على مدار الساعة

توضيح لما أثير من اتهامي بتسريب الباكلوريا (مادة العلوم)

1 أغسطس, 2021 - 12:45
كتبه الأستاذ صدام أيوب إسحاق - نواكشوط 2021.08.01

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله الذي أمر بالعدل والإحسان ونهى عن الظلم والطغيان، وقال في محكم التنزيل والبيان: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} وأتم الصلاة مع السلام على خير ولد عدنان.

 

وبعد:

وددت لو لم أسطر حرفا في هذا الأمر، ولكن التوضيح فيه وجب علي وجوبا عينيا لا يقبل الكفاية...

 

لم أزل أحتار وأتعجب من السبب في اتهامي بتسريب الباكلوريا (مادة العلوم الطبيعية) فلست أنا ممن يطرحون امتحان المسابقة؛ كما أني لست مراقبا من مراقبي الباكلوريا في أي مؤسسة؛ بل ولم أسع للرقابة في مسابقة من المسابقات يوما قط.

 

حقيقة الأمر الذي بنى عليه بعض المستعجلين ووشى وشاية لاتستند إلى دليل ولايعضدها برهان هو التالي:

 

بعد أن لاحظت أن مواضيع الامتحان تنشر كل يوم على الفيسبوك من طرف الطلبة بُعيد توزيعها بوقت يسير؛ أوصيت أختا لي (لا علاقة لها بالباك ولاتشارك فيه؛ بل هي من عامة الناس الذين يتصفحون هذا العالم الأزرق) أوصيتها بأن ترسل إلي موضوع مادة العلوم إن هي رأته على الفيسبوك؛ فصادف أن رأته في مجموعة تدعى "اخرامز الطافلات" حدود الساعة الثامنة والنصف تقريبا؛  فأرسلته إلي الساعة 8:35 بالضبط؛ فنظرتُ أنا فيه و بعد ذلك قمت بنشره في مجموعة خاصة بالأساتذة الساعة 8:50 تماما؛ وكان الهدف من هذا النشر - كما قلت في المجموعة - هو تنبيه الزملاء الأساتذة على الخلل الحاصل في الرقابة - حيث يتمكن الطلاب من تصوير موضوع داخل القسم بكل راحة وأمان - وضرورة التحقيق في ذلك.

 

هذا هو ما حصل؛ وهو ما بنى عليه بعضهم وشايته دون أن ينظر في أساس وأركان بنيانه المتصدع الذي تكذبه الشواهد والقرائن والحال.

 

ومن زعم أني أرسلت معه أو حتى بعده حلولا فقد كذب و أعظم الفرية و زملائي في المجموعة شهود على ذلك؛

 

ولقد أحسن زهير وأعجب عمر الفاروق حين قال حكمته الشائعة:

وإن الحق مقطعه ثلاث @ يمين أو شهود أو جلاء؛

 

ولا شيء من هذه الدلائل موجود على ما رميت أنا به.

 

وأذكر المستعجلين في رمي الناس بالبهتان أن الله سبحانه قرن ذلك بالكفر للتنبيه على هول الأمر وشناعته فقال: {وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا}؛ وقال في التحذير من رمي الأبرياء : {وَمَن يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا}.

 

تنبيه:

أردت التنبيه على النقطة التالية لكشف اللبس والخلط الذي قد يحصل: قبل الامتحان بيوم نشرت مراجعة وتلخيصا على صفحتي في الفيسبوك وأوصيت الطلبة بالاعتناء به؛ وذكرت أن معه شروحا بالفيديو لمن أرادها على الوتساب ونشرت رقمي لذلك الغرض؛ فراسلني مجموعة من الأشخاص لا أعرف جلهم؛ وأرسلت إليهم تلك الشروح لا أريد بها جزاء و لاشكورا؛ فإن كان من هؤلاء الأشخاص مختلسين (في داخل نواكشوط أو خارجه) ضبطوا ومع هواتفهم وفيها تلخيص أو شرح ينتسب إلي شخصيا فأنا لا أتحمل مسؤولية ذلك؛ تماما كما أن الأستاذ لايتحمل مسؤولية إدخال الطلاب لدفاترهم - التي درسهم فيها - إلى قاعة الامتحان.

 

ولكنني أتحمل مسؤولية أي رسالة فيها حلول وجهت إلى طالب في وقت الامتحان من هاتفي الشخصي؛ وهيهات هيهات أن يوجد ذلك لأني لم ولن أقوم به إن شاء الله تعالى.

 

وأخيرا، أشكر جميع الأطراف المساهمة في نجاح مسابقاتنا الوطنية وخلوها من شوائب الاختلاس وأدران التسريبات؛ وأخص بالشكر الطاقم التربوي ورجال أمننا البواسل لما كابدوا وعانوا من المشاق في سبيل تأدية هذه المهمة الشاقة والمسؤولية الصعبة.

 

كما أشكر  أولئك الأخيار الذين انطلقوا من مبدإ حسن ظنهم  وصفاء قلوبهم وقرائحهم؛ ومن معرفتهم بي شخصيا؛ فكذبوا واستبعدوا ما طرق مسامعهم النبيلة؛ وفندوا تلكم التهمة الشنيعة التي نسبت إلي دون تروٍ أو استيضاح؛ وأنا منها بريء براءتين: براءة الذئب من دم ابن يعقوب؛ وبراءة شمس الضحى من ظلمة الليل.

 

وثقتي واتكالي على الله تعالى أولا، ثم على جهاز أمننا المجيد لإظهار المذنب وتمييز البريء.