على مدار الساعة

وانخرط الـUPR دردشة في اللغة والطب التقليدي

26 أغسطس, 2021 - 19:03
المختار ولد نافع

يقول علماء البيان إن بلاغة الكلام مطابقته لمقتضى الحال، ويقولون أيضا "البلاغة الإيجاز"

 

ومن أحدث ما جادت به ألسن البلغاء بيان حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الصادر هذه الأيام، فهذا البيان طابق مقتضى الحال السياسي، وأوجز في كلمة واحدة كثيرا من الأوصاف التي تتداعى للذهن عند ذكر اسمه الحزب، ألا وهي كلمة: الانخراط.

 

فالانخراط كما يقول علماء التصريف على وزن الانفعال، وهو وزن أوضح معانيه المطاوعة أي الاستجابة؛ يقال دفعته فاندفع، وشغلته فانشغل، وخرطته فانخرط؟

 

فمن الذي خرط حزبنا الموقر وكيف انخرط له؟ وما معنى أو معاني هذا الانخراط؟

 

دعونا نأخذ جولة قصيرة بين لغة قواميس العربية الفصحى ولغة الحياة اليومية العامية لعلنا نجد ما يعين على سر البلاغة "الإبيئرية".

 

في اللغة العربية الفصحى  - كما يقول ابن فارس في مقاييس اللغة - ("خرط" الخاء والراء والطاء أصل واحد منقاس مطرد وهو مضي الشيء وانسلاله.

 

وإليه يرجع فروع الباب فيقال اخترطت السيف من غمده وخرطت عن الشجرة ورقها وذلك أنك إذا فعلت ذلك فكأن الشجرة قد انسلت منه).

 

وبما أننا نعرف أن حزبنا الموقر ليس شجرة "خُرط ورقها"، بل هو دوحة ممتدة الأغصان وافرة الظلال، فلنا أن نتساءل هل هو إذن سيف خرطه ولي الأمر على "الخوارج".

 

أما في عاميتنا الحسانية فمعاني الخرط والانخراط لا تبتعد كثيرا عن الأصل الفصيح، ومما يتبادر إلى الذهن منها مما له علاقة بحديث الساعة:

 

لخريط الذي يعني أخذ اللاعب الفائز لكل نتائج أو أدوات اللعبة من اللاعب الخاسر،  

 

فكأن الحزب - من باب الروح الرياضية - يطرح احتمال أن المعارضة ستتغلب في اللعبة السياسية وسينخرط لها أي يقبل خرطها له ويسلمها كل أدوات اللعبة.

 

الخرطة بمعنى المائدة (طبعا مائدة التشاور الوطني) فالحزب خرطه زملاؤه من المعارضة "المطاوعة" فانخرط لهم أي استجاب إلى دعوتهم، وهو أمر لا شك إنه واجب وطني قياسا على وجوب الانخراط (قبول الخرطة) شرعا في بعض الحالات!

 

هذا عن الانخراط في اللغة، أما الانخراط في اصطلاح الطب التقليدي فهو باختصار: أن يقع ما خطط له الطبيب!!

 

هل هذا غامض شيئا ما؟ ربما، وعليه سأقدم مثالا يتضح به الإشكال:

 

لنفترض أن أحدهم (الضمير يعود إلى يأجوج ومأجوج) ساعده الحظ وعين على الشركة الوطنية لتسويق الأسماك ثم عين بعدها على مصنع الألبان مثلا (وقع شيء كهذا في تاريخ الفراعنة).

 

"أحدهم" هذا إذا واجه "أمرا ما" ولجأ للطب التقليدي سيكتبون له وصفة أعشاب "تسهل" عليه تولي إدارة جديدة، وكما تعلمون فأطر حزبنا الحاكم يولون عناية كبيرة لسهولة العمل الإداري، وذلك وجه من أوجه البلاغة في "بيان الانخراط".

 

هل اقتنعتم معي أن بيان حزبنا الجمهوري هو البيان الذي ما بعده بيان والبلاغة التي ما بعدها بلاغة؟ 

 

سأكون سعيدا إن حصل ذلك

 

طمئنوني أرجوكم!