على مدار الساعة

قرية موريتانية صغيرة تطبق إجراءات صارمة وعزل لمواجهة كورونا

27 مايو, 2020 - 16:28
قرية الميمون التابعة لبلدية النباغية بمقاطعة بوتلميت في ولاية الترارزة

الأخبار (نواكشوط) – قرر سكان قرية "الميمون" الصغيرة تطبيق إجراءات صارمة لحماية السكان من وباء كورونا المستجد، بعد أن وصل بعض القرى التابعة للمقاطعة التي تتبع لها القرية، ومن بين الإجراءات تطبيق إجراءات الوقاية بصرامة، وعزل كل القادمين من خارج القرية.

 

وأقر سكان القرية التابعة لبلدية النباغية بمقاطعة بوتلميت في ولاية الترارزة  الإجراءات خلال اجتماع ضم كبار السكان، وتقرر في ختامه إنشاء لجنة من الشباب للسهر على تطبيق الإجراءات، مع إشراف مسنين، لضمان احترامها، ولتطبيق الإجراءات في حال اعترض عليها أحد ما.

 

ومن بين الإجراءات التي قررتها القرية "منع المصافحة وجميع أنواع الاتصال الجسدي بين أفراد المجتمع، واستخدام مكبرات الصوت في مساجد القرية للتوعية الدائمة بخطورة هذا المرض وكيفية الوقاية منه، وفرض غسل الأيدي بالصابون والنظافة الدائمة خاصة بعد مخالطة الغير".

 

كما قرر سكان القرية نزع أفرشة المساجد وإلزام الصفوف بترك متر بين المصلين مع إحضار كل مصل لسجادة خاصة به أو ما يقوم مقامها، ومنع التجمع والمناسبات التي تقود إليها، ومنع الزيارات، واقترح استخدام الاتصال الهاتفي بدلا منها، فيما استثنى القرار "الأسر التي انتقلت بناتها للسكن مع أسرة أخرى"، حيث سمح لبناتها "بزيارتها مع التحفظ اللازم".

 

كما قررت جماعة القرية التابعة لبلدية النباغية بمقاطعة بوتلميت "قصر التجمعات الشبابية على الجيران، وكذلك تجمعات النساء وغيرهن"، و"حظر التجول بعد الساعة الحادية عشرة ليلا"، ودعت إلى "التعاون مع الأشخاص الذين يقتضي إكمال عملهم مهمات متأخرة كحمل اللبن ونحوه".

 

ومنعت جماعة القرية – وفقا لمحضر الاجتماع الذي حصلت الأخبار على نسخة منه – "السفر من المجموعة وإليها إلا لضرورة قاهرة كالمرض ونحوه"، كما قررت وقف تنقل الأسر التي تتنقل بين الميمون ولكريع أو الركيز ابتداء من الساعة الثانية عشرة ليلة الخميس، مؤكدة أن ستتحمل مسؤولية إرجاع المخالفين، فيما مددت المهلة إلى يوم السبت كحد أقصى لما وصفتها بـ"الحالات الإنسانية".

 

وألزمت جماعة القرية الصغيرة الأشخاص الذين يسمح لهم بالقدوم لظروف خاصة بالعزل الصحي ويقيد اتصال أهليهم بالجيران بإشراف الجماعة، كما استثنت أفراد القرية الذين يعملون خارجها في عمل يرتبط به دخلهم اليومي في القرى المجاورة القريبة، ما لم تظهر حالات من المرض في هذه القرى، وشددت على ضرورة التزامهم أقصى درجات الاحتياط والبعد عن المخالطة.

 

كما أقرت جماعة القرية إجراءات خاصة لسائقي السيارات التي تقوم بتموين القرية بالمواد الأساسية من العاصمة نواكشوط أو من بوتلميت.

 

وحسب مصادر من القرية فقد شرعت جماعتها عمليا في تطبيق هذه الإجراءات حيث فرضت عزلا صحيا على أحد الأفراد قدم إلى القرية من العاصمة نواكشوط، حيث منع من الوصول إلى ذويه، وتم إبلاغ حاكم بوتلميت به، كما اتصل السكان على الرقم 1155 للإبلاغ عنه، غير أن اشتكوا من ضعف تعاطيه معهم.