على مدار الساعة

وزير الشؤون الإسلامية يكتب: قطاع الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي.. الحصيلة بعد عامين من المأمورية

3 أغسطس, 2021 - 17:40
الداه ولد سيدي ولد أعمر طالب ـ وزير الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي

عامان اثنان انصرَما من مأمورية فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني.. انصرما والعمل المدروس متواصل دون كلل ولا ضجيج، وفق مسطرة التعهدات التي تقدم بها فخامته للشعب ونالت ثقتَه وتزكيتَه.

 

وهي التعهدات التي فهمنا من قبل، وتأكدنا منذ اليوم الأول من تقلُّد المسؤولية الحكومية أن فخامة الرئيس لا يقبل بحال أن تكون شعاراتٍ انتخابيةً ميتةً "تُقَّطَّع بها ظُلوعُ الزمن" بل أدركنا بقوة أن تلك التعهدات تشكل التزاماتٍ صادقةً من رجل يستشعر المسؤوليةَ الكاملةَ عنها أمام الله وأمام الشعب، من خلال صرامته في متابعتها، ورصد مدى تنفيذها، وإصدار الأوامر اللازمة، وتذليل العقبات التي قد تعترض الأداء.

 

ورغم الظرف المحلي والعالمي الضاغط جراء جائحة كوفيد 19 التي أربكت كل خطط ومؤشرات الأداء العالمي، وشكلت ضغطا قويا ومفاجئا على المجهود والقدرة الوطنية، بما أحدثت من اختلال في أولويات وأحجام الصرف، وانكماش في الأداء الاقتصادي، وبما فرضته في أحيان كثيرة على الإدارة من أن تعمل بأقل المُجزِئِ من قدراتها البشرية.

 

رغم ذلك كله أدركنا جميعا في الحكومة أننا أمام قائد يُحسِن التقدير، ويمتلك أفقا قياديا واسعا لا تستَفزُّه المطبات، وإنما يواجهُها بتَوَكُّل المُؤمِن، وهُدوءِ المُوقِنِ، وإقدامِ الصادقِ، وتخطيطِ الخبير.

 

فكان الأداءُ بحمد الله رائعا في مواجهة تلك الصعاب، يدرك ذلك كلُّ من له إلمام بطبيعة التحديات.

 

وقد شكل هذا النموذج القياديُّ مصدرَ إلهامٍ للعمل الحكومي عموما، ولنا في قطاع الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي على وجه الخصوص.

 

فكان القطاع ورشة عمل متواصل ومدروس، يعمل بروح الفريق الواحد، ويستفيد من أفكار الجميع مهما كان الموقعُ والمنزلة.

 

وأجزم أن كافة منتسبي القطاع اليوم أكثر حماسا واندفاعا بفعل العناية والمنزلة التي أولاها فخامة الرئيس للقطاع بترفيعه في السلم لبروتوكولي ضم الوزارة إلى الوزارات السيادية، وفي ذلك من إعلاء المنزلة الدينية والحضارية للدولة ما لا يخفى على الذكي.

 

ونعتبر الآن أن ذكرى تنصيب فخامة رئيس الجمهورية مناسَبةٌ طبيعية لأن يُسَائل الشعبُ خُدّامَهُ عن حصيلة ما أنجزوا لصالحه خلال هاتين السنتين.

 

ولنا الشرف بوصفنا خُدَّامًا لهذا الشعب الكريم أن نقدم له هنا أبرز ملامح الحصيلة المُنجزة لصالحه في القطاع الذي تم تكليفنا بتسييره.

 

وهي حصيلة قدمها القطاع بشكل أشمل في كتاب على شكل "مرصد عام لمستوى تنفيذ تعهدات فخامة الرئيس المتعلقة بالقطاع" موجود على الورق وال pdf 

 

وكانت هذه الحصيلة بحمد الله تنتَظم كلَّ محاور عمل القطاع، ونحن في هذا المقال مهتمون ببيان أبرز ملامحها وفق مجالات الاهتمام

 

ففي مجال المساجد:

- تم اكتتاب 400 إمام و400 مؤذن بموجب مسابقة شفافة، وهي أول مرة يستفيد فيها المؤذنون من الاكتتاب في البلاد، ويستفيد الجميع الآن من الرواتب والتأمين الصحي.

- كما تم ترميم عشرات المساجد خلال السنة الماضية، بموجب مناقصة لدى اللجنة الوطنية للصفقات، والإجراءات متقدمة الآن لترميم عدد أكبر خلال هذه السنة.

وتم إطلاق حملة تفريش للمساجد بتفريش 130 مسجدا في ميزانية 2020 ورُصد المزيد للتفريش في ميزانية هذه السنة.

- ووضعت اللمسات الأخيرة على القانون المنشئ لمركز تكوين الأئمة والخطباء، الذي سيكون له دور بارز في تكوين الأئمة وتأهيلهم.

 

وفي إطار مواجهة كوفيد تم إطلاق حملة "بالقرآن نرفع البلاء" حيث بقي القرآن مرفوعا على مآذن الجمهورية على مدار الساعة، خلال اشداد الجائحة، وشُحِنت آلاف الأقراص الأليكترونية بالقرآن الكريم وبتوجيهات فقهية وطبية لإرشاد الناس من منائر المساجد، وأنتجت عشرات الومضات الإعلامية الشرعية حول نوازل الجائحة، تم بثها عبر وسائل الإعلام وأدوات التواصل.

 

وفي مجال المحاظر:

- تم إنشاء جائزة رئيس الجمهورية لحفظ وفهم المتون المحظرية، وهي جائزة ذات بعد معنوي من خلال إشراف فخامة رئيس الجمهورية الشخصي على توزيع جوائزها، بالإضافة أبعادها المادية من خلال الجوائز، والتحفيزية من خلال إذكاء جذوة التسابق بين الطلبة.

- وتمت مُضاعفة المحاظر المدعومة من طرف القطاع لتصل إلى 655 يستفيد شبوخها بشكل شهري، معظمها في الأماكن الأقل حظا في التعليم.

- وزيد الاستيعاب في المحاظر النموذجية بنسبة 100%

- وأُعمِل التفتيش والتقييم من خلال اكتتاب مجموعة من المتَتَبِّعين للتفتيش الدائم للمحاظر المُنشأة في إطار مشروع دعم التعليم الأصلي.

 

وفي إطار دعم قناة المحظرة:

- تم لأول مرة رصد ميزانية لنشر التعاليم الإسلامية عن طريق هذه القناة ابتداء من 2020

- وزيد الكثيرُ من البرامج التدريسية استغرقت جميع المتون المحظرية بمختلف اللغات الوطنية.

- واستفاد جميع الشيوخ والمقدمين والفنيين في قناة المحظرة من مخصصات شهرية.

 

كما تم إطلاق أحد عشر كرسيا علميا أكاديميا من الكراسي ذات الضيف الدائم، مع أكابر علماء البلد، وكرسيين من الكراسي متنوعة الضيوف.

- واقتُنِيت وحدة إنتاج خاصة بالكراسي العلمية.

 

وفي مجال الأوقاف والعمل الخيري:

- تم وضع اليد على العديد من الممتلكات الوقفية في انواكشوط وانواذيبو كانت مهملة.

- بالإضافة إلى اعتماد خبير مُحاسَبي لتقييم ممتلكات المؤسسة الوطنية للأوقاف.

- وبناء مخازن كبيرة تابعة للأوقاف، ويجري العمل الآن في بناء سوق على أرض وفقية في انواكشوط.

وقد وزعت مؤسسة الأوقاف مئات من السلات الغذائية لصالح المحتاجين خلال هذه السنة.

- وقريبا بحول الله يتم تقديم المرسوم المنشئ للهيئة الوطنية للزكاة إلى مجلس الوزراء.

وهي الهيئة التي نظم القطاعُ المؤتمرَ التمهيدي لانطلاقها منذ أسابيع بحضور أوجه البلاد العلمية والاقتصادية، وسيكون لها بحول أثر كبير في امتصاص الفوارق، وإغاثة الملهوف، وكفالة اليتيم.

 

وفي مجال مواصلة تفكيك خطاب التطرف عبر الحوار:

- تم إعداد خطة عمل لثلاث سنوات لخلية مكافحة الغلو والتطرف التابعة للوزارة، ونُظّمت  ورشة إعداد استراتيجية للاتصال خاصة بمكافحة الغلو والتطرف، كما نظمت ورشة وطنية مطولة لاختيار التجارب الناجحة في هذا المجال.

 

وفي إطار تحسين أداء الهيئات المرتبطة بالقطاع:

أعيدت هيكلةُ هيئة العلماء الموريتانيين بشكل يضمن أن تضم أكبر قدر من علماء البلد، وتمت إعادة الاعتبار لهذه الهيئة ماديا ومعنويا، وزودت بالوسائل اللازمة لعملها، والمكان المناسب لمقرها، وافتتَحت مقراتٍ جهويةً لها في كل ولايات الوطن، ونظمت الوزارة بالتعاون معها عديدا من الملتقيات العلمية المهمة، ودخلت الهيئة في شراكات ناجحة مع شركاء مهمين كان آخر نتائجها تنظيم ألف عملية للعيون د، وتوزيع الكثير من السلات الغذائية بالمناطق الأكثر هشاشة بالبلاد.

 

وتمت إعادة ضبط وتنظيم اللجنة المركزية لمراقبة الأهلة من خلال توفير فضاء اجتماعات بالوزارة لأول مرة، وتزويدها بأرقام خضراء، وتحسين وضعية أعضائها، وزيادتهم ودعمهم بمختصين فلكيين.

 

وقد تمت مضاعفة عدد المعاهد الجهوية بإنشاء أربعة معاهد في كل من : بورات - بوكي - سيلبابي - شنقيط.

 

ونُظم إحصاء للمعاهد الأهلية لامتلاك قاعدة بيانات دقيقة عن هذا القطاع.

 

وكان للمؤسسات الجامعية التابعة للقطاع حضور بارز في حصيلة الأداء.

 

ففي المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية:

ارتفعت الطاقة الاستيعابية لمسابقة الدخول بنسبة 100% لترتفع من 80 إلى 160 طالبا ممنوحا سنويا.

وتمت مضاعفة الطاقة الاستيعابية على مستوى مرحلة الماستر، واقتناء نظام معلوماتي دقيق لتسيير المسار الدراسي للطلبة، وآخر لتسيير الشؤون المالية، و استُحدثت خلية خاصة بنظام الجودة، وأُعيد ترميم هذه المؤسسة العتيقة.

 

وفي جامعة العلوم الإسلامية بلعيون:

تم استحداث مركز للخدمات الجامعية، وأنشئ المركز الجامعي لبحوث التطرف العنيف، وفُتحت وحدة للدراسة عن بعد تابعة للجامعة في أبوظبي، بالإضافة إلى استحداث سبعة تخصصات في مرحلة الماستر، وزيادة تخصصات الليصانص، واستحداث خلية خاصة بنظام الجودة. ومراجعة وتحديث المقررات الدراسية، وإعداد الملفات الوصفية لمقررات التكوين في المراحل الدراسية.

 

وفي المحظرة الشنقيطية الكبرى بأكجوجت:

تم إنجاز مبنى مؤقت بالتعاون مع الأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة، وإعداد ملف وصفي للمناهج التربوية للمؤسسة، وإطلاق خدمتي المطعم الجامعي والنقل لصالح الطلاب.

وفي مجال التكوين المهني:

تم فتح العديد من الورشات الجديدة وزِيدت طاقة الاستعاب بشكل كبير في مركز التكوين المهني للمحاظر.

 

وتبقى الآفاق المستقبلية للقطاع واعدة بحول الله، والعزائمُ متحفزَةً للمزيد من التصور والتخطيط والأداء بعون الله تعالى، وحسن توفيقة، ولطائف عنايته، وكَلاءة حفظه.