على مدار الساعة

الموريتانيون في غوانزو.. نجاح مع لوحة شرف

19 أبريل, 2017 - 19:56
برج كانتون فير أشهر معالم الصين والمدينة بشكل خاص

تقع مدينة "غوانزو" في الجنوب الصيني وهي عاصمة إقليم غوانغ دونغ، وتعتبر ثالث مدينة صينية من حيث عدد السكان بعد شنغهاي وبكين. كما أنها تمثل عاصمة الأسواق الصينية كما يحلوا للبعض تسميتها، هي مدينة سياحية وصناعية، زرتها مؤخرا وأمضيت فيها أياما قبل أن أواصل طريقي إلى مدينة شين جين والتي تبعد عنها ساعتين.

 

بعد جمع المعلومات اللازمة توجهت مباشرة إلى منطقة يويشيو وشارع شياو بيلو بالتحديد  حيث يوجد معظم التجار العرب والمسلمين وحيث يمثل الأفارقة نسبة معتبرة من المترددين على السوق ومن أصحاب المحال والمكاتب، دخلتُ سوقا للملابس يشبه في تصميم محالّه سوق كبيتال في انواكشوط وتذكر أزقته الضيقة وازدحامه الشديد بنقطة ساخنة. تجولتُ في السوق ولاحظتُ احتواءه على نفس البضائع التي نراها في أسواقنا إلى جانب طريقة العرض القريبة من طريقتنا، والزائر لهذا السوق لن يشعر بالغربة أبدا فأغلب البائعين والمتسوقين وحتى "إنيمش" إما من موريتانيا أو من بلدان جارة لنا كالسنغال ومالي والمغرب أو من جنسيات عربية أخرى.

صورة من مدخل السوق

ينقسم الموريتانيون في "غوانزو" إلى ثلاثة أقسام، قسم يتردد على المدينة باستمرار لشراء بضائع والعودة بها إلى موريتانيا والتي تمثل نسبة كبيرة من المعروض في الأسواق الموريتانية، وقسم يملك مكاتب تعمل على تسهيل خدمات التجار القادمين إلى المدينة و يتعاملون إلى جانب الموريتانيين مع تجار من أوروبا وأمريكا والخليج والمغرب العربي. وقسم ثالث لرجال أعمال يملكون شركات خاصة بالاستيراد والتصدير.

 

تُعتبر مكاتب الموريتانيين التجارية في "غوانزو" منصة يديرون من خلالها أعمالهم المنتشرة في مقاطعة "يي وو"، كما أنهم يحرصون على البقاء مرتبطين بالوطن ويتابعون بترقب واهتمام كل جديد سواء على الساحة السياسية أو الثقافية.

صورة لأفراد الجالية الموريتانية في المدينة

 

تميزُ التجار ورجال الأعمال الموريتانيين في "غوانزو" و "يي وو" والصين بشكل عام ليس كلاما مرسلا أو عبارات مجاملة، فأثناء إعدادي لهذا التقرير توصلتُ إلى فوز رجل الأعمال الموريتاني الراحل سيدي أحمد ولد سيدي ألمين بجائزة "رجل الأعمال الأكثر ثقة في مجال التجارة الأجنبية " والمنظمة من طرف مكتب وزارة الخارجية في مقاطعة "يي وو" وقد تفوق سيدي أحمد رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته في تصويت إلكتروني استمر أياما على رجال أعمال من مختلف الأقطار.

 

لم أحتج وقتا كبيرا لأكتشف مدى تميز الجالية الموريتانية في هذه المدينة التجارية وكيف بنت بسرعة قياسية سمعة طيبة للموريتانيين في الصين بشكل عام، فعمل الجالية ونشاطها يشوبه الكثير من الالتزام والعزيمة والاحترام لقوانين ونظم البلد المضيف.

سيدي أحمد رحمه الله وهو يتسلم جائزته كرجل الأعمال الأكثر ثقة في مجال التجارة الأجنبية إلى جانب رجال أعمال حصلوا على شهادات في مجالات أخرى

 

سيدي أحمد كان سفيرا لموريتانيا ترك للصينيين قبل العرب والمسلمين صورة جميلة ووردية عن موريتانيا وشعبها وارتبط اسمه بكثير من النجاحات والعمل الجاد والعزيمة وحسن الخلق والالتزام على المستويين الشخصي والعملي.

 

وقد شكّل رحيله صدمة كبيرة بين أوساط الجالية الموريتانية والعربية والمسلمة ومثل الحضور المتنوع للتأبين مدى تأثير الراحل ومدى جمال الصورة التي رسمها بابتسامته الدائمة وأخلاقه العالية عن بلده ومجتمعه.

 

نموذج الجالية الموريتانية في الصين يدعو للفخر ويحتاج أن يسلط عليه الضوء أكثر فهم يمثلون حسب رأيي دبلوماسية من نوع خاص فقد كانوا و ما زالوا يحرصون على تمثيل البلد بشكل يليق بأرض المنارة والرباط كما أنهم بعيدون كل البعد عما تقع فيه بعض الجاليات من محاولات للتلاعب بالقانون والالتفاف على النُظم المعمول بها والمنظمة للعمل التجاري في الصين ويصبغ الاحترام والالتزام أي عمل تجاري يقومون به.

صورة من تأبين رئيس الجالية الموريتانية في الصين ويظهر حضور أفراد من جنسيات وأعراق مختلفة

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصطفى ولد البو - صحفي موريتانيا