على مدار الساعة

رسالة من الأرشيف الإداري حول المشاكل الحدودية مع مالي

3 يونيو, 2020 - 11:53
معبر كوكي الزمال بولاية الحوض الغربي ـ (أرشيف الأخبار)

الأخبار (نواكشوط) - تكشف رسالة إدارية  تعود إلى نهاية الستينات وبداية السبعينات أن المناهل والأراضي الزراعية ظلت عنوان المشاكل التي تقع بين سكان القرى الموريتانية والمالية على حدود البلدين.

 

وتوضح هذه الرسالة، وهي رد من حاكم مقاطعة العيون يحيى ولد منكوس على وزير الداخلية عبد العزيز صال، مدى الاختلاف بين طبيعة الأشرطة الحدودية في ولايات الحوضين ولعصابه، وهو ما يؤدي إلى تركز المشاكل في حدود ولاية الحوض الغربي. 

   
ففي أواخر عام 1969 أو بداية 1970 تلقى حاكم مقاطعة العيون يحيى ولد منكوس رسالة سرية من وزير الداخلية حينها صال عبد العزيز، يتلخص محتواها في ما يلي:

 

السيد حاكم المقاطعة،

هلا أوضحتم لي لماذا حدود الحوض الشرقي ولعصابه هادئة، بينما تلك التي تليكم لا تفتأ تشهد المشاكل؟

 

فرد عليه ولد منكوس في رسالة أخرى:
السيد الوزير، بواسطة حاكم دائرة العيون
على إثر رسالتكم السرية رقم....... بتاريخ......، يطيب لي أن ألفت انتباهكم السامي إلى أن إلماما شاملا بمسائل الحدود مع مالي كان ضروريا لتجنب هذا الاستفسار.
لا شك أن انشغالاتكم الكثيرة لم تسمح لكم بالاطلاع الكافي على هذا الأمر، ولكن من اللازم أن تعلموا أن الأشرطة الحدودية (لعصابة، الحوض الشرقي والحوض الغربي) يطبعها ما يلي:

1 ـ لعصابه:
وادي "كارا كورو" يشكل حدا طبيعيا لا غبار عليه وبذلك فلا مجال فيه للخلاف والأغلاط، إضافة إلى ذلك فإنها منطقة تكاد تكون غير زراعية ولا يقطنها سوى منمي الأبقار الراحل، ولم تثر قط أي مشاكل.

 

2 ـ الحوض الشرقي:
حدود طويلة تشق متاهات كثبانية ممتدة يسكنها أساسا منمو الإبل الرحل أو وحوش مختلفة وفيها مناهل متباعدة يرتادها شتات البدو.

الحوض الغربي:
يتعلق الأمر هنا بشريط حدودي صغير لا معالم له ويمتد ما بين جلمايه وحتى الكنيبه يقطنه بكثافة سكان مزارعون وعلى طول هذا الخط تتواجد على جنباته قريات عديدة، مما يجعل السكان يحتكون ببعضهم يوميا ويثير ذلك بالدوام المشاكل حول المناهل والأراضي الزراعية.

كثافة السكان القارين والطابع الاقتصادي للمشاكل المطروحة كلها أمور تسبب لا محالة حوادث صغيرة وتكون أحيانا خطيرة شيئا ما.
ــــــــــــــــــــــــ 
المصدر: مسار حافل بالتقلبات، مذكرات إداري مدني موريتاني ـ يحيى ولد منكوس، ص: 58/57