فيها الجالية الموريتانية مثل دول الخليج وإفريقيا تكون لصالح الشعب؟.

 

فعليكم السيد الرئيس الجديد الآن السابق في المستقبل أن تقضوا على الآثار المشينة التي خلفها سلفكم في الدنيا لتقضوا عليها ولتكن للإله ناصرا وأنكر المناكرا أو تكن مع الحق الذي يرضاه عنك دائرا.

  • فتبطل ذلك الاستفتاء وما ترتب عليه وتعيد فتح الهيئات الخيرية والتعليمية وتعيد المهجرين إلى أوطانهم وذويهم وبعد ذلك تستمع إلى قول مؤمن آل فرعون {ويا قوم إني أخاف عليكم يوم تنادي يوم تولون مدبرين مالكم من الله من عاصم}.