على مدار الساعة

شهادة حول مسار رجل كفء

9 مارس, 2021 - 16:50
أحمد فال بن الشيباني

تواترت الأخبار وتنامى إلى مسامعنا خبر مفرح يفيد بأن الحكومة بصدد تعيين الإطار الكفء محمد فال بن التلميدي على رأس الشركة الوطنية للصناعة والمناجم. وإن صدق الخبر فهو بشارة وشيء يبعث الأمل ويرمم ما تآكل من الثقة في هذه الحكومة.

 

وبهذه المناسبة أقدم شهادتي حول الرجل الكفء الذي واكبته من أيام الدراسة بالمغرب وطيلة مساره المهني باسنيم من التحاقه بها إلى اليوم. بالمغرب كان الطالب المجد الذي وزع وقته بعناية بين الدراسة ولعب الكرة، حيث كان يناديه زملاؤه المغاربة باسم اللاعب الفرنسي  Michel Platini، ومراجعة سوره من القرآن.

 

التحق صيف 1991 بعد التخرج بالشركة الوطنية للصناعة والمناجم وصادف التحاقه بها بداية اقتنائها لتكنولوجيا المعدات المنجمية الكبيرة كجرافات P&H وشاحنات 200 طن ضمن مشروع أمهودات وقضى فترة التدريب في ورشة تركيب هذه المنشئات. وصادف تدشينها من طرف الإداري المدير العام يومها المهندس محمد السالك هيين أن كان هو من تولى العرض التقديمي فأجاده وفرح المدير بذلك ولم يخف حماسه لهذه الكفاءة المتألقة. بعد ذلك عين نائب رئيس مصلحة الصيانة 940 بقطاع الصيانة 900 الحيوي وسرعان ما استقال رئيسه فحل محله وأبلى بلاء حسنا، وازدادت شهرته المهنية وقدراته التقنية وترقى رئيس قطاع في ظرف قياسي 1999. ثم عين 2005 مديرا لمركز الاستغلال الذي يعد يومها المركز الثالث في الشركة وعندها كسب قلوب العمال والساكنة ووسع الجميع بخلقه الرفيع وتفانيه في عمله ودقته في احترام اللوائح التنظيمية والإجراءات العملية.

 

2011 تم تعيينه مديرا لقطب الانتاج ثاني أهم منصب في الشركة ليغادرها 2014 بعد أن عين مديرا للشركة الموريتانية المحروقات والمخزون المنجمي (SMH PM) والتي أستلمها في حالة إفلاس وعلى حافة تسريح أغلبية عمالها الشيء الذي ليس في قاموسه ولا يتماشى وروحه الإنسانية فاستعاض عن ذلك بخطة إنعاش وتصحيح مسار رد الشركة إلى أقوى مما لم تصل إليه قط وغادرها 2017، فودعه عمالها وأطرها بحفل شكر وحسرة على فراقه لم يعهد مثله مع المديرين المغادرين، بعدما بكته شركته الأصلية وألح إداريوها الذين تبادلوا على تسييرها كلهم لإرجاعه إليها ولم يتفقوا على شيء مثلما اتفقوا أن اسنيم تحتاجه لتصحيح أوضاعها وإشكالاتها الكبرى فعاد إليها منذ 2017 كمدير للتسويق وهو المنصب الذي خدم منه الشركة مجددا في أحلك الظروف التي مرت بها فأبان عن عبقرية وكفاءة وشطارة قل مثلها ساهمت كثيرا في تعافي الشركة وتحسين أوضاعها واستعادت معه كثيرا مما خسرته في سوق الحديد العالمي.

 

مسار الرجل غني بالتأهيل والتكوين المتخصص في فروع شتى تمتد من الصيانة وتسيير الموارد وإدارة المؤسسات والمشاريع مر خلالها بهيئات ومجاميع وصروح ذات شهرة في التدريب والتأهيل العالي الكفاءة امتدت من باريس لشيكاكو مرورا بلندن وكيبك وطاف بإفريقيا والشرق الأوسط وآسيا ببلدان كثيرة متدربا أو عاقدا لصفقات أو مؤسسا لشراكات أغنت المؤسسات التي أدارها وحلت عقدا كثيرة في تسييرها.

 

فهنيئا لاسنيم بالفوز بتعيينه إداريا مديرا عاما لها وللوطن عامة برد الاعتبار لأهم مرافقه الاقتصادية.

 

وشكرا سيدي رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية سيدي محمد الشيخ الغزواني على هذه الخطوة التصحيحية الجبارة.