على مدار الساعة

تعزية من الشيخ أحمد فال بن صالح للشيخ محمد الأمين ولد الطالب

6 يونيو, 2020 - 00:18

تعزيــــــــــة

《 إنما الصبر عند الصدمة الأولى 》

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لابن عمر رضي الله عنهما: "كن في الدنيا كأنك غريب"، وما أظن فاطمة بنت محمد الأمين ولد خطري الملقبة "خاتمة" إلا كانت من الغرباء في هذه الدنيا - كما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن عمر بالغربة فيها.

 

وإذا كان من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فإن من المؤمنات نساء قانتات تائبات عابدات... ولعل من هؤلاء خاتمة بنت محمد الأمين ولد خطري.

 

لقد انتهت اليوم غربة "خاتمة"، وأخذت طريقها إلى مستقر رحمة الله، وموطن أبينا "آدم عليه السلام"، دار القرار، إن شاء الله تعالى، برحمته ومنه وكرمه.

 

وبمناسبة رحيل هذه "القانتة"، فإني أتقدم بأخلص وأصدق تعزية إلى الأهل في حاضرة  "السد" وغيرها، وخاصة الأستاذ محمد الأمين ولد الطالب.

 

وأستعير هنا لفظ تعزية الإمام الشافعي لعبد الرحمن بن مهدي حين توفي ولد له وجزع عليه جزعا شديدا حتى ترك الطعام والشراب فبلغ ذلك الإمام الشافعي فكتب إليه أما بعد:

فعز نفسك، بما تُعزِّي به غيرك، واعلم أن أعظم المصائب فقد السرور مع حرمان الأجر.. ثم أردف شعرا:

إني معزيك لا أني على ثقة *** من الخلود ولكن سنة الدين

فما المعزَّى بباق بعد ميته *** ولا المعزِّي ولو عاشا إلى حين

 

أخي محمد الأمين، "ليس لأيام الرزية إلا الصبر، قال تعالى: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}

و

هذه استعارة أخرى من شاعر معاصر:

مصابك هدَّ ركن المكرمات *** أيا شمس المعالي الراسخات

أيا أمًّا تَحَلَّت بسجـــــايـــــــــا *** ذوي العليا بِغُرٍّ ساطعات

تزيَّت زي إخلاص وبِرٍّ *** كدأب الصالحات القانتات

 

"إن لله ما أخد وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى، اصبروا واحتسبوا"،

 

تؤجروا وترحموا

 

تقبلوا تعزيتي بعد تحيتي،   

      

أخــوكـم: أحمد فال بن صالح