على مدار الساعة

ﺍﻟﻤﻴﺜﺎﻕ.. ﺑﻴﻦ ﺳﺮﻋﺔ ﺍﻟﺘﺸﻜﻞ ﻭﺍﻟﺘﺸﺘﺖ

30 أبريل, 2017 - 16:53

ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﺑﻴﻦ ﻛﻞ ﺍﻟﻼﻋﺒﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺃﺣﺰﺍﺏ ﺍﻷﻏﻠﺒﻴﺔ ﻭﺃﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ.. ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﻤﺘﻄﺎﺣﻨﺔ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺨﻼﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 38 ﺍﺗﻔﻘﺖ "ﺟﻤﻴﻌﺎ " ﻋﻠﻰ "ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ" ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﻤﻴﺜﺎﻕ "ﻟﺤﺮﺍﻃﻴﻦ"!

 

 ﺇﻥ ﺩﺳﺘﻮﺭ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮ ﻣﻦ ﻳﻮﻟﻴﻮ ﻳﺤﺮﻡ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﻣﺎ ﻳﺤﺮﻡ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺠﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻤﻞ ﻃﺎﺑﻌﺎ ﻃﺎﺋﻔﻴﺎ ﺃﻭ ﻓﺌﻮﻳﺎ ﻭﻫﺬﺍ ﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﻫﻮ ﻣﺎ ﺗﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﻣﻴﺜﺎﻕ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﺸﺮﻳﺤﺔ ﻟﺤﺮﺍﻃﻴﻦ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻹﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﻄﺮﻭﺣﺔ ﻓﻲ ﺗﺸﺮﻳﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻴﺜﺎﻕ ﻭﺗﺠﺎﻫﻞ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ "ﻋﻤﺪﺍ ﺃﻭ ﻗﺼﺪﺍ" ﻟﻠﺤﻮﺍﺟﺰ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻫﻮ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺸﺮﻉ ﺍﻟﻤﻴﺜﺎﻕ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﻔﻜﻴﻚ "ﺇﻳﺮﺍ" ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺫﺍﻗﺘﻬﺎ ﺍﻷﻣﺮﻳﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﻭﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻓﺎﻟﺴﺮﻋﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺸﻜﻞ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻤﻴﺜﺎﻕ ﺫﻱ ﺍﻟﺨﻠﻔﻴﺔ "ﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻳﺔ" ﺃﻭ "ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ" ﻳﺆﻛﺪ ﺑﺠﻼﺀ ﺃﻳﺎﺩﻱ ﻃﻮﻟﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﻤﻴﻘﺔ ﻭﺭﺍﺀ ﺗﺸﻜﻠﻪ ﻭﺍﻟﻐﺮﺽ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﺬﻟﻚ.

 

ﺇﻥ ﺍﻧﻘﺴﺎﻡ ﺍﻟﻤﻴﺜﺎﻕ ﺇﻟﻰ "ﺃﺷﻼﺀ" : ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺑﻮﺑﻜﺮ ﻭلد ﻣﺴﻌﻮﺩ - ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﻓﺎﻝ ﻭﻟﺪ ﻫﻨﻀﻴﺔ - مجموعة محمد ﻭلد ﺑﺮﺑﺺ... ﺍﻟﻤﻴﺜﺎﻕ ﻟﻢ ﻳﺤﻤﻞ ﻣﺸﺮﻭﻋﺎ ﻣﺠﺘﻤﻌﻴﺎ ﺷﺎﻣﻼ ﻭﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻳﺔ ﻓﻴﻪ ﻛﻠﻬﺎ ﺗﺘﻘﺎﺳﻢ ﻣﻊ ﺃﺑﺎﻃﺮﺓ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻓﻲ ﺗﻘﺴﻴﻢ "ﺍﻟﻜﻌﻜﺔ"...

 

ﻧﺠﺢ ﺍﻟﻤﻴﺜﺎﻕ ﻓﻲ ﺗﻔﻜﻴﻚ "ﺍﻳﺮﺍ": ﺍﺳﺘﻘﺎﻻﺕ ﻭﻫﺠﺮة ﻭﺍﻧﺴﺤﺎﺑﺎﺕ ﻃﺎﻟﺖ ﻣﻌﻈﻢ ﻗﻴﺎﺩﺍﺗﻬﺎ ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﺃﻏﻠﺐ ﺍﻟﻤﻨﺘﺴﺒﻴﻦ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺍﻟﺸﺎﻣﻞ.. ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﻄﻠﻖ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﻴﺜﺎﻕ ﺻﻨﻴﻊ ﻣﺨﺎﺑﺮﺍﺗﻲ ﺑﺤﺖ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﻤﻮﺍﺯﻱ ﻟﻸﻏﻠﺒﻴﺔ ﺍﻟﺤﺎﻛﻤﺔ ﻓﺤﻀﻮﺭ ﺭﺋﻴﺲ ﺃﺣﺰﺍﺏ ﺍﻷﻏﻠﺒﻴﺔ ﺍﻟﺤﺎﻛﻤﺔ ﻭ ﻣﺪﻳﺮ ﺍﻹﺫﺍﻋﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭﺷﺨﺼﻴﺎﺕ ﺳﺎﻣﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻳﺤﺴﺐ ﻟﻪ ﺣﺴﺎﺑﻪ ﻟﻜﻦ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻤﻴﺜﺎﻕ ﺃﻥ ﻳﺪﺭﻛﻮﺍ ﻬﻢ ﻭ"ﺇﻳﺮﺍ" ﺃﻥ ﺗﺴﻮﻳﻖ ﺷﺮﻳﺤﺔ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﻮ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﻟﺒﻨﺎﺀ ﻭﻃﻦ ﺍﻓﺘﻘﺮ ﺇﻟﻰ ﺳﻮﺍﻋﺪ ﺃﺑﻨﺎﺋﻪ ﻣﺠﺘﻤﻌﻴﻦ ﻭ ﺍﻓﺘﻘﺮ ﻛﺬﻟﻚ ﻟﺴﻮﺍﻋﺪﻫﻢ ﻣﻔﺘﺮﻗﻴﻦ...

 

ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻮﻟﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻴﺜﺎﻕ ﻭﻛﻞ ﺍﻟﺸﺮﺍﺋﺤﻴﻴﻦ ﻳﺼﻴﺪﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﻌﻜﺮﺓ ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﻔﻮﻥ ﻭﺭﺍﺀ ﺗﺸﺮﻳﻊ ﺍﻟﻤﻴﺜﺎﻕ ﺧﺮﺟﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﻭﺑﺮﺭﻭﺍ ﺍﻟﺘﺮﻭﻳﺞ ﻟﻠﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ...

 

ﺇﻥ ﺗﺸﺘﺖ ﺍﻟﻤﻴﺜﺎﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺬﻛﺮﻯ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ﻟﻴﺲ ﻣﻔﺎﺟﺌﺎ ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﺒﺎﺭﻙ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﻭﻧﺮﺟﻮ ﺃﻥ ﻳﺘﺼﺎﻟﺢ ﻛﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻴﻦ ﻣﻊ ﺫﻭﺍﺗﻬﻢ ﻭ ﻻﻧﺸﺎﻃﺮ ﺍﻟﺜﻴﺮﺍﻥ ﺍﻟﻤﺘﺼﺎﺭﻋﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻴﺎﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺋﻞ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﻑ "ﻟﺤﺮﺍﻃﻴﻦ" ﻭﻃﻨﻴﻮﻥ ﻭﺟﺰﺀ ﻻﻳﺘﺠﺰﺃ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻭﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻟﻮﺍ ﻛﻠﻤﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻼﺕ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻳﺔ ﺑﺎﻟﺘﺼﻮﻳﺖ ﺏ "ﻻ" ﺃﻭ "ﻧﻌﻢ ..."، ﻭﻋﻠﻰ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻤﻴﺜﺎﻕ ﻛﺬﻟﻚ ﺃﻥ ﻳﺪﺭﻛﻮﺍ ﺃﻥ ﻓﻜﺮ "ﺍﻟﺘﺤﺮﺭ" ﻭﺍﻟﻮﻋﻲ ﻗﺪ ﺭﺳﺦ ﻓﻲ ﺍﻷﻣﻴﻴﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻤﻴﻦ ﻭﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﺒﻠﻴﻎ ﻭﺇﻳﺼﺎﻝ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺗﻌﺪﺩﺕ ﻭﺗﻨﻮﻋﺖ.. ﺍﻟﻤﻴﺜﺎﻕ ﻭﻟﺪ ﺿﻌﻴﻔﺎ! ﻭﻣﺎﺕ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺤﻴا..

 

ومن الأخطاء العظيمة التي ارتكبها أهل الميثاق والذنب الكبير الذي لا يغتفر في حق وطن هو عدم تأبين الشخصية الوطنية والدولية المفكر الراحل محمد سعيد ولد همدي، ومن الأخطاء الكبيرة أيضًا في حق هذا الوطن عدم تنديد الميثاق بتلك العبارة العنصرية التي قيلت في حق الكاتب الصحفي باباه سيدي عبد الله.