على مدار الساعة

محمد ديبي.. الجنرال الشاب الساعي لخلافة والده "ماريشال تشاد"

23 أبريل, 2021 - 00:54
الجنرال الشاب "محمد إدريس ديبي إيتنو" اختير لقيادة المجلس العسكري الحاكم في اتشاد

الأخبار (نواكشوط) – "محمد إدريس ديبي إيتنو" الاسم الأكثر ترددا حاليا على ألسنة اتشاديين، بعدما اختير لإدارة شؤون البلاد في مرحلة فارقة من تاريخها السياسي والأمني.

 

الجنرال الشاب البالغ من العمر 37 سنة، ليس جديدا على القصر الرئاسي بانجامينا، فقد عاش به أغلب مراحل حياته، رفقة والده الراحل إدريس ديبي إيتنو.

 

عرف محمد ديبي بظهوره المتكرر إلى جانب والده كمكلف بتنسيق أمنه الخاص، درس أشهرا في مدرسة عسكرية جنوبي فرنسا، قبل أن يتابع دراسته في "تجمع المدارس العسكرية المشتركة" في نجامينا.

 

من الظل إلى الواجهة

من العيش في كنف جدته، مرورا بالدراسة في انجامينا والتخرج من المدرسة العسكرية، حيث درس فنون الحرب والتخطيط العسكري، أمضى "صاحب النظارات الداكنة" جزءا هاما من حياته بعيدا عن الأضواء.

وقد تقلد مناصب عدة بعد تخرجه، تراوحت بين المديرية العامة لأمن مؤسسات الدولة، وقيادة فرق مدرعة من فيلق النخبة، ثم رئاسة الحرس الرئاسي.

 

وبدءا من عام 2013، حيث عينه والده الراحل قائدا مساعدا للقوات المسلحة اتشادية في مالي، والتي كان يرأسها الجنرال عمر بيكومو، بات الجنرال الشاب على الواجهة.

 

مكنت "كاكا" كما يلقبه المقربون منه، المهمة التي أنيطت به في مالي، من نسج علاقات قوية مع القادة العسكريين الفرنسيين، حلفاء والده في الحرب ضد الجماعات المسلحة بالساحل.

 

وقد أكسبته هذه المهمة تجربة ميدانية، انضافت إلى رصيد سجل تجاربه العسكرية، والذي يحتفظ بعدة مشاركات له في عمليات قتالية إلى جانب والده، بينها ما يعرف بمعركة "أم دام" عام 2009 ضد متمردي "تيمان أرديمي" شرقي البلاد، إضافة إلى مشاركته الأخيرة في القتال ضد المتمردين في الشمال، حيث قتل إدريس ديبي قبل أيام متأثرا بجروح أصيب بها، على خط المواجهة.

 

"الجنرال" وتحدي خلافة "الماريشال"

أمام الشاب "الكتوم" محمد إدريس ديبي، وهو يخلف والده في السلطة بعد حكم استمر 3 عقود، تحديات عديدة محليا وإقليميا.

 

فعلى الصعيد الداخلي، لا يعترف المتمردون بالمجلس العسكري الذي يرأسه، وقد توعدوا بمواصلة عمليات القتال باتجاه العاصمة نجامينا، ما يجعل حكمه مهددا بعدم إكمال العام والنصف المعلن عنه كفترة انتقالية.

وعلى الصعيد السياسي، اعتبرت المعارضة تولي الجيش قيادة اتشاد "انقلابا مؤسساتيا"، ودعا حوالي 30 حزبا معارضا إلى "مرحلة انتقالية يقودها مدنيون".

 

تنضاف إلى ذلك التحديات الأمنية التي تواجهها البلاد منذ سنوات، والمتمثلة في الهجمات التي تنفذها جماعة بوكوحرام، مشكلة بذلك تهديدا لكل البلدان المطلة على بحيرة اتشاد.

 

ويزيد من تعقيد تحدي الوضع الأمني كون كل حدود البلاد مضطربة، فمن الشمال حيث الحدود مع ليبيا، قدمت أرتال المتمردين التي قتلت ديبي، ومن الشرق توجد جمهورية إفريقيا الوسطى، التي صعد المتمردون فيها مؤخرا هجماتهم ضد نظام تواديرا، ومن الجنوب تحد اتشاد نيجيريا بلد نشأة بوكوحرام، كما لها حدود من الجنوب الغربي مع النيجر التي تعاني هجمات الجماعات المسلحة منذ 2015.

 

وينتظر أن تكشف طبيعة التعاطي مع هذه الملفات الشائكة والحاسمة، مدى قدرة "الجنرال الشاب" على خلافة "الماريشال" في إدارة شؤون البلاد الحليفة للغرب في الحرب على "الإرهاب".