على مدار الساعة

غزواني والتطبيعان  التاريخيان

30 نوفمبر, 2020 - 11:47
 محمد المختارخطري ـ كاتب صحفى

إذا كانت لوحة تخليد ذكرى عيد الإستقلال الوطني فى أكجوجت العام الماضي أبانت عن تطبيع سياسي واجماعي بين كافة الفرقاء السياسيين  ومختلف الهيئات المجتمعية المشكلة للمشهد الوطنى وذلك فى مشهد تصالحي  لازالت البلاد تجنى ثماره اليوم، فإن لوحة الاستقلال لهذا العام فى نواكشوط وبمناسبة الذكرى 60 لعيد الاستقلال قد مثلت تطبيعا حقيقيا وتصالحيا بين مختلف مكونات وفصائل المقاومة الوطنية تلك المكونات التى ظلت طيلة الحقبة الماضية فى تجاذب وتنابز  وصل فى بعض الأحيان حد الصدام والتراشق اللفظي.

 

لقد شكلت دعوة فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني وتوشيحه لقادة ورموز المقاومة الوطنية العسكريين والثقافيين تاريخيا ،  شكل هذا القرار الخالد بداية مرحلة توافقية أخرى عنوانها تثمين التاريخ السياسي للوطن وتكامل مجاليه الثقافي الحضاري والعسكري الدفاعي وهو ماكان قائما أيام المقاومة كما نلمس من خلال الآثار الثقافية والأدبية للجيل المقاوم فهذا سيد محمد ولد الشيخ سيديا "سيدن" يتحدث عن شراسة وجسارة الرماة والمقاومين العسكرين فى قصيدته الخالدة قصيدة المقاومة المعروفة:
بأيديهم مذربة طوال      ترى الاقران أعمارا قصارى
وبيض مرهفات جردوها     وردوها من العلق احمرا
وكل أخا فمين أبا اعتدالا   وتقويما عن الغرض ازورار
إلى أن يقول :
فمن يمرر قبالة منخريه    يكن كهشيم رام احتظارى

 

كما نلاحظه جليا بعودة سريعة لرفوف كتاتيب ومحارب ودواليب مشيخة العلم من خلال فتاواهم ورآهم حول المستعمر تلك الفتاوى والآراء التى شكلت منطلقا ومحفزا للمجاهدين وحملة السلاح من  أبناء هذا الوطن وذلك فى مواجهة هجمة المستعمر المسعورة ، نلاحظ من خلال ذلك كله تكاملا واضحا بين هاتين المكونتين من مكونات مقاومتنا الوطنية.

 

إن قراءة التاريخ واستحضاره فى الحاضر من زاوية توافقية موضوعية هو الأسلوب الأمثل والأسلم لمواصلة سير مؤسسات الوطن الإدارية منها والمجتمعية ، وهو ماكان الوطن بحاجة له طيلة حقبه التي مرت وهذا ماتنبه له ومن الوهلة الأولى فخامة رئيس الجمهورية محمد ولدالشيخ الغزوانى ولعلنا نستحضر ذلك جيدا فى خطاب إعلان الترشح وهاهو يتعزز اليوم ويتأكد.

 

فشكرا فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزوانى وفعلا" لقد آثرك الله عليهم" .