على مدار الساعة

أبو وليد الصحراوي.. نهاية مسار أبرز شخصيات "تنظيم الدولة" في الساحل

17 سبتمبر, 2021 - 14:27
أبو الوليد الصحراوي أحد أبرز قادة تنظيم الدولة الإسلامية في منطقة الساحل

الأخبار (نواكشوط) - في وقت مبكر من يوم أمس، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مقتل عدنان أبو وليد الصحراوي زعيم تنظيم الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى، على إثر ضربة للقوة الفرنسية "بارخان".

 

وصف ماكرون مقتل أبو الوليد الذي سبق أن صنفته باريس "عدوا أول" لها في الساحل، "نجاحا كبيرا آخر" لفرنسا في معركتها ضد الجماعات المسلحة في منطقة الساحل".

 

مسار مسلح

بمدينة العيون الصحراوية رأى الأربعيني عدنان أبو وليد الصحراوي النور، ومن إحدى جامعات الجزائر حصل على شهادة في علم الاجتماع.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون

 

انضم العضو السابق في جبهة البوليساريو مبكرا إلى الجماعات المسلحة، لكنه برز بشكل علني ابتداء من عام 2011 خلال عملية خطف إسبانيين اثنين وإيطالية من مخيمات تيندوف.

 

وقد طالب عدنان شخصيا حينها بدفع فدية قدرها 15 مليون يورو لحركة التوحيد والجهاد التي يعد أحد مؤسسيها، وفي يوليو 2012 تم الإفراج عن المختطفين.

 

وبعد انطلاق عملية "سيرفال" الفرنسية عام 2013 وطردها للمسلحين من شمال مالي، حيث كان ينشط أبو وليد، اندمجت حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا، مع جماعة الجزائري مختار بلمختار، وتم الإعلان عن تشكيل "جماعة المرابطون".

 

يعتبر الغربيون عدنان أبو الوليد الصحراوي "الأكثر تأييدا لعولمة الجهاد"، ويجدون في ذلك تبريرا لانشقاقه عن جماعة بلمختار المرتبطة بتنظيم القاعدة، وإعلانه الولاء لتنظيم الدولة الإسلامية.

 

أسس أبو وليد في 2015 تنظيم الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى، الذي ظل ينشط بقوة في منطقة المثلث الحدودي بين مالي والنيجر وبوركينافاسو. 

 

عملية القتل وسياق الإعلان

بحسب وزيرة الجيوش الفرنسية فلورنس بارلي، فإن عدنان أبو وليد قتل خلال عملية شنتها قوة "بارخان" منتصف شهر أغسطس الماضي.

 

واعتبرت بارلي خلال مؤتمر صحفي أن عملية مقتل عدنان تمت "بفضل مناورة استخبارية طويلة الأمد، وبفضل العديد من العمليات لاعتقال مقاتلين مقربين من الصحراوي"، حيث "نجحت قوة برخان في تحديد العديد من الأماكن التي كان من المحتمل أن يتحصن فيها".

 

وأوضحت الوزيرة الفرنسية أنه في منتصف أغسطس، تقرر اتخاذ قرار بـ"إطلاق عملية تستهدف هذه الأماكن، ونفذت غارات جوية أصابت إحداها هدفها".

 

غير أن باريس تكتمت على إعلان مقتل أبو الوليد في انتظار اللحظة المناسبة، وجاء الإعلان عنها الآن في سياق مخاوف فرنسية كبيرة، من توقيع مالي اتفاقا مع مجموعة "فاغنر" الروسية.

 

وقد حذرت باريس من توقيع هذا الاتفاق، معتبرة أنه يتنافى مع وجود القوات الفرنسية في البلاد منذ 8 سنوات، ولوحت بسحب قواتها إذا تم الاتفاق مع "فاغنر"، والقاضي بنشر 1000 مقاتل روسي من المرتزقة في مالي لتشكيل قواتها المسلحة. 

 

والهدف من إعلان مقتل عدنان أبو الوليد، هو أن تؤكد فرنسا على أهميتها بالمنطقة، فمقتل هذا القيادي سبقته عمليات عدة الأشهر الماضية قتل فيها واعتقل عدد من قادة تنظيم "داعش" في الصحراء الكبرى، وبعض التنظيمات الأخرى. 

 

5 ملايين دولار 

خلال قمة احتضنها مدينة "بو" في الجنوب الغربي لفرنسا يناير 2020، صنفت فرنسا "صاحب العمامة السوداء" عدنان أبو وليد الصحراوي كـ"أبرز عدو" لها في منطقة الساحل.

 

وتتهم باريس تنظيم الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى، الذي يقوده عدنان الصحراوي، بالمسؤولية عن مقتل ما بين 2000 و3000 مدني في المنطقة.

 

وقد قتل هذا التنظيم 4 عسكريين أميركيين من القوات الخاصة و4 نيجيريين في كمين بمنطقة "تونغو تونغو" جنوبي غربي النيجر عام 2017.

 

وفي عام 2019 أعلن "برنامج المكافآت من أجل العدالة" التابع لوزارة الخارجية الأميركية عن مكافأة قيمتها 5 ملايين دولار لمن يقدم معلومات تؤدي إلى تحديد مكان أبو الوليد الصحراوي.

 

وجاء هذا القرار بعد أن أدرجت الخارجية الأميركية تنظيم "داعش" بالصحراء الكبرى، ضمن القائمة السوداء "كمنظمة إرهابية أجنبية"، ووضعت أبو الوليد على "قائمة الإرهابيين العالميين".

 

وفي أواخر العام 2019، شن التنظيم سلسلة هجمات واسعة النطاق ضد قواعد عسكرية في مالي والنيجر، ما أسفر عن عشرات القتلى في صفوف الجيوش المحلية.

 

ولا شك أن مقتل قيادي بحجم أبو الوليد الصحراوي سيكون له تأثيره على العمل المسلح في المنطقة، وعلى وجود "تنظيم الدولة الإسلامية" بشكل خاص.