على مدار الساعة

هنية: "سيف القدس" فرضت معادلات جديدة وتأجيل الانتخابات أوصل لانسداد داخلي (فيديو)

22 يونيو, 2021 - 15:30
رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية والقيادي في الحركة خليل الحيه خلال اللقاء اليوم بنواكشوط (الأخبار)

الأخبار (نواكشوط) – قال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" إسماعيل هنية إن معركة "سيف القدس" والانتصار الذي انتهت إليه فرض معادلات جديدة، مشيرا إلى أن تأجيل الانتخابات الفلسطينية أوصل الحالة الوطنية الفلسطينية إلى ما يشبه الانسداد الداخلي.

 

وقال هنية خلال لقاء أجراء اليوم مع مجموعة من الإعلاميين والمدونين الموريتانيين في قصر المؤتمرات بنواكشوط إن هذه المعركة أحدثت اختلالات إستراتيجية في بنية الكيان الصهيوني بما أحدثته، بدءا من المقاومة الشعبية الجماهيرية في القدس والمسجد الأقصى والضفة الغربية والداخل المحتل، إلى ذروة المواجهة العسكرية على جبهة غزة.

 

وأضاف هنية أن المعركة فرضت ورسخت معادلات جديدة، أولها إدخال القدس في قاعدة الاشتباك، فالمقاومة ليست محصورة في غزة كما يريدها الاحتلال، وهي أيضا لا تعمل في إطار احتياجات غزة الخاصة، سواء كانت احتياجات مطلبية أو إنسانية، بل خرجت من حدود غزة لتدافع عن القدس وعن الأقصى.

 

وأردف هنية أن هذا يعني أن المقاومة وفي مقدمتها حماس وكتائب القسام سترسخ استراتيجية الاهتمام أكثر من أي وقت مضى بالعناوين الوطنية الجامعة، وستكون المقاومة على تماس مباشر مع هذه العناوين، مع القدس، ومواجهة الاستيطان، والأسرى، وحقوق غزة، وعدم الاستفراد بالأهل في داخل فلسطين التاريخية. يقول هنية.

 

وأكد هنية أن المعركة رسخت معادلة أخرى، وهي أن المقاومة ستستمر في تطوير وسائلها القتالية، وعدم خضوع هذا الأمر لأي تفاوض، فالمقاومة حق مشروع للشعب الفلسطيني، وامتلاك السلاح وتطويره لا يخضع لأي مباحثات.

 

والأمر الثالث – يقول هنية – أن قضية تبادل الأسرى، والذي تملكه المقاومة وكتائب القسام، مسار مستقل لا ارتباط له بإعادة إعمار غزة، وهي قضية منفصلة، وثمنها معروف، والمطلوب فيها معروف.

 

أما المعادلة الرابعة – يضيف هنية – فهي أن المقاومة ليست قاصرة على شكل واحد، فما جرى في الضفة الغربية مقاومة، وما جرى في القدس وفي الرباط داخل المسجد الأقصى مقاومة، وما قام به أهل 48 مقاومة، وكذا ما قام به أهل لبنان والأردن، كل ذلك مقاومة.

 

وأضاف هنية: "ما يقوم به كل فلسطيني في أي مكان في إطار هذه المقاومة الواسعة، هو مقاومة، كما أن رفع قضايا ضد قادة الاحتلال أمام المحاكم الدولية، ليحاكموا كمجرمي حرب مقاومة، ومحاولة عزل الكيان الصهيوني ومحاصرة الرواية الإسرائيلية في المجتمع الدولي مقاومة".

 

وأردف هنية، أن الخلاصة اليوم هي أن المقاومة أضحت خيار شعب، وليست خيار فصيل، مضيفا أن جولاته ولقاءاته والوفد المرافق له مع نخب ومكونات الأمة تثبت أن المقاومة في فلسطين هي خيار أمة، وليست مجرد خيار شعب.

 

وذكر هنية بأن القدس هي القضية، فلا فلسطين من دون القدس، معتبرا أن تأجيل الانتخابات الفلسطينية أوصل الحالة الوطنية الفلسطينية إلى ما يشبه الانسداد الداخلي، مردفا أن حماس كانت تريد خوض معركة سياسية ضد الاحتلال من أجل إجراء الانتخابات في القدس، وعدم التسليم للاحتلال بمنع الانتخابات، ومنحه ورقة للابتزاز السياسي، وأن يكون هو المتصرف بحق الشعب الفلسطيني في إجراء الانتخابات.

 

وأشار هنية إلى أنهم عرضوا بدائل في هذا الموضوع، وذلك في حوارات القاهرة، وعقب التوقيع على ميثاق شرف حول ترتيبات الانتخابات، استحضرنا فيه أن القدس ستكون منطقة احتكاك مع العدو، وكان الجميع يقول نريد أن نخوض اشتباك سياسي مع الاحتلال، لنفرض إجراء الانتخابات في القدس.

 

وأضاف هنية بمعنى أن نضع صناديق الاقتراع في المسجد الأقصى، وفي كنسية القيامة، وفي المؤسسات الوطنية داخل القدس، في شوارع المدينة القديمة، وليأت جنود الاحتلال ليصادروا صناديق الاقتراع حتى يرى العالم الكيان على حقيقته، وأنه لا يكتفي بمنع الفلسطيني في أرضه من الوصول إلى المسجد، وإنما يمنعه حتى من حقه في الانتخاب واختيار قيادته.

 

وقال هنية إن هذا كان قبل المعركة الأخيرة، أما بعدها فقد توحد الشعب الفلسطيني وحدة حقيقية، في الميدان، وحول القدس، وتوحد جغرافيا وسياسيا، لذلك اليوم نريد أن نبني على هذه الوحدة التي حصلت، وقد استأنفنا حواراتنا بيننا وإخوتنا في فتح، وإن كانت ليست بالترتيب المطلوب، وقد عقدت لقاءات بيننا وبينهم بعد المعركة في القاهرة، وبرعاية جهاز المخابرات المصري.