على مدار الساعة

الصحراء الغربية: ٢٠ ماي على أنغام الحرب

20 مايو, 2021 - 11:26
يحيى احمدو 

بعد الانتظار الذي دام مدة ثلاثة عقود طويلة عريضة لاستفتاء تقرير المصير، ظل الشعب الصحراوي خلالها صابرا محتسبا متمسكا بحقه الثابت والغير قابل للتصرف في تقرير مصيره متطلعا كل يوم الى غد أفضل متعاملا بكل أريحية واحترام مع البعثة الأممية التي كلفها المنتظم الدولي سنة ١٩٩٠ بالاشراف  على الاستفتاء في الصحراء الغربية في ظرف سنة.

 

وبعد أن بدأ المغرب يتملص شيئا فشيئا من التزاماته الدولية التي وقع عليها محاولا تشريع الاحتلال بكل الوسائل متماديا في انتهاك حقوق الشعب الصحراوي ضاربا عرض الحائط بكل المواثيق الدولية حيث خرجت قواته يوم ١٣ نوفمبر الماضي مخترقة اتفاقية وقف إطلاق النار في مهمة إنجاز جدار عسكري جديد يحتل  مزيدا من الأرض تحت أنظار البعثة الأممية.

 

بعد كل هذا لم يبق أمام الشعب الصحراوي إلا امتشاق البندقية من جديد معبرا للمستعمر وحُماته باللغة التي يفهمونها أنه لا بديل عن تقرير المصير، وقد شكلت وتيرة الأقصاف اليومية وكثافتها وتركيزها ضربة كبيرة للنظام المغربي الذي لم يكن يتوقعها بهذا الحجم والقوة.

 

إن ما يعانيه حاليا الجيش المغربي في خنادقه هو سبب الارتباك الشديد الذي تتخبط فيه دبلوماسيته، فلأول مرة في القاموس الدبلوماسي تعلن دولة قطع العلاقات مع سفارة لديها لدولة أخرى مثل ماحدث مع ألمانيا، كما أنه لم يسبق للمغرب أن هدد دولة بسبب استضافتها للرئيس الصحراوي أو أي مسؤول آخر.

 

فقد حضر الاخ  الرئيس إبراهيم غالي حفظه الله ورعاه القمم الإفريقية كرئيس دولة بكل ما يتطلب ذلك من تشريف واحترام  في ساحل العاج مثلا "أقرب صديق وحليف للمغرب" ولم يتكلم، فلماذا حاليا كل هذه الضجة ضد إسبانيا؟

 

و التي بعد أن لم تستجب لكل الابتزازات اطلق عليها الرصاصة الاخيرة:  ما يقارب ١٠٠٠٠ شخص  من كل الأعمار شبهها الإعلام الاسباني بمسيرة جديدة مثل مسيرة احتلال الصحراء الغربية ١٩٧٥.

 

وهذه الأمواج البشرية هي سلاح النظام المغربي الذي يُرهب به الجيران الذين لا يستجيبون لسياساته التوسعية، وينم عن عدم احترامه لشعبه فقد كانت الصور التي تناقلها الإعلام الدولي للأطفال والنساء في مسيرة سبتة مثيرة للشفقة على النظام والشعب المغربي على حد سواء.

 

يخلد الشعب الصحراوي هذا العام ذكرى عشرين ماي على أنغام الحرب المظفرة والبيانات العسكرية اليومية وهو أكثر تصميما وإيمانا بانتزاع النصر.

 

يُعزى في المأثور الشعبي الصحراوي لأحد فرسانه وحكمائه: "إذا فُرضت عليك الحرب فارفضها مرتين وفي الثالثة عليك بها فستجدها روضة غناء فيها كل الخير والنصر ».

 

تهنئة كبيرة لكل أبطال الشعب الصحراوي الصامدين في كل مواقع الكفاح والنضال وخاصة أبطال وبطلات الأرض المحتلة الصامدين والصامدات في مقارعة يومية مع الاحتلال المغربي وما بدلوا تبديلا.