على مدار الساعة

آخر تحذير صادر عن خبراء المناخ في الأمم المتحدة

18 أغسطس, 2021 - 12:42
محفوظ الطالب سيدي - مدير المعهد العالي لعلوم البحار التابع للأكاديمية البحرية نوا ذيبو

صدر عن مجموعة الخبراء الحكوميين الدوليين المتخصصين في الدراسات المتعلقة بتغير المناخ، والتي تعمل كجهاز إنذار عالمي الأسبوع الماضي تحذير خطير والأشد على الإطلاق، فقد أدى ارتفاع حرارة كوكب الأرض 1,1 درجة مئوية إلى ظهور الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس.

 

فالسلوك البشري يسرع بشكل مثير للقلق من ظاهرة الاحتباس الحراري، التي أدت إلى حرائق في اليونان وتركيا والجزائر أتت على الأخضر واليابس، وفيضانات مدمرة في بعض المناطق الألمانية والصينية والتركية، ودرجات حرارة قياسية في كندا وصلت إلى 50 درجة مئوية.

 

فالعام الماضي كان الأكثر سخونة على الإطلاق، كما كان العقد الماضي الأكثر سخونة في التاريخ.

 

واستنادا إلى تقرير مجموعة الخبراء المذكورة أعلاه فنواكشوط، عاصمتنا، مهددة بشكل مباشر في وجودها، ذلك أن بعض أحياء المدينة التي تقع تحت مستوى مياه المحيط الأطلسي توجد في دائرة الخطر جراء التغيرات المناخية، وبالخصوص ارتفاع منسوب البحر الذي أصبح يهدد هذه الأحياء بالغرق.

 

فيما مضي كانت الكثبان الرملية الشاطئية تشكل سدا منيعا أمام ارتفاع مستوى المياه، ولكن تم القضاء على معظمها إثر الاستغلال المفرط كمادة أولية للبناء،

 

فماذا نحن فاعلون لمكافحة تغير المناخ؟

 

أولا علينا أن نتوب إلى الله توبة نصوحة، ثم أن نأخذ بالأسباب.

 

وللحيلولة دون وقوع هذ ه الكارثة يتحتم البحث عن أفكار وحلول غير تقليدية نابعة من البيئة المحلية.

 

ولا شك أن استحداث المناطق الخضراء التي تعمل على تشكيل وتثبيت الكثبان الشاطئية تمثل إحدى هذه الحلول.

 

فربما ما تزال لدينا الفرصة والوقت لخفض الضرر الذي سيحدثه ارتفاع منسوب مياه المحيط حتى في الأحياء المنخفضة، نحتاج فقط إلى إعطاء النقاط الساخنة التي يمكن للمياه أن تتسرب منها إلى هذه الأحياء أهمية قصوى، إذا أردنا الاستعداد للمستقبل، ولا شك أنه هو الشغل الشاغل للسلطات العمومية.

 

علينا اعتبار هذه القضية من أولوية الأولويات إلحاحا والتواصل بشأن الإجراءات المتخذة.

 

فمؤسستنا المعهد العالي لعلوم البحار التابعة للأكاديمية البحرية بمدينة نواذيبو قامت بتجارب عديدة أدت لاختبار نوعين من النباتات الملحية من أصل 45 نبتة تتواجد على شواطئنا تساهم في التخفيف من آثار الاحتباس الحراري المؤدية إلى التغير المناخي، وتعمل على امتصاص ثاني أكسيد الكربون.

 

وللتأكد من النتائج الأولية ولاستنساخ هذه التجارب على نطاق أوسع قمنا بطلب تمويل من مشروع "واكا" المنفذ من طرف وزارة البيئة والتنمية المستدامة، و قد مكننا هذ الدعم في مرحلة أولى من تثبيت الكثيب الرملي بين المعهد العالي وشاطئ كانصادو باستخدام النبتة الملحية "سيسي فيوم" المعروفة محليا بـ"أروي"، نتج عنه حماية أولية لجدار المؤسسة الذي يقع في بعض أجزائه على بعد 30 مترا من مياه المحيط.

 

وكذلك قمنا على مدى الأشهر الثلاثة الماضية بنقل هذه التجربة على مستوى شاطئ نواكشوط قبالة نادي الفروسية – الصورة.

 

تبدو طريقة التثبيت البيولوجي هذه واعدة جدًا وتعميمها على نطاق أوسع ممكنًا، خاصة وأن سيسي فيوم نبات له مزايا علاجية كبيرة واستخدامات أخرى اقتصادية واجتماعية مهمة مما سيمكن من المساهمة للتحول نحو اقتصاد أخضر يوفر فرصا لعمل مئات الشباب