على مدار الساعة

ﻟﻺﺻﻼﺡ ﻛﻠﻤﺔ: ﻋﻦ سنتي ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ومقابلاته

6 أغسطس, 2021 - 14:40
الأستاذ محمدو بن البار

ﻗﺮﺃﺕ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻣﻊ ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﻦ ﻭﺗﻌﺎﻟﻴﻖ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻴﻦ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻓﻮﺟﺪﺕ ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﻴﻦ ﻭأﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺘﻌﺎﻟﻴﻖ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻣﺠﺮﺩ ﻃﺎﻟﺒﻲ ﺧﺒﺮ ﻋﻦ ﻓﻬﻢ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ﻓﺸﺮﻗﻮﺍ ﻭﻏﺮﺑﻮﺍ ﻏﺎﻟﺒﻴﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﺡ ﺍﻟﻤﺤﻠﻞ ﺑﻔﻜﺮﻫﻢ ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺃﻗﻠﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ﻻ ﺗﺮﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺇﻻ ﺷﻴﺌﺎ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﻭﻫﻮ ﺇﺯﺍﻟﺔ ﻭﻫﻢ ﺍﻟﻐﺒﻦ ﻭﺍﻟﺘﻬﻤﻴﺶ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻰ ﻳﺤﺮﻕ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻧﺼﻴﺒﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺴﻢ ﻭﺃﻇﻨﻪ ﺍﻟﻘﻠﺐ .

 

ﻭﻣﻊ ﺍﻷﺳﻒ، ﻟﻢ ﻧﺠﺪ ﻓﻲ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﺻﺤﻴﻔﺔ ﺗﻜﻮﻥ ﺃﺳﺌﻠﺘﻬﺎ ﺭﺳﻤﺎ ﻟﻤﺎ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ .

 

ﻓﻤﺜﻼ الكل ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻻ ﻳﺮﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺮﺅﺳﺎﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﻧﺘﺨﺒﻬﻢ ﺇﻻ ﺗﻮﻓﻴﺮ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻣﻦ ﺃﺭﺿﻪ ﺍﻟﻤﻸﻱ ﻣﻦ ﺧﺎﻡ ﺍﻟﺨﻴﺮﺍﺕ. وﺃﻧﺘﻢ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﻮﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻦ ﺍﺧﺘﺼﺎﺻﻜﻢ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﺧﺘﺼﺎﺻﻜﻢ ﻫﻮ ﺍﻟﻴﻘﻈﺔ ﻭﺍﻟﺼﺮﺍﻣﺔ ﻓﻰ ﺇﻧﺠﺎﺯ ﺃﻱ ﻣﻬﻤﺔ ﻗﻴﻞ ﻟﻜﻢ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﺼﻠﺤﺔ.. ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻊ ﺍﻷﺳﻒ ﻟﻢ ﺗﺘﺠﻬﻮﺍ ﻟﺨﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺃﻭﻻ ﻟﺘﻮﻓﺮﻭﻫﺎ ﺑﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﺘﻮﻓﻴﺮ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻓﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ .

 

ﻭﺛﺎﻧﻴﺎ ﺗﻮﺯﻳﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻛﻞ ﺣﺴﺐ ﻭﺿﻌﻴﺘﻪ. ﺇﺫﺍ ﻓﻤﺎﺫﺍ ﻋﻤﻠﺘﻢ ﺃﻧﺘﻢ ﺍﻟﺮﺅﺳﺎﺀ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﻮﻥ؟

 

ﺟﻮﺍﺏ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﻟﻠﻮﻗﻮﻑ ﻟﻮﺻﻒ ﺗﺴﻴﻴﺮﻛﻢ ﻛﻤﺎ ﻳﺮﺍﻩ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻓﺄﻭﻟﻜﻢ ﺑﻌﺪ ﺃﺑﻲ ﺍﻷﻣﺔ ﻭﺭﺍﻋﻴﻬﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﺣﺘﻰ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﻠﻘﻬﺎ ﻟﻪ ﻭﻫﻲ ﺗﻮﺃﻡ ﻓﻰ ﻧﻈﺮﻩ .

 

ﻓﺎﻟﺨﻠﻔﺎﺀ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ ﺃﻋﻄﺎﻫﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﻠﻘﺎ ﻭﺩﻳﻨﺎ ﻣﻨﻪ ﺣﻤﻠﻬﻢ ﻓﻘﻂ ﻋﻠﻰ ﻧﻈﺎﻓﺔ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭﻟﻜﻦ ﺑﻌﺪﻫﻢ ﻣﻦ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻭﺷﺪﺓ ﻃﻤﻮﺡ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻨﺰيهين ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﻴﻦ ﻟﻢ ﻳﻮﺟﻬﻮﻫﻢ ﻭﻟﻢ ﻳﻌﻄﻮﻫﻢ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ .

 

ﻓﻰ ﺍﻟﺘﺄﻣﻞ ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﺗﺆﺕ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ، ﻓﺒﻌﺾ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﻴﻦ ﻧﻤﺖ ﻓﻰ ﺫﻫﻨﻪ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻻﻧﻘﻼﺑﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺜﻘﻔﻮﻥ ﺍاﺧﺘﺼﺎﺻﻴﻮﻥ ﻟﻢ ﺗﻄﻠﺐ ﻣﻨﻬﻢ ﺍلاﺳﺘﺸﺎﺭﺓ ﻭﺭﺟﺎﻝ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺁﻥ ﺫﺍﻙ ﻭﺟﺪﻭﺍ ﻣﺎ ﻳﺤﺼﻞ ﻣﻦ ﻣﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻟﻚ ﻭﻷﺧﻴﻚ ﻭﻟﻠﺬﺋﺐ ﻭﻳﻜﻔﻰ ﻓﻰ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻼﻗﺔ ﻧﺴﺐ ﺃﻭ ﺻﻬﺮ ﺃﻭ ﺻﺤﺒﺔ ﻟﻠﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻊ ﻋﺪﻡ ﺳﺒﻖ ﺇﺻﺮﺍﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺅﺳﺎﺀ ﺁﻥ ﺫﺍﻙ ﻭﻟﻜﻦ ﻋﺪﻡ ﻓﻬﻢ ﺍﻟﻤﻬﻨﺔ ﺍﻷﺥ ﺍﻟﺸﻘﻴﻖ ﻟﻠﺠﻬﻞ .

 

ﺗﻠﻚ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺟﺎﺀ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺧﻠﻒ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﻴﻦ ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎﺀ اﻋﻞ – ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ - ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﺤﻜﻢ ﻷﺟﻞ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻓﺬﻟﻚ ﺍﻟﺨﻠﻒ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﺟﺎﺀ ﺃﻭﻻ ﻭﺍﻟﻮﻃﻦ ﻣﻠﻮﺙ ﺑﻔﻜﺮ ﺍلاﻧﻘﻼﺑﺎﺕ ﻣﺤﻠﻴﺎ ﻭﻋﺎﻟﻤﻴﺎ ﻓﺎﻟﺨﻠﻒ ﺍﻷﻭﻝ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻗﺮﺏ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﺼﺮﻳﺔ ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﺴﻠﻚ ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ ﺇﻻ ﻓﻰ ﻧﻈﺎﻓﺔ ﻳﺪﻩ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻓﻘﻂ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺍﻗﺘﺪﻯ ﺑﻔﻌﻞ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺜﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﺴﺒﺤﻮﻥ ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪﻩ ﻣﻦ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﻭﻭﻗﻌﺖ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺍلاﻧﻘﻼﺏ ﺍﻟﺠﻬﻨﻤﻰ ﻗﺎﻡ ﻭﺟﻌﻞ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﺗﺮﻛﺔ، ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﻟﻪ ﺳﻬﻢ ﻓﻰ ﺃﺻﻞ ﺍلاﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﻓﻠﻴﺄﺧﺬﻩ ﻣﻀﺮﻭﺑﺎ ﻓﻲ ﻣﺎﻝ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺳﻤﻌﺘﻬﺎ ﻓﻰ ﺷﺒﻪ ﺍﻟﻔﻮﺿﻲ ..

 

ﻓﺠﺎﺀ ﺍﻟﺨﻠﻒ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻳﺤﻤﻞ ﻣﻌﻪ ﻋﺴﻜﺮﻳﺘﻪ ﻭﺍﺳﺘﻮﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻭﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺃﺩﺧﻞ ﺩﻟﻮﻩ ﻓﻰ ﻣﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺣﺮﻛﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺍﺳﺘﺤﺎﻟﺖ ﻏﺮﺑﺎ ﻭﻟﻢ ﻳﻔﺮ ﺃﺣﺪ ﻓﺮﻳﻪ ﻓﺠﻌﻠﻬﺎ ﺑﻴﻦ ﺭﺟﻠﻴﻪ ﻣﺘﻤﺜﻼ ﺑﻔﻌﻞ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﺍﻟﺬﻱﺗﻮﺿﻊ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﺍﻟﻐﻨﺎﺋﻢ ﻭﻛﻞ ﻣﻦ ﻓﻜﺮ ﻓﻰ ﺃﺧﺬ ﻧﺼﻴﺒﻪ ﻳﺮﻓﻊ ﻓﻴﻪ ﻋﻴﻨﻪ ﺑﻨﻈﺮﺓ ﻻ ﻣﻜﺎﻥ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻟﻠﻐﻴﺮ .

 

ﻓأﻭﻻ: ﺑﺸﺮ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺑﻮﺿﻊ ﻳﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﺓ ﻭﻭﻋﺪ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺳﺘﺼﺮﻑ ﻟﻤﺴﺘﺤﻘﻬﺎ، ﻭﻟﻜﻦ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﺗﻜﺎﺛﺮﺕ ﺍﻟﺼﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﺧﺪﺍﺵ ﻓﺄﺧﺬ ﻣﺎ ﻳﺼﻴﺪ ﻭﻛﻴﻒ ﻳﺼﻴﺪ ﻓﺘﺎﺑﻊ ﻳﺮﻓﻊ ﺩﻟﻮﻩ ﻭﻳﺼﺒﻪ ﻓﻲ ﺳﺎﻗﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻭﺍﻷﺧﺮﻯ ﻓﻲ ﺳﺎﻗﻴﺔ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﻭ ﻣﻦ ﻳﻤﺄﻧﻪ ﺃﻭﻣﻦ ﺗﺨﺮﺝ ﺑﺘﻔﻮﻕ ﻣﻦ ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻤﻠﻖ ﺍﻟﻤﺘﺨﺼﺺ ﻓﻲ ﺍﻹﻧﺠﺎﺏ ﻣﻦ ﻣﺮﻳﻀﺎﺕ ﺍﻟﻌﻘﻢ ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺩﻭﺍﻟﻴﻚ ﺣﺘﻰ ﺟﺎﺀﻩ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻨﻪ ﻭﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﻋﻨﻪ ﻣﺼﺮﻓﺎ. ﻭﻟﻜﻦ ﺃﺧﻄﺮ ﻣﺎ ﻓﻌﻞ ﻫﻮ ﺗﻘﺴﻴﻤﻪ ﻟﻠﺸﻌﺐ ﻣﺎﺩﻳﺎ ﻭﻣﻌﻨﻮﻳﺎ :ﻣﺎﺩﻳﺎ ﻓﻼ ﻣﻜﺎﻥ ﻟﻤﻦ ﻟﻢ ﻳﺄﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻼﻁ ﻣﻄﺄﻃﺌﺎ ﺭﺃﺳه.

 

ﺛﺎﻧﻴﺎ : ﻓﺘﺤﻪ ﻟﻠﺤﺮﻳﺔ ﺍﻟﻔﻮﺿﻮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻭﺍﻵﻥ ﻭﺻﻠﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ﻓﺒﺪﻻ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻧﺘﺮﻛﻪ ﻳﺠﺘﻬﺪ ﻓﻰ ﺍﻟﺘﺴﻴﻴﺮ ﻭﻣﺎ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻧﻘﻮﻡ ﻛﻞ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﺮﺕ ﻫﻞ ﺃﺣﺴﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻘﺎﻡ ﻛﺘﺎﺑﻨﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺞ ﻋﻠﻰ ﻛﻠﻢ ﺍﻟﻤﺪﺡ ﺍﻟﻤﻌﻮﺽ ﺍﻟﻤﻤﺠﻮﺝ ﻓﻲ ﺳﻤﺎﻉ ﺍﻟﺸﻌﺐ. ﻓﻌﻠﻰ ﻛﺘﺎﺑﻨﺎ ﺃﻻ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﻣﻘﻮﻣﻴﻦ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺑﻞ ﻭﺍﺿﻌﻴﻦ ﺧﻄﺘﻪ ﻛﻤﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻭﺍﻟﻤﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻻ ﻳﺮﻳﺪ ﺇﻻ ﺗﻮﻓﻴﺮ ﻗﻮﺗﻪ ﺍﻟﻴﻮﻣﻲ ﻣﻦ ﺧﻴﺮﺍﺗﻪ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﺓ. ﻭﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺗﻜﻮﻥ ﺃﺳﺌﻠﺔ ﺗﻘﻮﻳﻢ ﺳﻨﺘﻴﻦ ﻣﺎيلي:

 

ﺃﻧﺘﻢ ﻣﻦ ﻓﺼﻴﻠﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮ ﺍﻟﻤﺠﺮﺏ ﺑﺄﻥ ﺣﻜﻤﻪ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﻭﻻ ﺷﻰﺀ ﺇﻻ ﻣﺪﺡ ﺍﻟﻤﻮﺍﻟﻴﻦ ﻭﺗﺸﺎﺅﻡ ﺍﻟﻤﺤﺮﻭﻣﻴﻦ. وأﻧﺖ ﻻ ﺷﻚ ﻋﻨﺪ ﺗﺮﺷﺤﻜﻢ ﺗﺒﺎﺷﺮﺕ ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻣﺴﺘﺼﺤﺒﺔ ﺃﺧﻼﻗﻜﻢ ﻻ ﺗﺴﻴﻴﺮﻛﻢ ﺍﻟﺮﺋﺎﺳﻲ ﻓﺬﻟﻚ ﻟﻪ ﻭﻗﺘﻪ ﻋﻨﺪ ﻣﺎ ﻳﺤﻴﻦ.

 

ﻭﺑﺬﻟﻚ ﺳﻮﻑ ﻧﺤﺼﺤﺺ ﺍﻟﺤﻖ ﺑﺎﻷﺳﺌﻠﺔ ﺍﻟﺘﺎﻟية:

ﺃﻭﻻ: ﻋﻨﺪﻙ ﻭﺯﺭﺍﺀ ﻫﻢ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻮﻥ ﻋﻦ ﺃﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻭﺃﺭﺯﺍﻗﻪ ﻭﻫﻢ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﻴﺪ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻥ ﻭ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺑﻄﺮﻓﻴﻬﺎ ﻭﻭﺯﺭﺍﺀ ﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﻣﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺗﻌﻠﻴﻤﻪ ﻭﺩﻳﻨﻪ ﻭﺻﺤﺘﻪ ﻭﺍﻟﻌﺪﻝ ﺑﻴﻨﻪ ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ .

 

ﻭﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﻳﻌﺮﻑ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻮﻥ ﻣﻬﻤﺘﻬﺎ ﻭﺿﺮﻭﺭﺗﻬﺎ ﻟﻠﻤﻮﺍﻃﻦ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﻋﻦ ﻧﺘﺎﺋﺠﻬﺎ ﻳﻮﻣﻴﺎ ﻣﺜﻞ ﻛﻮﺭﻭﻧﺎ ﻓﻤﻦ ﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﻣﺎ ﻳﻄﻌﻤﻪ ﻳﻤﻮﺕ ﺟﻮﻋﺎ ﺃﺳﺮﻉ ﻣﻦ ﻛﺮﻭﻭﻧﺎ ﻭﻣﻦ ﺿﺮﺏ ﺑﺴﻜﻴﻦ ﻓﻼ ﻳﺪﺭﻛﻪ ﻛﻮﺭﻭﻧﺎ... ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﻟﻤﺠﺮﺩ ﺭﺑﺢ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻓﻤﻌﻠﻮﻡ ﺃﻥ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﺑﺤﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺃﻏﻨﻰ ﺍﻟﺒﺤﺎﺭ ﻭﺷﻌﺒﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﻗﻞ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﻋﺪﺩﺍ ﻭﻭﺟﻮﺩﺍ ﻟﻠﺴﻤﻚ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻥ ﺃﻱ ﺩﻭﻟﺔ ﺗﺼﺪﺭ ﻣﺎﺩﺓ ﺗﻜﻮﻥ ﺭﺧﻴﺼﺔ. ﻓﻴﻬﺎ ﺇﻻ ﻣﻮﺭيتانيا.

 

ﻭﺍﻵﻥ ﺳﻮﻑ ﺃﺧﺘﺼﺮ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ ﻓﻌﻠﻰ ﻛﻞ ﻭﺯﻳﺮ ﺭﺯﻕ ﺃﻭ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﻳﺴﺘﻮﻱ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺃﻥ ﻳﻌﻴﻦ ﻟﻪ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺇﻋﻼﻣﻴﺔ ﺗﺒﺤﺚ ﻣﻌﻪ ﻣﺎﺫﺍ ﻓﻌﻞ ﻓﻲ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺘﻪ ﻛﻞ ﺃﺳﺒﻮﻉ ﻭﻳﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﻣﺎﺫﺍ ﻳﺮﻳﺪﻭﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﻭﻋﻠﻰ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺘﻬﺬﻳﺐ ﺃﻥ ﻳﻌﺠﻞ ﺑﺘﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﻭﻻ ﻳﺘﺮﻙ ﻓﻲ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻛﻠﻤﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺇﻻ ﺗﻌﻠﻤﻬﺎ ﻛﻠﻐﺔ ﻭﻟﻴﺴﺖ ﻛﻌﻠﻢ ﻓﻘﺪ ﻛﻔﻰ ﺃﻣﻴﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻣﻦ ﺳﻠﺐ ﺩﻛﺎﺗﺮﺓ ﻣﻮﺍﻃﻨﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺣﻘﻮﻗﻬﻢ ﻓﻲ ﻭﻃﻨﻬﻢ ﻭﻟﻐﺔ ﺑﻠﺪﻫﻢ ﻭﺩﻳﻨﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﺃﻥ ﻳﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤﺴﺠﻮﻧﻴﻦ ﻻ ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﻳﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻌﺰﻳﺮ ﻣﻔﺘﻮﺡ ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﻓﻴﻪ ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻔﻌﻮﻝ ﺑﺄﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﻓﺬﻟﻚ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﺎﻭﺭﻭﺍ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻋﻨﺪ ﻣﺎ ﻳﺨﺎﻃﺒﻬﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻘﻮﻟﻪ {ﺃﻟﻢ ﻳﺄﺗﻜﻢ ﺭﺳﻞ ﻣﻨﻜﻢ ﻳﻘﺼﻮﻥ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺁﻳﺎﺗﻲ} ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮ ﺍلآﻳﺔ.

 

ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻛﻞ ﻭﺯﻳﺮ ﻳﺴأﻝ ﻛﻞ ﺃﺳﺒﻮﻉ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺇﻋﻼﻡ ﺍﻟﺮﺋﺎﺳﺔ ﻻ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﻨﻮﺍﺏ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺟﻌﻠﻮﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﺭﻭﺗﻨﻴﺎ ﺳﺆﺍﻝ ﻷﺟﻞ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﻗﻮﻻ ﻻ ﻓﻌلا.

 

ﺃﻣﺎ ﺗﻘﻮﻳﻢ ﻛﻞ ﻛﺎﺗﺐ ﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺣﺴﺐ ﻣﺎﻳﺮﺍﻩ ﻫﻮ ﻓﻴﻜﻔﻰ ﻓﻲ ﻋﺪﻡ ﺟﺪﻭﺍﺋﻴﺘﻪ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ :

 

ﻋﻴﻦ ﺍﻟﺮﺿﻰ ﻋﻦ ﻛﻞ ﻋﻴﺐ ﻛﻠﻴﻠﺔ  *** ولكن ﻋﻴﻦ ﺍﻟﺴﺨﻂ ﺗﺒﺪﻯ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﻳﺎ

 

ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﺪﺍﺧﻞ ﺍﻟﺜﺮﻭﺍﺕ ﺗﺪﺭ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﺍﻟﺼﻌﺒﺔ ﻭﺫﻟﻚ ﺫﻫﺐ ﺧﺎﺹ ﺑﺎﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﻦ ﻓﺎﻟﺸﻌﺐ ﻳﻜﻔﻴﻪ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻀﺮﺍﺋﺐ ﻭﺍﻟﺠﻤﺮﻛﺔ ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮﻩ .

 

ﻫﺬﻩ ﻣﺠﺮﺩ ﺭﺅﻭﺱ ﺃﻗﻼﻡ ﻟﺘﻜﻮﻥ ﺑﻮﺻﻠﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻘﻮﻳﻢ ﻭﺇﻻ ﻓﻨﺤﻦ ﻧﻨﺘﻈﺮ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻗﻮﺍﻣﻪ: {ﻛﻞ ﺍﻣﺮﺉ ﺑﻤﺎ ﻛﺴﺐ ﺭﻫﻴﻦ}.