على مدار الساعة

جمعية الفتاة تحتفي باليوم العالمي للمرأة

9 مارس, 2021 - 18:05

الأخبار (نواكشوط) - نظمت جمعية الفتاة للتوعية والتربية مساء أمس بفضاء منظمة استثمار نهر السنغال نشاطا مخلدا لليوم العالمي للمرأة تحت شعار "إنما النساء شقائق الرجال".

 

الأمينة العامة للجمعية المهندسة خديجة علي استعرضت دور المرأة في بناء المجتمعات والأمم وضرورة "استشعارها لحجم المسؤولية المنوطة بها في البيوت وخارجها"، مؤكدة أن الاحتفال بهذا العيد يشكل "فرصة لنقف وقفة اعتزاز فنحمد الله على ما حبانا به من مكانة صارت معها المرأة قطب الرحى ونواة المجتمعات والأمم بما تلعبه من دور لا استغناء عنه".

 

وعرف الحفل فقرات متنوعة، من بينها نشيد الجمعية الذي قدمته زهراتها، وهو من كلمات شاعرة الرسول صلى الله عليه وسلم الدكتورة زينب عابدين:

 

وفي الشق الثاني من النشاط تناولت الأستاذة منينة بنت سيد عال موضوع محورية دور المرأة في النهوض بالمجتمع، مذكرة بأن "الله كرم الإنسان بغض النظر عن كونه ذكرا أو أنثى وجعله خليفته في أرضه مسخرا له الكون بما فيه" مضيفة أن "تعاليم الإسلام السمحة أنصفت المرأة كما أنصفت الرجل واعتنت بحقوقها".

 

وأوضحت بنت سيدي عالي الإشكالات التي تقف في وجه قيام المرأة بدورها الريادي في تقدم المجتمع وازدهاره، منبهة إلى أن تجاوز الإشكال الذاتي هو أول خطوة للتغيير وذلك بوعي المرأة بذاتها ومكانتها وأدوارها والسعي لبناء شخصيتها بناء يرتكز على الوعي والتعلم والعمل الجاد للقيام بالمسؤولية المنوطة بها على أكمل وجه.

 

ولفتت بنت سيد عالي في حديثها عن الاشكالات المجتمعية، الانتباه إلى "أن مجتمعاتنا العربية، للأسف، انتقلت من طور الوأد المادي إلى الوأد المعنوي الذي نلمسه في وأد أفكار الأنثى وعقلها وإلغاء قدراتها وملكاتها وما يمكنها أن تحقق" حتى تكون مطالبتها بإنشاء الزعماء والقيادات والمفكرين شرعية إذ فاقد الشيء لا يعطيه.

 

وسلطت المحاضرة الضوء على بعض الممارسات الاجتماعية الظالمة في المجتمع كالمعاملة بعنف وإهمال الرجل لمسؤولياته اتجاه أبنائه في كثير من حالات الطلاق ووقوف أهلها في وجهها لمنعها من انتزاع حقوقها قضائيا، مؤكدة أنه إذا كانت ثمة استثناءات فإنها هي القاعدة في الأصل ولا يقبل أن تكون القاعدة استثناء، فضلا عن نظرة المجتمع الدونية للمرأة والتي خلفت نقصا في ثقتها بنفسها لتقبل بما رُسم لها وترضى بالقليل.

 

فيما تحدثت الأستاذة أم سليم عالي عن التكامل القائم بين دوري الرجل والمرأة في بناء المجتمعات وتطور الأمم، فالمرأة معنية بكل مجالات الحياة ونجد في التاريخ والواقع أن المرأة تكون غالبا أكثر قدرة و تميزا على أداء ما وُكل إليها من مهام على أكمل وجه.

 

واعتبرت بنت عالي أن تهميش المرأة تهميش للرجل أيضا، فالمرأة البسيطة غير الواعية ولا المتعلمة لن تربي إلا البسطاء، فهي نصف المرأة وهي من ستربي النصف الآخر، مؤكدة أن المرأة لم تتبوأ بعد مكانتها اللائقة.

 

ودعت أم سليم النساء إلى أن يدركوا أنهن أولى الناس بوعي مسؤولياتهن وتبني قضاياهن وطرح مشاكلهن والسعي في حلها لإثبات جدارتهن في التغلب على هذه المشاكل "ولا ينبغي أن نلقي اللوم على المجتمع ولا على المفكرين أو الرواد ونبقى في المؤخرة ننتظر من الآخر أن يقيم لنا وزنا".

 

وأردفت بنت عالي قائلة: "ينبغي أن نتحرك كنساء بالوعي والفكر والثقافة لإثبات جدارتنا على أرض الواقع لننجح في أعمالنا ونؤمن بأهدافنا وأحلامنا لنفرض وجودنا وتميزنا فنغير من الواقع الذي نعتبره جميعا واقعا مريرا فيه تهميش للمرأة".